أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسامه شوقي البيومي - نظره 3














المزيد.....

نظره 3


اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)


الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 10:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


- فى تطبيق نظام تغذيه عكسيه (ذكى-بيئيا) على التاريخ والتراث

تعتبر قصه اهل الكهف من القصص التى وردت فى القران الكريم من القصص الملهمه للكثيرين.. وقد كتب عنها الكاتب الكبير توفيق الحكيم مسرحيه اهل الكهف فى اطار رومانسى حيث يتقابل الوزير بطل المسرحيه بعد خروجه من الكهف الذى نام فيه اكثر من 300 سنه مع حفيده حبيبته والتى تشبهها جدا وتدور بينهم نقاشات شيقه عن نسبيه الزمن فى الحب والغرام...لكننا هنا لسنا بصدد نقد تفكيكى لعمل رغم جودته الادبيه اضاف المزيد من التناقضات لمعنى القصه التى وردت فى القران الكريم...فالقصه من المنظور الدينى تدل على قدره الله تعالى على استخلاصه للخير من وسط براثن الشر..فيقدم لنا فتيه امنوا بربهم يهربوا من مجتمعهم الجاهل الظالم ويلجؤا الى كهف حيث يناموا فيه مده من الزمن وعندما يستيقظوا تكون دوله الظلم قد زالت وعملتها قد اندثرت.... واعتقاد المسلم ان خلق السموات والارض وخلقه هو نفسه من نطفه اعظم من بعثه بعد الموت الذى يماثل نومه واستيقاظه يوميا... فلماذا ساق لنا القرآن تلك القصه بل وحرص على ذكر الكلب الذكى المدرب... ففى القران تم ذكر نوعين من الكلاب :
١) الكلب الضال الذى جاء ذكره فى سوره الأعراف والذى أطلق العنان لغرائزه ورغباته دون تحكم وقد ضرب به الله مثلا للأنسان الضال الذى تعرف على آيات الله فى الحياة والكون لكنه انسلخ منها وتهرب من مسئوليته أرضاءا لأهوائه وارتكانا لثقافته الأرضيه الغير متبصره :
«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َ ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ».
2) الكلب الذكى المدرب فى سوره أهل الكهف الذى يعرف ان قيمته فيما يحسنه من مهارات وأعمال فى خدمه مجتمعه ووبيئته ، لذلك استحق ان يكون رفيقا لأصحاب الكهف وان يبعث معهم ..
وبألقاء نظره على عصرنا الحالى ، نجد ان مشكله الحضاره الماديه كما ظهرت فى العديد من الكتب و الأفلام السينمائيه هى الأنفصام الى درجه الصراع بين روح الانسان وفطرته وبين متطلبات الحضاره الماديه التى ترغمه على أن يكون ترسا فى ماكينه بلا روح أو بصيره.. فمع اختفاء الروح والبصيره تظهر الشرور وتتراكم كقطع الليل الدامس داخل النفس البشريه فتظهر عبثيه الحياه والحضارات حيث يؤول كل شئ الى لا شئ.. وأيضا مفهوم الذكاء الاصطناعى وتصور الملائكه على انهم آليات ذات قدره خارقه على التفكير والتصرف السوبر فى خدمه البشريه ظهر عواره فى فيلم ماتركس (أصدار 1999) وسلسله افلام المدمر ( بدايه أصدار 1984) وكذلك قصه هاروت وماروت فى القران ، لأن تلك الآليات السوبر اذا ما خولنا اليها وحدها اتخاذ القرارات النهائيه وتحديد المصير فستدفعنا الى التدمير الشامل أثناء سعيها المستمر الى المثاليه المتفرده ، فهى ببساطه لا تحتاج الى بشر ولا الى كوكب الأرض بأكمله.. لذلك