أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - الاستهتار الصهيوني والصمت العربي















المزيد.....

الاستهتار الصهيوني والصمت العربي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 20:47
المحور: حقوق الانسان
    


هناك قول اذا اردت القضاء على خصمك اسقطه أولا من عيون الناس . لقد تعلم الانسان القضاء على الذباب لأنه تعلم بان الذباب مضر لصحته و يجب التخلص منه , ولو قتل كل ذباب العالم سوف لن يعارض شخص واحد و يطالب بحقوق هذه الحشرة بالحياة . ربما المثال التالي يقرب الفكرة اكثر. ونحن أطفال كنا نفرح ونصفق لكل اطلاقة نار تقتل هندي احمر , لان الاعلام الأمريكي علمنا في ذلك الوقت انهم " وحوش" , والوحش يجب ان نقتله قبل ان يقتلنا , خاصة عندما نسمع صيحاتهم المميزة وهم مهزومين امام رجل الكابولي . لقد أدى الممثل الأمريكي جون ويين واجبه في تجهيل الإنسانية .
الاعلام الغربي مرر نفس الدعاية ضد الشعب الفلسطيني , فأختزل قضية فلسطين في توجهات أي فصيل من الفصائل الفلسطينية , وبذلك فعندما تقوم احد الفصائل الفلسطينية المسلحة بعملية مسلحة ضد القوات الصهيونية تقوم الدنيا ولا تقعد , ويصبح الفلسطيني إرهابيا يقتل الأبرياء وهم في المراقص يرقصون ويفجرون الجالسون في قاعة سينما او يستمعون الى سيفونيه , او يتعشون في احد المطاعم . لا اعتقد عاقل سوف يتعاطف مع فلسطيني او قضيته وبهذه المواصفات , وظيفته قتل ناس لا يعرفهم وعلى المجتمع "المتحضر " قتلهم قبل ان يقتلوهم . وهذا بالضبط ما عناه وزير الدفاع الصهيوني يواف غالانت عندما وصف مقاتلو حماس ب " الحيوانات البشرية " ومن اجل ذلك منع عن أبناء غزة الماء والكهرباء والطعام والدواء , وهو قرار رفضته حتى منظمة هيومن رايتس ووتش .
الاعلام الأمريكي وهو مشغول في تغطية "طوفان القدس" , لخص الحرب بانه حرب بين دولة إسرائيل الديمقراطية وبين منظمة إرهابية اسمها حماس "الإرهابية ", وليس حرب بين مواطنين فلسطينيين لا يريدون من هذه الدنيا الفانية الا تحرير أراضيهم والعيش بعز مثل بقية شعوب الأرض . هذ الشعب في نضاله يقف بظهره كل القوانين الالاهية والأرضية . قوانين الأرض تعطي الحق لحمل السلاح لكل من يريد تحرير ارض بلده من محتل . أتذكر ان الاعلام العربي وقف وقفة رجل واحد في دعم المسلحين في العراق في بداية تغيير 2003 بحجة ان هؤلاء المسلحين يمارسون حقهم الطبيعي في تحرير أراضيهم , على الرغم ان المسلحين الذين وقفوا ضد التغيير قد صبغوا شوارع مدن العراق بدماء الأبرياء . لقد قتلوا البقال , عمال صناعة الصمون , عمال المساطر , وعمال النظافة بحجة تحرير العراق من المحتل , والاعلام العربي كان يصفق لهم .
فاذا وقف الاعلام العربي وبعض الاعلام العالمي مع " المقاومة العراقية " مع كل اعتداءاتها على العراقيين الأبرياء , بحجة محاربة المحتل , فمن الاحرى بالأعلام العربي والعالمي بالوقوف مع الفلسطينيين في حربهم مع إسرائيل اليوم . العالم اجمع يعرف ان ارض فلسطينيين كان يعيش عليها الفلسطينيون منذ خلقها الله وان الصهاينة استحوذوا على ارضهم بقوة السلاح واصبح الفلسطيني ما بين مقتول ومشرد , ولكن كل هذه المناظر لم توجع قالب سياسي غربي ولم تذكره ان ما يجري على اهل فلسطين هو مخالفة لما شرعه الغربيون انفسهم من قوانين تدعو الى " احترام حقوق الانسان" والدفاع عن الأوطان.
