أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - جحيم المخيم














المزيد.....

جحيم المخيم


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


(1)
ترسل الزهور تحياتها العطرة مع الريح. بتلات الورد تغنّي لقطرات المطر الشبقة. يبحث وبَر الخوخ عن ظلّ بارد لمضاجعة بؤرة العفونة. الدود الهارب أصبح قوّادا في مملكة التفاح الساقط في الخريف. نوع الرغيف وحجمه مفردة جديدة في قاموس الجنس. أعترف الديك بميوله الجنسية الغريبة بعد أن فضحته بيضته.
وحده الشاعر يسحل قصيدته العاهرة.

(2)
باعت النخلة جمارتها لتشتري عباءة سوداء بأمر الآمر بالمعروف. اختبأت العنزة في كهف الحبّ لتخفي عورتها. تكّحل الفراشة جناحيها استعدادا لنكاح لهيب الشمعة. تحت أنظار الأب تتغذى صغار العقربة السمينة من عضوها التناسلي. شجرة العاقول تعملقت خجلا من عريها. وافق الجبل على الاختباء في موسم التزاوج.
أقسم الإنسان إنه سيمارس الدعارة في المعابد إذا ما سلم من الطوفان الآتي.

(3)
ينهض فجرا، ينفض نفسه من الأحلام البائتة والضراط المستمر بتناول حبّة فياغرا. يأخذ حبّة كونكور ليحافظ على ضغط دمه متوازنا طوال اليوم. يتحمّل إهانات لا تحصى للحيلولة دون تخثر الدم الصاعد إلى دماغه المعطّل إجباريا. عند الظهيرة يأكل كالجحش وينام. بعد العشاء يفتعل شجارا مع أفكاره الداعمة لقضاء أمسية ممتعة. في آخر الليل يكرط حبة كاستري جيل لمنع الحموضة.
قبل أن ينام ويذهب إلى أحلامه المسلفنة يسأل نفسه عن سبب تناوله حبّة الفياغرا فجرا.

(4)
قرية السكينية تدفن رأسها في مقبرتها.
سيباى ترتق ثوبها ابتهاجا بالعيد.
دائما يسمع صراخ كرعزير عند مرور قوافل الشهداء.
الصولاغ تعتذر عن سوء التفاهم الحاصل بين طبقات بصلها.
ما تزال كرسى مشغولة برسم كائنات خرافية من دخان تبغها.
سنونى تعاقب نفسها بالأحلام بدلا عن الخيال.
سنجار تعتذر عن أخوّاتها القرى الصغيرات.

(5)
فعل كتابة بتلة جديدة في الصيف يتطلب شراء أكثر من صندوق طماطم. القصّة القصيرة تقصّ أجنحتها حزنا على موت بطلها. الومضة تنشر نفسها قبل أن تسمع الرعد. كلمّا تلاسنت الحروف يقول كبيرهم اتعظوا من نون نهاية الكون. استحوذت الأساطير على الآلهة مما أثارت حفيظة الملاحم. أكوام من قصص الحبّ أعلنت استعداد عشتار للبت في طلبات التوبة للعاشقين.
القصيدة حائرة في جحيم الكلمات.


(6)
يقّدم الجميع ما يملكه للإنسان. كائنات خارقة الذكاء أصيبت بخيبة أمل عندما اكتشفت وجود الحياة على كوكب الأرض. لقبول الآخر نقوم بثقب جماجمنا لسحب حرارة عقولنا الرافضة للقبول. نتيجة تقديمنا، وتأخيرنا للأحلام تمّ إنشاء الجحيم والنعيم على الأرض. اسألوا إلهكم عن سبب البريق في دمعة طفلة جائعة. ما الضير في تقديم النهاية الآتية في النهاية.
إذا بدأتم من جديد لا تنسوا دلالات دروب الحبّ الرمادية.

(7)
في اليوم الأخير للمجزرة أحتفل الحبّ بأسمائه السبعة. سبعة ملائكة يرقصون السامبا لبقائهم أحياء لليوم السابع. السماوات السبع تهدّد الأرضين السبع كلّ يوم؛ بسبب مياه المجاري الطافحة. سبع مليارات من البشر يركضون في سبع قارات وراء سبع قطط صعاليك؛ لاعتدائهم على فأرة غنية. سنوفي بنذرنا الخاص بالرقص والبزخ في أيام الأسبوع السبعة المتتالية بمناسبة وصول نعجتنا بسلام من أرض التيه. سبع عشائر قرروا تقديس الرقم السحري رغم صورته الجنسية الفاضحة عندما يكتب رقما باللغة العربية.
عندما ترافقني سبع سنوات لا تقل أبدا:
" إذا كان هذا هو الحال هنا فكيف يكون في الجحيم".



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الكاتب في الحوار المتمدن: الأستاذ أمين يونس
- كهف الحبّ المضيء
- سمفونية الخرائب
- تقاطيع وجهكِ الحبيب
- الطفل المائِت عطشا
- السيرةُ الذاتية للأكتع
- شُهود على طفولة الأثداء
- عشتار بيد واحدة 21 ـ 25
- عشتار بيد واحدة 16 ـ 20
- عشتار بيد واحد 11 ـ 15
- عشتار بيد واحدة 6 10
- عشتار بيد واحدة 1 ـ 5
- تلك الجهة الجميلة
- شبابيك شنكالية 1 ـ 25
- شبابيك شنكالية
- دروب الخروج
- الروح
- لنفترض أنني لا منتمي
- ذكرى مكتبتي
- (ديلان) الألمان في أعياد نيسان


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - جحيم المخيم