أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - نص بحاجة للعنوان!















المزيد.....

نص بحاجة للعنوان!


ندى مصطفى رستم

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


مين على الباب؟...نحنا التجنيد خالة ... خير ابني ...افتحي الباب ...انا لوحدي... اي خالة افتحي الباب لحتى نتفاهم ... حاضر دقيقة جاي ابني عم قلك لوحدي انا ....خير شو بدك...ياخالة نحنا جاين نبلغ ابنك مشان يلتحق بالخدمة العسكرية ولازم توقعي على التبليغ...... ابني مو هون مسافر.......ياخالة مو حلوة منك انت ست كبيرة عيب تكذب! مو لصالحوا، انا حذرتك اسمحي لنا ندخل البيت معنا امر بتفتيش........ ياابني عيب تدخلو على حرمة لوحدا....ليش وين زوجك؟...... زوجي عطاك عمره بمشاكل التمانينات، يمكن امك ابوك ما تزوجوا بعد، وقتها جمعوا كل رجال الحارة، وقفوهم ع الحيط ورشوهم ماضل حتى المخَبر كلن ماتوا، واخذوا البنات من بيوت اهاليهم، ولحد الان مامنعرف شي عنهم اعمارهم بين (12 و20 )سنة، اكيد اهلك حكولك شو صار بتلك الفترة ،،،
ياخالة انا مو جاي اسمع ئصص، جاي اعمل واجبي الله يخليك، قولي وين ابنك؟ ..... مصمم تعرف وينو،،، فوت قرب دخول،،، بس ياريت تفوت لحالك
حاضر.. ياشباب خليكم برا لشوف اخرتها مع هل الحرمة.
اي خالة ماني شايف شي بالجنينة .......لا ابني هو هون محل مانك واقف، نايم تحت التراب، امانة ماتاخدو خليلي ياه، ابوس ايدك ماضل لي غيرو.... بس ياخالتي لازم يدفن بالمقبرة يلي جنبك،،، وبصراحة شايف ايدو فوق التراب،،، هيك ما يجوز حرام .......اي ابني: انا خليتها فوق لتراب، مشان كل يوم الصبح المسها واطمنه انو انا معه، مارح خلي حدا ياخذه... الضنى غالي، ربي يخليك لامك،،،
كيف مات خالة?!!.
اه اه اه ياابني بذكر كان طالع يجيب خبز، وكان اول مرة ما بعذبني لانو كان ينفخ قلبي لبين ما يلبيني ياعيوني، هو كان مشغول عطول بشو ما بعرف حاطط جهاز بيشبه التلفزيون بحضنو وعم يكبس ع زرار. مابعرف شو اسمو بتبتوب، اكيد عرفت شو هو.....
اي خالة اسمه اللابتوب .*
وقاعد طول الوقت هو وهذا يلي ذكرتو، بس يومها قام باس ايدي وقال شبيك لبيكي اطلبي كل طلباتك ياحنونة، لابس ومتعطر وقتها، ضحكت قلت اليوم مابدي شي الا خبز ياموووو ، وراح ياعمري وبعد شوي جابولي ياه ودمو طولووو (ولي ع طولي على الشوفة) واذ في كتير شباب معه ميتين... ما تقول الشباب وهو، كانو طالعين بمظاهرة وحاملين ورد (هيك حكوا الناس لانها كانت ع تلفزيون بالاخبار منقولة انا ماشفتها لاني عم جهز الغدا) بس ياروحي عليهم، قابلوهم بالرصاص الله يشل ايدهم يلي امر بضربهم. اي خالة المهم ليش دفنتي ابنك هون.....عم تسأل ليش معقول مابتعرفوا وانتو منهم للحكومة، ليش خليتونا ندفن اولادنا بسلام من كتر الرصاص يلي نزل علينا ما قدرنا الله وكيلك، ويلي دفن ابنه تاني النهار راح مشان يطمئن عليه، يجي يلاقي القبر منبوش وفاضي عم ياخذوهم ياابني ميتين، عم ياخذوهم الله ما قالها. لهيك قررت دفنو بالجنينة المهم خالة بدك تسمحيلنا ناخذو إلى مقبرة ..،،(لا والف لا) ابني ربي يخلي شبابك لامك ماضل لي غيرو،،،.. ليش وين اولادك!؟؟ اخ اخ ياابني، انا كان عندي اربع شباب، ربي يحفظك لاهلك ابني الكبير، اعتقله الامن هو وابنه البكر اجت عليهم فسدية الله لا يسامحهم، ليش قال عم يتظاهروا وينادو بالحرية، سلميين ياعيوني، والله وانتو بتعرفوا انهم سلميين بتعرفوا صح ابني، ولا انا غلطانة، اي خليك ساكت لان حيطان الها اذنين، وبعد فترة بيتصلوا بمرتو لان اهلها واصلين مع الحكومة، فهمت علي، اي واصلين كانو أهلها عم يحاولوا يعرفوا وين زوج ابنتهم وابنها معتقلين. بس ما طلع معهم شي، تلفون ابني بيرن، بترد مرت ابني عليهم، بيقولو زوجك وابنك فارقوا الحياة..لما سمغا الخبر طار عقلي، ماتو تحت التعذيب، تعرف ابني لما عرضو علي صور لشباب ميتين، بأحدى الفروع الامنية، ما بذكر شو اسم الفرع قدرت اميزهم، لما شفت الصور ما بذكر مين جبلي الصور، وشفتهم ياميمتي وياريت انعمت عيوني ولا شفت ابني كان له وحمة عند عينه اليسرى، وحفيدي عنده شامة، عند خدو اليسار ياروحي، هو كان عندو البكلوريا قصدي شهادة، بدي اسألك؟ شايف هيك صور، أي اي سكوت لا تحكي، سكوتك هاد، انك تعرف اكتر مني ،،،اي خالة الله يخليك خلصي من آخر الله يرحمهم اي طول بالك، أما ابني الثاني يا قلبي هو متزوج، وعندو اربع اولاد وعندو بسطة شاي وقهوة، عند مديرية التربية ورضيان بعيشتو، وما بحب يحكي بشي ماشي، الحيط وبقول يارب السترة واذ بعد اسبوعين من خبر اخوه وابنه بيسحبو احتياط، الله وكيلك ياابني هو خادم اربع سنين اخذوا ومارجع..... الله يرحمو خالة مات شهيد في سبيل الوطن...... اوووف ياابني هيك حفظوك، ولما اجى الخبر وقعت من طولي ويلي جرح قلبي، انو ما عطونا جثته، اجى لعنا على المبرة، ضابط على اكتافه نجمتين، وكان اهالي كتير مفجوعين متلي، عطاني هويته وكرتونة صغيرة ملفوفة بشريطة مكتوب عليها اسم ابني، وكيس كبير فيه بطانية كل الامهات يلي ماتو اولادهم هيك عطوهم اوووف كيف بدي غطي حالي بهل البطانية وهو تحت التراب كيف!!؟ ! ولا بعرف وين قبره كيف?
طولت عليك ابني بالكلام سامحني انا ام ربي يخلي امك حابة فضفض يلي بقلبي باينتك ابن عالم وناس ومتربي...... شكرا خالة، بعد في شي بدك تقوليه قولي لاني تأخرت..... لحظة ابني... ياريت بسرعة تحكي ...طيب ع راسي جايتك بالحكي ابني الثالث لما شاف الاوضاع عم تضيق، وعم يكتر الموت اخوتو ماتو ورفقاتو بالحارة شي مات، شي مخطوف، شي اخذو ع جيش وشي هرب فقرر يسكر محله( هو معلم بالحلويات) ولملم شو معو مصاري حتى اخذ الاسوارتين يلي كنت بدي جوز الصغير فيهم واجا ودعني هو مرتو والله رزقه بتوأم صبيان من اول سنة جواز بتقول اقمار ربي يبعتلك، وناوي السفر الى اروبا هيك قال ...قصدك أوروبا... اي هيك صح متل ما قلت ابني ماشاءالله بتعرف كلشي باين عين الله تحرسك المهم، سافروا بكيت كتير حتى انضربت عيني اليمين من البكي حاولت ان يعدل عن قرارو صعب عنيد طول عمره طالع لخالو ، بوس ايدي وقال : يمو انا بس اصل ارسل لك ولاخي تجوا لعندي، يامو انا مابدي موت بدي كبر اولادي يامووو.... دعيت له الله ييسر امره بس قلبي قامطني، خايفة حاولت اضحك بس ماقدرت مشان مايفكر اني زعلانة وهيك شي شهر لا خبر ولا هاتف منه نار عم تشعل بقلبي وانا عم اتفرج ع التلفزيون، والا بقولوا خبر عاجل وعينك ماتشوف ياابني هل المنظر بحبايبك، شفت عالم كتير فايشة فوق سطح مية البحر، وعم يشيلوهم ع الشاطئ، وابني معانق اولادو ومرتو جنبو، عرفتو من كنزة يلي انا اشتغلتها بأيدي له، اولاده ياروحي .. كملائكة نايمةع كتف ابوهم بس تعرف ابني لحد هذه اللحظة ماني مصدقة اكيد رح يتصل موهيك ابني قلي رح يتصل امانة قلي.
ياخالة ربي يصبرك اي خالة اسمحيلنا ناخذ ابنك مشان ندفنه بالمقبرة لترقد روحه بسلام ...لا لا ارجوك للمرة الف لاتحرمني منه ومن لمسة ايدو يخليك لاهلك ... ياخالتي لازم ندفنو والمقبرة جنبك كل يوم بتزوري قبره،،، خلاص مافي امل ماشي ابني بس امانة وصي الشباب يحفرواع مهلهم مشان مايتألم او ينزعج وياريت تلفو بشرشف عرسه كنت مجهزتو له من شهرين ..كنت ناوية .اخطبلوبنت خالو ياحسرتي ....
فعلا تم دفنه بالمقبرة وكل يوم امه تقوم بزيارته من الفجر حتى آخر الليل ثم تعود لمنزلها.
اما العسكري فبعد تلك الحادثة، قرر الانشقاق اصيب بيته، ببرميل الطاغية، فخرجت زوجته وابنه الرضيع الى احدى المخيمات ع الحدود، منتظرة عودته، هو التحق بصفوف الجيش الحر، اصيب اول مرة تم علاجه، ثم عاد مرة اخرى ليشارك رفاقه، وللاسف استشهد ولا احد ذكره.. وكم شهيد بوطني لم يذكر بعد (شهيد او ضحية متل مابدكم سموه ).
الرحمة للابرياء...



#ندى_مصطفى_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للسوريين اشتياقهم
- اليوم العالمي للاجيئن
- هي والأغبياء
- متحف لأظافر طاهره!
- متحف الأظافر!
- رحيل بلا دموع
- دعني!
- إلى مصور!
- كابوس
- كاميرا
- هوية مفقودة!
- لن ألومك!
- تساؤلات /3/ اهمية التقويم
- عداوة الكورد تجارة خاسرة!
- تساؤلات -2-
- علبة بين الحقيقة والحلم،،،
- رسالة لم تصل بعد!
- وبقي الوشاح
- لحد عاشق!
- آه يا ثلج


المزيد.....




- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - نص بحاجة للعنوان!