أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - هي والأغبياء














المزيد.....

هي والأغبياء


ندى مصطفى رستم

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 19:39
المحور: الادب والفن
    


اكتشفت لنفسها هواية جديده! وفجأة صرخت لدي هواية ولا أحد يجيدها إلا أنا، وهي أن أجمع الأغبياء حولي، انتبهوا جيداً ليست هي عملية جمع الطوابع ولا العملات القديمة المتعارف عليها بين الناس، انتبهوا الأغبياء حصرياً! لدرجة هي بدأت تتحدث وذاتها، تخشى على نفسها أن تصاب بهذه الداء. بصراحة لا أخفيكم هذه الطفرة يخرجكم من أكبر المآزق، فقط حينما يؤكدون بأنكم مصابون به، وللتوضيح هذا الوباء غير مقتصر على الإناث دون الذكور، ولا يفرق بينهما، الكل على استعداد أن يصاب، كنت أتمنى أن أكون من عداد ضحاياه، لأن الواقع الذي نعيشه مؤلم ومتعب وهذا الوباء ربما خير علاج! ولكن حاولت أن أكون منهن ولكن لم أفلح! أيقنت كم انا غنية بالأغبياء! لا أفهم منهن/هم شيئاً ولا هم/ن يعيروني أنتباهاً ولا يسمعن/وا، ما أقول لـ هم/هن يضحكون لأتفه سبب! ترى من منا خارج السرب يمضي، في اغلب اللحظات أجد نفسي أضحك في سري فأنا لست منهن/هم ولا هن/هم ينتمون إليّ!.
هوايتي أن أجمع الأغبياء حولي!
لا أفهم منهن شيئاً، ولا هم يعيرونني أنتباهاً ولا يسمعن ما أقول، هن يضحكن لأتفه سبب! ترى من منا خارج السرب يمضي! أنا أضحك في سري فأنا لست منهن ولا هن ينتمين إليّ، ربما يفكرن ما أذهب إليه!.
هن بطاطي الشكل معقر إلى الأسفل، كما ذكرت أمي، جبينهن تشكل نصف الدائرة والفكرة تركض ضمنها لكنها لا تصل إلى أي شيء، فتتعفن الفكرة وترمى جانباً.
أصبحت كأنني عضوه في جماعة الصم والبكم، ترى ماذا يقولون عني؟ يندبن حظهن لأن واحدة منهن لم تصبح رئيسة أمريكا! واخرى تبدي رأيها بالثورة السورية وتقارنها مع الثورة الفرنسية وأخرى بثورة العبيد، ويحترن بين المصطلحات الفكرية والنفسية، وهم طبعاً يفهمون كل شيء!.
عندما تلتقي بالاغبياء فأنت تتفرج عليهن وتستمع باحاديثهن، والكل ينقل أخبار بعضهن البعض، الأخبار ذاتها، والجمل والفواصل ذاتها، قدرة الأغبياء على الحفظ كثيرة جداً. طبعاً من الأحاديث العادية ولا يقرأن لأنهن أكبر من القراءة وهن أبو الفهم والعطاء الفكري الجميل.
على فكرة معظم الأغبياء جميلات لأبعد الحدود!.
كم هي غنية بالأغبياء!
كم هي صبورة عندما تجتمع بهن.
في أول النهار يفكرن بأول الليل، والعكس جميلاً هنا.
هذه الحياة دوامة مستمرة وذي حركة ميكانيكية، من حيث أشكال دورانها وعددها وتماذج صوتها، ولا يفكرن قط بأن كل ذلك مدروسة بدقة متناهية ضمن علم الهندسة الميكانيكية.
كم هي غنية بالأغبياء!
يتكلمن بصوت عال وعال، وكأن هناك مسابقة للصراخ! وكأن الصوت القوي يمتلك الحقيقة والصامت لا قيمة له!.
تنزع المعنى عن سلطة الكلمات، يحبذن الدكتاتورية ثم منتفضات ضد سلطة الذكور.
لا أحد يفكر هنا.
فالحرب خير من السلام!
هذه الأيام لا يسافر معنى من لفم بل هي قبلات تزجي بضاعتها صوب الحنين!
كم هي غنية بالأغبياء!
تقول أحداهن أن قلبي جميل لا يفكر في أي شيء، وعند أول المنعطف يجرجرن وراء أشياء قديمة تافهة لا مكان لها في العالم!.
كل الحياة مختصرة عندهن بالعري من الولادة إلى الممات...
يتعاملن مع الحياة كما لو أنها تقليم لأظافر الحنين
هي تسمع لهن بلهفة وهن ينتقدن الحياة، ولماذا لا تصبح قطعة الحلوى حين يمارس الحنين شروط وجوده.
الأغبياء لا يعرفن أن الكذب هو حصة الأذكياء رغم ذلك يكذبن ولكن الحقيقة تظهر مباشرة حين تسهو عن أنفسهن قليلاً
أحاديثهن ذاتها، والأجوبة ذاتها، ورغم ذلك يتعجبن من أبداعهن وكيف رسمن الكلمات
منهن من تقول أن الجواب جاء على منبر الحنين، وبعضهن تقول هو أحدى العجائب حينما غاب الأنين
يتسلين ببعضهن كما لو عرفن بعضهن للتو
الجمل ذاتها والأستراحة ذاتها.
الزمن عند الأغبياء واقف على مدارك الذكريات ولا يحلبن الوقت صافياً
الزمن يمر على أجسادهن مرور الخجول، فالساعة على جدار وجودهن مكسورة العقارب ولا صوت أو هسهسة تصدر منها
ويتسائلن خلسة كيف يعيش العقلاء وهو يبنون جدار الصمت حولهم خوفاً من هجوم الأغبياء
كم هي غنية بالأغبياء!
ايتها الأغبياء! المرأة هي التي دجنت المجرمين والدكتاتوريات وأعتى الحيوانات المفترسة التي عجز الذكر عن تدجينه منذ فجر التاريخ! المرأة هي التي دجنت انكيدوا لتساهم في حضارة اوروك!.
كم أنا غنية بالأغبياء!.



#ندى_مصطفى_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متحف لأظافر طاهره!
- متحف الأظافر!
- رحيل بلا دموع
- دعني!
- إلى مصور!
- كابوس
- كاميرا
- هوية مفقودة!
- لن ألومك!
- تساؤلات /3/ اهمية التقويم
- عداوة الكورد تجارة خاسرة!
- تساؤلات -2-
- علبة بين الحقيقة والحلم،،،
- رسالة لم تصل بعد!
- وبقي الوشاح
- لحد عاشق!
- آه يا ثلج
- الوضع السوري عامياً
- تساؤلات
- قراءة في كتاب -بوح-


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - هي والأغبياء