أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ندى مصطفى رستم - تساؤلات -2-














المزيد.....

تساؤلات -2-


ندى مصطفى رستم

الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أردنا أن نقيّم الوضع العربي علينا العودة إلى بدايات التاريخ العربي لا أن نستنطقه كما في حالة بعض الكتاب والمفكرين العرب حول التراث وما إلى ذلك، أما هذه المقالة البسيطة تذهب مباشرة إلى موضوعها، وهو المأكل والملبس والمسكن الذي هو أساس التفكير الصحيح! اعتقد لم يستنطق أحدً هذه المسألة أبداً رغم اهميتها على اعتبار أن المطبخ أصبح ينظر له مسألة ثقافية، نحن نعرف جميعاً أن الجو والطبيعة لهما أثر كبير على نمط تفكير الإنسان عموما، وهكذا يقول لنا علم الجريمة الجنائية في إطار تأثير متبادل بين الجريمة والطبيعة، لو دققنا في الأمر نرى بأن الجرائم التي تقع على السواحل تتميز بأنها ليس من السهل كشفها، كون البحر يخفي في جوفه ملايين الأسماء المتنوعة ، الكبيرة والصغيرة جدا ، كما يخفي البحر ملايين المخلوقات البحرية الأخرى وأنت لا تراهم ولا تعرف ماذا يجري هناك؟ ما أردت قوله في هذا المنحى أن الصحراء الجزيرة العربية كانت لا ترحم سلوك ساكنيها، وحيث الشمس الحارقة كأنك تُشوى تحتها لتكون وجبة غذاء لأحد ما، ونحن نعلم كثيراً أن الصحراء ليس فيها صيداً ولا حيوان يستطيع أن يعيش هناك إلا حيوانات تتحمل الصحراء مثل الجمال " سفينة الصحراء " تتحمل العطش وتأكل ما تيسر أمامها من النباتات ، حتى الأشواك طعامها المفضل ، نتيجة شح الطبيعة، لهذا لا يمكن أن يعيش الإنسان السوي في تلك الظروف لذا أصبح الغزو والسرقة لمواشي بعضهم أمرا مألوفا بين القبائل العربية في الصحاري ، ولا نستغرب كثيراً أن الأشهر الحرم التي أخذ بها العرب لم تكن من فراغ، فالحياة نراها الآن متعبة في تلك المناطق فكيف إذا فكرنا قبل قرون طويلة؟ كيف سيكون الحال هناك في تلك المناطق حيث برودة قاتلة في الشتاء وحرارة قاتلة في الصيف، وليس هناك مسكن حتى أن تقي نفسك من أنواء الطبيعة بردا أو حرارة ؟ وهو أمر صعب جداً والسكن في الخيام لا يجدي نفعاً، وقس على ذلك من مصاعب أخرى مثل وفرة المياه والكلأ للماشية ، فكانت القبائل في ترحال دائم على أمان فيها غدران المياه لتشرب وتسقي ماشيتها ، ما أريد قوله هنا أن قساوة الطبيعة والبحث الدائم عن مصادر مياه ومراعي للماشية جعلت هؤلاء البدو الرحل لا يفكرون سوى كيف يحافظون على البقاء ، وأصبح التفكير فيما عدا ذلك ترفا لايحصلون عليه أمام قسوة الحياة في الصحراء ، ولهذا من الطبيعي ألا يكون لدى العرب تفكيراً معقدا يبحث في أمور أبعد من لقمة العيش ، ولا نعتبر هذا عيباً لأن كل الشعوب لها ما لها وعليها ما عليها، وليس ذنب العرب أنهم خلقوا في تلك الأجواء القاسية ، التي لا ترحم ولا تشفق مطلقا، فمن الطبيعي والحالة هذه أن ترى نفسك ذليلاً أمام فعل الطبيعة وانسحب ذلك الإذلال والعجز على كل مناحي حياة العرب . ما أريد أن استخلصه هو: لماذا عدد سكان العرب يربو عن ثلاثمائة خمسين مليون نسمة لا يحسب لها حساب في المحافل الدولية؟ بينما عدد سكان تركيا 82 مليون نسمة إحصاء 2018 ، لهم صوتهم المجلجل في المحافل الدولية ، ويحسب لتركيا ألف حساب ؟ وقس على ذلك إيران وعدد سكانها نحو 79 مليون ولها مكانة بين دول العالم ، وفي ذات السياق إسرائيل التي زرعها الاستعمار البريطاني في فلسطين عدد سكانها لغاية ديسمبر 2018 كان 7 ملايين يهودي و2 مليون عربي ، لها سطوة في السياسة العالمية لا يصل إليها العرب ولا في أحلامهم . ومن الأشياء العادية واللافتة في القرن الثالث أن تتصرف دول الخليج كشيوخ قبائل وليس كرؤساء دول ، لها مصالحها ، وشعوبهم ليسوا عبيداً عندهم كسابق عهدهم. ما زال المواطن العربي يبحث عن لقمة عيشه كما لو أنه لم يغادر الصحراء حتى الآن؟! الجوع والحرمان والقمع ازداد في ظل الدولة "الحديثة" أليس ما يجري الآن في سوريا كما لو أنهم من سكان الصحراء؟ يتصرفون بذهنية البدوي الباحث عن البقاء؟ يقومون في نهب وسلب وسرقة وقتل وتدمير. فيتصرفون بسلوك فردي كما لو أنهم ليست له جذور عشائرية أو قبلية كانوا ينتمون لها وكان لها قيما ونواميس اجتماعية لا يتجاوزها أفراد القبيلة ، أين نفسية الشعب لدى العرب السوريين؟ هل هناك شعباً يساعد محتله على احتلال أرضه كما فعل الائتلاف السوري مع الجيش التركي لتحتل تركيا شمال سورية ؟ ويعتبر نفسه جزء منه؟! كنا نتمنى أن يتصرف السوريون اليوم كأصحاب الأرض ، يدافعون عنها لا أن يساعدوا المحتلين على احتلالها ، في سورية احتلالات متعددة الجنسيات ، إيران ، روسيا ، جاءتا بدعوة النظام نفسه لحمايته ، ثم الاحتلالات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والتركية دخلت بذريعة مكافحة الإرهاب ، فاعتبرت كل السوريين إرهابيين وضربتهم بصواريخها وقنابلها بكل أنواع السلاح الحربي ليرتفع عدد ضحايا المأساة السورية إلى زهاء مليون قتيل ، وتهجير 13 مليون سوري قسرا لى منافي ومهاجر لم يخترها أحد منهم ، هربوا بأرواحهم من القتل . في سورية لم يعد الشعور بالانتماء للوطن لما لاقاه من ذل ومهانة في الوطن ، الذي يعني أساسا الكرامة والأمن والعيش الكريم ، وهي مفقودة في سورية . سوريون لجأوا إلى تركيا ، وقال بعضهم مع تركيا ضد سورية ، هؤلاء هل يشعرون بأنتمائهم لهذا الأرض؟ كيف تطالب بالحرية وترضى أن تكونوا عبيداً لدى الأتراك؟ أليس مأكلك وملبسك وحمايتك منهم؟ ألم تسأل نفسك من أنت حتى تقدم لك كل هذه المغريات ؟ كيف تكون حراً واسكندورنك مازالت مغتصبة عندهم ؟ لا يصح إلا الصحيح أن هذا كله نتائج ما بدأناه ، يظهر لنا جليا على أرض سورية. لنعترف بشجاعة؛ نحن في مأزق وجودي وليس هناك حلاً في الأفق كي نركن إليه. أسئلة بحاجة إلى فكر سوي مازلنا نفتقر إليه .



#ندى_مصطفى_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علبة بين الحقيقة والحلم،،،
- رسالة لم تصل بعد!
- وبقي الوشاح
- لحد عاشق!
- آه يا ثلج
- الوضع السوري عامياً
- تساؤلات
- قراءة في كتاب -بوح-


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ندى مصطفى رستم - تساؤلات -2-