نظره 8

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 09:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

- فى تطبيق نظام تغذيه عكسيه (ذكى بيئي-أشرافى) على التاريخ والتراث:
مع تشرذم الأمه الأسلاميه الى فرق وشيع وأنتشار مايسمى "الأخوان المسلمين" كعقيده يدفعها التحزب والتعصب الذى يستهدف بالأخص "جمعيه الشبان المسلمين"... نقدم فى تلك الحلقه علاقه المسلم بالآخر او الغير تحت مفهوم "الأخوه فى الله" مستخدمين نظام ذكى بيئي-أشرافى ذو تغذيه عكسيه متوكلين على الله الذى قال فى قرانه الكريم "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" والحبل هنا تعنى الصله أو الرايطه... وكذلك على ما ورد فى سيره سيدنا رسول الله من أحاديث...

ح8-ذكاء دوستويفسكي وحكمه محمد

أذا كان من الذكاء تشخيص المرض فمن الحكمه وصف العلاج...
والأديب الروسى فيودور‏ دوستويفسكي يصف أحد أهم أمراض النفس البشريه بأنه تعلق سعادتها بالآخرين قائلا: "كل الذين ربطوا سعادتهم بالآخرين ماتوا مقتولين بالوحدة " والآخرين هنا تعنى الغير فى العموم.. فمثل تلك العلاقات مصيرها حتما الى الأنقطاع والزوال اذا ارتبطت بوجود مادى زائل اما عن طريق تغير الأحوال أو أنقضاء الأجل.. ونجيب محفوظ يصور مثل تلك الصلات وكأنها خيوط ماديه تربطك بالآخرين قائلا فى أحدى قصصه " أن كل من قطعت صلتى بهم هم من أعطونى المقص وخلفوا فى نفسى جراح".. فالتعلق بما هو زائل كما يقول شمس الدين التبريزى مصدر كل تشوش فى القلب وألم فى النفس...
أنها أقوال ذكيه مأثوره عن مفكرين وفلاسفه شخصت أحد أهم أمراض النفس البشريه بأنه ربط سعادتها بالزائل والمتغير الذى تعطيه أهميه قصوى وهو لاقيمه له وغالبا ما يتحول الى مصدر تعاسه بذهابه...كثير من الأدباء والفلاسفه يقررون ذلك لكن بدون طرح علاج ناجع وحل عملى لتلك المشكله الأنسانيه غير ما قدمه سيدنا محمد رسول الله (ص)..
-فالحل ليس فى الوحده وأعتزال الناس والرهبنه المزعومه والدروشه المشئومه... لكن الحل المحمدى هو ربط العلاقات الأنسانيه بما هو ثابت-أزلى-غير متغير- وهو الله...فالحل فى مله محمد رسول الأسلام هو الأخوه فى الله سواء على المستوى الأسرى أو المجتمعى...
فلا يكتمل إيمان المرء حتى يقيم أواصر الأخوه فى الله مع الآخرين التى وصلت الى ذروتها بالمؤاخاه بين المهاجرين والأنصار... وعن ابن عباس انه " أذا مات المسلم وشهد له اربعين رجلا بالخير دخل الجنه." وفى روايه البخارى عن عمر ابن الخطاب " أيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ له أرْبَعَةٌ بخَيْرٍ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، قُلْنَا: وثَلَاثَةٌ، قالَ: وثَلَاثَةٌ، قُلتُ: واثْنَانِ، قالَ: واثْنَانِ، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ"..
فالأخوه فى الله الفرد الصمد مصدر كل سعاده وأطمئنان...لأنها صحبه طيبه كمصادقه بائع العطر ان لم تتعطر بعطره فزت برائحته الزكيه..
وعلى نهج الرسول نستطيع تصحيح مقوله دوستويفسكى الذكيه كالآتى
- "أن كل الذين ربطوا سعادتهم بالأخوه فى الله ماتوا ونفوسهم مطمئنه "
والله ذات صفات جمال وجلال ورد منها فى القرآن 99 وله الأسماء الحسنى.. فابحث فى خلانك عن بصيص من تلك الصفات وان لم تجد فتناول اقرب مقص واقطع مثل تلك علاقات... وتذكر ان اسعد اللحظات التى أستمتع بها رسول الله (ص) كانت وهو يداعب الفطيم يتيم أبى طلحه رضى الله عنه قائلا له " يا أبا عمير ما فعل النغير" والنغير تصغير نغر وهو طائر يشبه العصفور .. فأقتضى برسول الله , وأذهب الى اقرب ملجئ للأطفال واحمل لهم الهدايا بنفسك وأحرص على ان تصاحبهم وتباسطهم .. فضحكاتهم سوف تأخذ بيدك الى طريق السعاده الصحيح كما ان ضحكاتك قد تساعدهم على السير فى طريق الحياه السليم...

- واللافت للنظر أن مفهوم "الأخوه فى الله" قدمه الأمام المصرى أبو العزم فى أوائل القرن الماضى لكن هذا الأمام اندثرت كتبه وسيرته..بينما أنتشر مسمى "الأخوان المسلمون" فى عالمنا الأسلامى كالنار فى الهشيم...فكن حريصا أيها الشاب ممن يستغلون حميتك وحماسك للأسلام لأن ما يدبر لهذا الدين السمح من مكائد كثير...

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل