أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - متْ قاعد














المزيد.....

متْ قاعد


ندى مصطفى رستم

الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


مثال مفهوم للجميع والذي يقودك على أنك أصبحتَ غير منتج وخرجتَ من سوق العمل، أو ركنتَ على الرف تنتظر وصول القطار ليحملك إلى محطتك النهائية، بداية مجهولة إما الجنة أو النار، لأنهم زرعوا بعقولنا ذلك المكانين، حين تسمع أو تقرأ ذلك المثال الملعون، نعم ملعون، بجعبته الكثير والكثير، دوامة لا نهائية له، سؤال يحفر برأس المستمع أو القارىء، وذلك للتقاعد عدة أوجه!؟ رغم أننا نعرف أن للمرء وظائف كثيرة في هذه الحياة، بعضها لا تحتاج لشهادة وإنما الفطرة أو التجربة تكون كافية، وبعضها يلزمها الشهادة أو ما شابه ذلك، ولكن الحالة النفسية للمتقاعد، متعبة متشائمة كأنها نهاية العالم. ممكن التقاعد يحصل بمؤسسة الزواج، وأحد الطرفين يقرر التقاعد من هذه المهمة ونجدها تحصل بكثرة بسبب أو بدونه، وكذلك يحدث التقاعد عندما يمارس المرء دور الأم أو الأب أو لموقف سخيف كعناد الاهل وعدم تفهم أولادهم.
يجب أن نأخذ بالحسبان تطور الاجيال، ويحدث التقاعد أحد الاطراف ويتقاعس عن إداء مهامه، أو يمكن أن يحدث بموقف مؤلم وهنا التقاعد يكسر المرء، ممكن بحالة الصداقة يحصل التقاعد وخاصة عندما تكون معتمدة على ركائز هشة، ومحتمل في حالة الحب فجأة تنهار العلاقة ويدخل الطرفان بحالة التقاعد لسبب بسيط او هناك اسباب معقدة التركيب، ربما لعدم فهم بعضهما البعض، و لم تكن مقومات الحب متكاملة كغياب الصدق و الاحترام أو تكون عوامل لا يمكن تجاوزها بحكم العادات والتقاليد، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يحق لهذا الحب ان يتطور ضمن تابوهات محكوم بالعيب والحرام؟ الذي لقن له منذ نعومة أظافره أو ربما لم يستطيع احد الطرفين أن يتنازل عن عناده ويفشل الحب، وكلا الطرفين يشلف على الآخر لومه وتقصيره؟ ويختموا حوارهم المسدود بعبارة واحدة وصوت واحد (لكل البداية لها النهاية) وهكذا يدخل الحب بدائرة التقاعد وينام ولكن لا يموت لأن هناك بعض الذكريات الحلوة تبدأ أن تنشط بشريط ذاكرتهم ويعترفوا حقا كانت أياما حلوة ولكن يجب أن نتوقف ونتقاعد ويقطعوا وعدا مع أنفسهم بعدم العبث بالقلب أو بالوقت.
بصراحة ذلك المثل جعلني أنظر له باحترام ويجب تقبله. لانه يحفز المرء على أن يعيد ترتيب أفكاره وتصرفاته وخياراته في الحياة المتبقية له. عليه الايكتئب عندما يقرأ المثل أوعندما يعرف عن وضعه الجديد أصبح داخل دائرته فقط عليه التأقلم .فهذا المثل كان حافزاً لكتابة هذا النص، وبدأ الصراع والمقارنة بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى، لأنني عندما هجرتُ قسراً الى أوروبا اكتشفت كيف يتعاملون مع تلك الصفة (متقاعد /متقاعدة). نجدهم بقمة السعادة يحاولون أن يرتبوا حياتهم الجديدة، يتفرغون لأنفسهم وأحبتهم ويقيمون اللقاءات في المقاهي ويغتنمون أي فرصة كي يفرحوا، بينما الدولة تؤمن لهم كل العناية الصحية والأمان. أما في مجتمعنا الشرقي للأسف ثقيلة ومتعبة كأنها نهاية العالم فنقرأ بطريقة خاطئة ونستسلم وندخل بدائرة الكآبة، عندما نلفظها (مت وانت قاعد) أي دورك إنتهى!.
لذلك عبء المثل يكون ثقيلاً: إنك متقاعد! متى نستطيع أن نعيش بسلام تحت سماء بلادنا ...!؟
هل نحن الآن كلنا متقاعدون؟ سؤال لا جواب له الآن!.



#ندى_مصطفى_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص بحاجة للعنوان!
- للسوريين اشتياقهم
- اليوم العالمي للاجيئن
- هي والأغبياء
- متحف لأظافر طاهره!
- متحف الأظافر!
- رحيل بلا دموع
- دعني!
- إلى مصور!
- كابوس
- كاميرا
- هوية مفقودة!
- لن ألومك!
- تساؤلات /3/ اهمية التقويم
- عداوة الكورد تجارة خاسرة!
- تساؤلات -2-
- علبة بين الحقيقة والحلم،،،
- رسالة لم تصل بعد!
- وبقي الوشاح
- لحد عاشق!


المزيد.....




- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - متْ قاعد