نظره 22

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 21:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ولد الفيلسوف برتراند راسل فى انجلترا سنه 1872 ومات عن عمر يناهز المائه عام..أعدته أسرته ليكون رجل دين , فألتحق راسل بكليه اللاهوت -جامعه كامبريدج - لكن بعد تخرجه أعلن رفضه لقكره الأديان-وألف العديد من المصنفات الفلسفيه كما حصل على جائزه نوبل فى الآداب سنه 1950 نظير كتاباته المتنوعة والتي دافع فيها عن المثل الانسانية وحرية الفكر... وفى خطاب نوبل تحدث راسل عن الدوافع (أو الرغبات) الأساسيه المحركه لسلوك البشر وقال ” لا يوجد في العالم ما هو أكثر إثارة من لحظة اكتشاف مفاجئ أو لحظة ابتكار، العديد من الناس قادرون على تجربة مثل هذه اللحظات أكثر مما تظن أحيانا “..
ورغم مرور أكثر من خمسين عاما على موته لازالت حوارات وأراء راسل يتم تداولها بكثره على صفحات الفيس بوك والتواصل الأجتماعى لاسيما اللادينيه منها لتعضيد وجه نظرهم فى أنه لايوجد أله فائق لهذا الكون..والألهه المعتبره عند مثل هؤلاء (أذا كان ولابد من وجود ألهه) هو أله سبينوزا (الطبيعه نفسها) او الأنا الذاتيه للأنسان (الأنسان أله نفسه)...
كنت أتمنى ان أحاور راسل فى أرائه... ولعلك تتخيل معى مثل هذا الحوار
المحاور-سيد راسل , أتفق معك انه لا أدله علميه ومنطقيه كافيه لأثبات وجود الأله الفائق...لكن بصفتك فيلسوف "الا تجد فى تصميم هذا الكون حكمه وعلم"
راسل: كيف أستطيع القول ان تصميم هذا الكون حكيم وليس عندى كون آخر استطيع القياس عليه فأجد ان هذا الكون حكيم والثانى أحمق..بل ربما على العكس..أننا عندما ننظر الى الشمس من مجرتنا تبدو كبقعه بسيطه والأرض نقطه داخل هذه البقعه وعلى هذه النقطه يبدو كائنات مجهريه تسمى البشر تولد وتتحلل..يعمل جزء من هذه الكائنات على تسريع عمليه التحلل والجزء الباقى على نأخر تحللهم...
المحاور: أعتقد انك لازلت متأثرا بدراستك اللاهوتيه ولا ترى فى الكون سيدا غير الأنسان..
راسل: فى الأديان كائنات خرافيه أخرى أخترعها الكهنه مثل الشياطين والملائكه..
المحاور: ليس كل مالم يستطع العلم أثباته حتى الآن غير موجود...أينشتين وستيفن هوكينج مثلا يؤمنون بوجود كائنات فضائيه أرقى من الأنسان بكثير فى مكان ما فى هذا الكون..
راسل (مقاطعا): لا يوجد شواهد علميه كافيه على هذا الأعتفاد...
المحاور: حتى الآن ربما.. لكن سؤلى ان حكمك ورأيك متأثر بدراستك اللاهوتيه القائم على ان الكون مركزه الأنسان والمسيح , كما كانت الكنيسه فى العصور الوسطى تعتقد ان الأرض مركز الكون والشمس تدور حولها..
راسل: هذا لأنى أتحدث وأكتب بالأنجليزيه حيث الأنجيل واللاهوت فى الخلفيه العقليه لمعظم القراء..
لمحاور: لكنك كتبت دراسه تاريخيه عن الأسلام ورسوله...ألم تحاول ان تعرف شيئا عن القرآن أن فيه فصولا كامله (سور) بأسماء امم أخرى مثل النمل والنحل والعنكبوت وذكر أيات كونيه كثيره غير الأنسان الظلوم الجهول...