نحن نعيش هذه الأيام في عالم غريب . بدلا من ان يتحد العالم لنصرة المظلوم واحترام القوانين الدولية , نفاجئ بدول تعتبر نفسها حامية للديمقراطية وحقوق الانسان بقرار قطع المساعدات التنموية للسلطة الفلسطينية , فيما تقرر الإدارة الامريكية ارسال حاملة الطائرات " فورد" مع 5000 جندي لحماية إسرائيل , وبناء جسر جوي لنقل المساعدات الطبية والعسكرية للكيان المحتل . ان كل انسان يقتل حتف انفه عملية مدانة الا ان ازدواجية الغرب المعروفة لا تفرق بين الضحية والجلاد . الغرب لم يدين عمليات القمع التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين كل يوم ولم يندد بانتهاك الصهاينة حرمة الأماكن المقدسة في الأرض المحتلة ولكن عندما يصرخ الفلسطينيين بأعلى صوتهم بان عظامهم قد تكسرت من كثرة الاهانات , يخرج رئيس وزراء بريطانيا سوناك ليصرح " نرفض المساواة بين الفلسطينيين عند تقييم تصرفاتهما " و فرنسا تطالب " بفتح سيناء لأخلاء غزة". وشولتس يصرح " المانيا اتفقت مع شركائها على ان لإسرائيل حق الدفاع عن النفس".
اما العرب فلم يخرج عنهم الا بيانات المطالبة بالتهدئة وضبط النفس , وكان هناك دولتين تتقاتلان في أمريكا اللاتينية , وليس مواطنين عرب يقاتلون من اجل عزتهم وتحررهم من محتل غاشم . لقد اجتمع الغرب على قرار واحد وهو نهاية الشعب الفلسطيني ونهاية حلم الدولة الفلسطينية , واذا لم يتحد العرب على قرار جامع يرفض هذه التوجهات سيكون الدور عليهم بالتتابع وهذا ليس مستحيلا . امامنا تجارب كيف بعثرت القوة العراقية وبعدها السورية وبعدها مصر و ليبيا و اليمن . الداعمون للكيان الصهيوني لا ينامون ويخططون , ولديهم خطط للقضاء على كل ازدهار عربي.
القضية الفلسطينية بجانب انها قضية عربية وإسلامية , انها قضية إنسانية . هناك ناس وبالملايين ظلموا وطردوا من أراضيهم , وعندما حملوا السلاح من اجل التحرير سماهم الأعداء " ارهابيون". الإرهاب لا ينطبق على الشعب الفلسطيني طالما وابناءه يحملون السلاح من اجل تحرير ارضهم ويستحقون كل الدعم من العالم . ان عملية " طوفان القدس" ليست عملية " طوفان قم " كما سماها احد دعاة الإسلام . انها عملية لولا يقم بها الفتوة في حركة حماس لعاقبهم التاريخ . لان لولا الثورات على طول التاريخ لبقيت صفحات كثيرة في كتب التاريخ بيضاء لا حبرا عليها.
العرب , او امة العرب امامها مسؤولية تاريخية , وهذه المسؤولية هي ان تقول للغرب ان سياستكم الغير حكيمة تجاه المشكلة الفلسطينية هي سبب كل الكوارث في الشرق الأوسط , وما عملية " غضب القدس" الا انعكاس على تجاهل الحق الفلسطيني . العرب والمسلمون مسؤولون بالتحدث مع رجل البيت الأبيض جو بايدن واخباره ان مشكلة الشرق الأوسط قد طالت , 75 عاما من القتل والدمار للشعب الفلسطيني وهي كافية , ولا يمكن للدول " المتحضرة" تسويق الكذب والدجل مالا نهاية.
لماذا يطالب اليهود بكاء العالم على قصة الهولوكوست , وهم يطبقون هولوكوست ثانية على الشعب الفلسطيني . ما ذنب شعب ان يحاصر بدون دواء وماء وكهرباء وطعام , والعالم يتفرج؟ الان , اثبت الغرب اتحاده ضد الفلسطينيين وهو اتحاد باطل , اما حان الوقت للعرب ان يتحدوا على قضية حق , حفظا على كرامتهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية
- ضرورة حذف الاصفار الثلاث من العملة العراقية
- التنمية الاقتصادية في العراق الان بخير .. ولكن
- لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...


المزيد.....




- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم نتنياهو بالتخلي عن أر ...
- النمسا تستأنف تمويل الأونروا بعد اطلاعها على خطة عمل الوكالة ...
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم ننتياهو بالتخلي عن أر ...
- الأونروا: عدم فتح المعابر ينذر باستمرار الظروف الكارثية في غ ...
- الأونروا: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح قسرا من رفح منذ ...
- شنق امرأتين في إيران مع تزايد عمليات الإعدام في البلاد
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى بغزة تطالب بتنحي نتنياهو وتهدد بتصعيد حراكها


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - الاستهتار الصهيوني والصمت العربي