أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل قانصوه - ملحوظات على الزيارة














المزيد.....

ملحوظات على الزيارة


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7751 - 2023 / 10 / 1 - 18:51
المحور: المجتمع المدني
    


لا تخفى حقيقة الأوضاع في لبنان عن حيوان ناطق مفكر . لعل ما يميزها بشكل رئيسي هو غياب السلطة عن قيادة الدولة " الوطنية "، حيث يخيّل للمراقب كما لو أن سكان البلاد موجودون على متن طائرة تحلق في الجو على غير هدى ،نتيجة انشغال قائدها عن القيام بوظيفته بمداعبة المضيفات ، و لكنهم هؤلاء السكان لا يدرون بما يجري ، كونهم منشغلين بدورهم ، كل في مجاله و بحسب قدراته ، محاكاة لرجال السلطة الذين أهملوا شؤون الحكم بعد أن هتكوا مؤسسات الدولة و أطاحوا بالأعراف التقليدية و الأخلاقية .
من البديهي أن المنطق لا يجيز للحيوان الناطق المفكر الرهان الرابح على خروج الدولة من المأزق الخانق الذي أسقطتها فيه السلطة الماجنة التي جاءت بها دوريا على مدى قرن من الزمن ، الديمقراطية الطائفية لتسلم مقاليد الحكم ، حيث كان أداؤها يسوء دورة انتخابية بعد أخرى وصولا في الراهن إلى خطر الاندثار النهائي .
نزعم في هذا السياق أن هناك مؤشرات عديدة على انطلاقة هذه السيرورة العبثية حدّ الانتحار ، و لكن أبرزها من وجهة نظرنا ،هي الهجرة التي تجتذب جيل الشباب بما هي هروب و نجاة بالنفس ، من العوز و من الموت تحت القصف أو برصاص سارق جاء يسطو على المنزل بحثا عن " الدولارات" و الحلي ، أو جار يريد اقتلاعك ليأخذك مكانك و يستحوذ على حصتك من مياه الشفة و من الطاقة الكهربائية ، و ليس مستبعدا ان يقتل المرء أيضا نتيجة حادث سير حيث تكثر الحوادث نتيجة القيادة العشوائية ، و لا ننسى الرصاص الطائش الذي يطلق بغزارة جنونية أحيانا في مناسبات لا تخطر ببال الحيوان الناطق .
من نافلة القول أن الهجرة ليست في الأصل إرادية ، و لكنها صارت في الظروف الراهنة ، أكثر صعوبة في أكثر الأحيان ، إلى حد المغامرة ،عرضة للغرق و القتل . لن نتوقف هنا عند الهجرة طلبا للعلم في الجامعات الأجنبية ، فهذه تكون عادة إرادية ، استجابة لطموح أبناء الفئات الميسورة ، أو للاغتراب بكل بساطة ، لتوظيف الأموال غير الشرعية في الخارج ، التي استحوذت عليها فئات جديدة استغلت قربها من أرباب السلطة و تواجدها في بعض مواقع الإدارة الرسمية فاستدرتها ثروات هائلة من حساب الدولة و المواطن .ما نقصده هنا هي الهجرة الصعبة جدا ، أي هجرة أبناء الفئات الفقيرة و التي أفقرت ،بحثا عن عمل في ظل ظروف التلاعب و التزوير للحصول على جواز سفر ناهيك من السباق المفروض وصولا إلى تأشيرة سفر ، فيضطر بعض الهاربين من الجوع و الموت ، سلوك طرق غير آمنة و غير شرعية ، لدرجة تساوي أو تزيد خطورة عن تلك التي تحمّلها اجدادهم خلال الحرب العالمية الأولى و ما بعدها . يحسن القول في هذا السياق أيضا أن الهجرة التي تجري في هذا الزمن تبطن على الأرجح قطيعة نهائية نتيجة لواقع محتمل لا يتأثر بإرادة فردية أو جماعية .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين
- المعارف التي لم تثمر
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا
- الجماعة الدينية و المجتمع الوطني
- ملحوظات في تحولات حركة التحرير الوطني
- كلنا نازحون (2)
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون
- سلاح الدولة و سلاح الجماعات
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
- الجماعة الإحتماعية
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته


المزيد.....




- الإعدام والمؤبد بحق قاتل مدير محطة كهرباء الرمادي وعائلته
- الأونروا: ينبغي على السلطات الإسرائيلية رفع الحصار عن غزة
- مسئول أممي يؤكد نفاد الإمدادات وتقلص قدرة منظمات الإغاثة في ...
- حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
- تركيا.. حملة اعتقالات جديدة تطال العشرات ضمن قضية إمام أوغلو ...
- حماس: رفع الحصانة القانونية عن الأونروا انحياز أمريكي لسياسا ...
- حملة اعتقالات في الهند بعد هجوم كشمير
- الداخلية السورية: القبض على لواء سابق متورط بجرائم حرب كان م ...
- -يوروفيجن- تسمح برفع علم فلسطين وتمنع رموز المثليين والأسرى ...
- قطاع غزة.. المجاعة تتربص بالفلسطينيين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل قانصوه - ملحوظات على الزيارة