كان وصف الله تعالى كقدره عظيمه لانهائيه لكن ايضا بصفات آلهيه مختلفه ومتباينه فى أنسجام تام ذو حكمه وأعجاز ، فصفات الجمال تحمى الارض وصفات الجلال تبحث عن المثاليه ومن خلال التوازن بينهم توهب الحياه على الارض... أننا نجد فى القران نوعا آخر من الذكاء والمعرفه عند الملائكه والمخلوقات يمكن تسميته بالذكاء البيئ الذى يجعلهم يدركون ان الله قد خلق كل شئ فى الكون بقدر وتناغم يكفيان لأستمراريه الحياه.. ذلك الذكاء البيئ الكامن حتى فى الحصى والرمال فيجعلها تسبح بحمده ، كما لا يستطيع الكافر ان ينكره لكنه ينكر ويتهرب من تبعاته ودوره فى الحفاظ عليه جهلا منه وظلما.. ان مسئوليه الحفاظ على البيئه من مهام الأنسان كخليفه على الارض تقبلها وهو فى رحم الغيب حبا فى الوجود بل هى أساس وجوده..وقد يرى البعض ان حفاظ الانسان على بيئته وحضارته ينتج تلقائيا من التحديات البيئيه والاستجابه الذكيه لها كما ذكر الفيلسوف أرنولد توينبى فى موسوعه دراسه للتاريخ.. أى أن الحضارات الذكيه بيئيا ستجد حلولا مبتكره لتحدياتها فتستمر وتنتعش والحضارات المتخلفه ستموت وتختفى وليس بالضروره أن الموت يعنى العدم بل أنها تتشرنق وتنحصر فى انتظار فكر جديد يبعث فيها الحياه..أنه التفسير الطبيعى وبالتالى البيئى الذى قدمه أ توينبى لحركه التاريخ والحضارات , فكما تدفع رغبه الوجود الفرد للأستجابه أمام التحديات تدفع ايضا المجتمعات والحضارات.. كلام جميل وكلام معقول ما اقدرش اقول حاجه عنه , غير انه مع تطبيق نظريات التحكم نستطيع ان نضيف الفارق بين سرعه وزمن استجابه فرد ومجتمع مستنير وبين استجابه فرد ومجتمع متخلف ظالم بجهله كما جاء فى قصه اهل الكهف.. لقد احتاج الفتيه المستنيرون( بانهم لا يأكلون ذهب الملك او صكوك عملته) الى يوما او بعض يوم كى يجدوا ويطبقوا على أنفسهم حلولا مبتكره لتحديات عصرهم لكن ملكهم ومجتمعهم الجاهل الظالم أندثر واختفى وأحتاجت حضارتهم مئات السنين حتى تظهر مره اخرى فى ثوب جديد وبشكل مختلف لتبعث أهل الكهف مرة أخرى من خلال أفكارهم المبتكره كقديسين.. فيا ايها المؤمن بالخير والطبيعه التى خلقها الله المبدع الاعظم.. أدعو الناس لفكرك ولا تبتئس اذا تم قهرك لأنك لن تهزم بل ستبعث حتما من جديد من خلال إيمانك وافكارك المبتكره مثلما بعث أهل الكهف..



#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظره 2
- نظره
- القلب يعشق كل جميل (كامله ومنقحه)
- القلب يعشق كل جميل 6
- القلب يعشق كل جميل 5
- القلب يعشق كل جميل 4
- القلب يعشق كل جميل 3
- القلب يعشق كل جميل2
- القلب يعشق كل جميل
- نحو مدنيه المجتمع : ما بين البابا فرنسيس و أبا بكر الصديق
- السودان - صبرا آل النيل
- السودان - بلد يموت أم ميلاد جديد
- نحو مدنيه المجتمع: ما بين البابا فرنسيس والشيخ على جمعه
- يوم الارض العالمى بين القرآن وسفر التكوين
- يوم الارض العالمى بين القران وسفر التكوين
- علم الملاحظه وشعوذه الفراسه
- راسبوتين المقامر
- ثلاثى الأثافى وبوند الفضاء
- الراعى والنساء عبر الفضاء
- ح 38) الراعى والنساء 11) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسامه شوقي البيومي - نظره 3