راسل (بمكر): لم يتسع لى الوقت لفعل ذلك فقد أخذت السياسه جزءا كبيرا من وقتى..
المحاور : ان بتلك الممالك النباتيه والحيوانيه من الأعاجيب مالا يعد ولا يحصى .. وما لا يدع مجالا للشك فى ان تصميم الكون حكيم وتقدير من عزيز عليم!!
راسل : اؤمن بقول ونستون تشرشل "أن الفرق بين الحيوان والأنسان أن الحيوانات لا تسمح ابدا لأغبى القطيع أن يقوده"
المحاور (مبتسما):السياسه سيأتى وقتها..لكن دعنا نتفق الآن على ان رؤيتك لكوكب الأرض منصب على الأنسان وأفعاله -وهى رؤيه تأثرت بالفلسفه المسيحيه واللاهوتيه...
راسل (بخفه ظل): ربما لكنى لست نمله او نحله ..انا انسان واتحدث من وجهه نظر الأنسانيه ...
المحاور: بالتأكيد نحن بشر وذو أراده حره ومسئولين عن هذا العالم البائس بدرجات متفاوته ...أن الأنسان مسئول عن تصرفاته التى يجب ان تصب فى صالح العدل والسلام ...هذا ما ذكرته فى كتاباتك...لكن امام من؟؟ وانت تنكر وجود البعث والأله العليم القادر على الحساب العادل...
راسل : أمام نفسه وامام الناس..
المحاور: أمام الناس..نفترض أن هتلر تم القبض عليه ..هل كان من العدل اعدامه مره واحده بعد ان تسبب فى فتل 25 مليون انسان...أن أبسط درجات العدل تقتضى ان نعدمه 25 مليون مره...وهذا يعنى "بعثه بعد الموت" 25 مليون مره..أليس كذلك؟؟ ..أذن "البعث بعد الموت" من ضروريات العدل الذى تنادى به وحصلت بسببه على جائزه نوبل...
فتره صمت
المحاور: سيد راسل ..بعد ان انكرت المنظومه الأخلاقيه كدافع مؤثر فى سلوك البشر..هل هناك مجرم أو طاغيه مستعد للأعتراف امام نفسه او امام قسيس بالجرائم التى فعلها؟؟...
راسل: لا أظن..لكنى سمعت عن معتقلات تنتهك فبها حقوق الأنسان لأخذ الأعترافات من المتهمين..
المحاور: وهذا ضد مبادئك بالطبع التى حصلت بسببها على نوبل...لكن كيف يتأتى ذلك ألا اذا تخيلنا اننا اخترعنا جهاز ينطق جوارح الأنسان بما فعل فتشهد عليه اعضائه من رأسه حتى قدميه..
راسل (متعجبا): وهل تم أختراع مثل هذا الجهاز بعد موتى..
المحاور : لقد أبلغنا رسول الأسلام محمد (ص) أن هذا الجهاز موجود عندك فى الدار الآخره...
راسل: حقا...لكنى لم أعرض عليه بعد؟؟ عموما ان رأي بعكس معظم المستشرقين كان ايجابيا جدا فى محمد رسول الأسلام..لفد ذكرت انه كان قويا عندما جمع السلطه المدنيه والدينيه تحت قيادته -بعكس أوروبا النى مزقتها الحروب الطائفيه- ونجح فى تأسيس حضاره فاعله فى التاريخ وصلت القديم بالحديث....
المحاور : ربما شفع لك ذلك عند رسول هذه الأمه وعند ورب الأرباب...فلقد أعطاه الله السبع المثانى وهم.. القرآن-جوامع الكلم (الأحاديث النبويه)-جعلت له الأرض مسجدا طهورا- الأسراء -المعراج- - والشفاعه يوم يشفعون-والحوض الذى ينبع منه نهر الكوثر فى الآخره.. وفى قول آخر هم السبع آيات فى فاتحه الكتاب...

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل