أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مراد سليمان علو - (ديلان) الألمان في أعياد نيسان














المزيد.....

(ديلان) الألمان في أعياد نيسان


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 14:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من وحي المثل الخاطئ: "حشر مع الناس عيد". تهيئنا للذهاب إلى حدائق (بيليفيلد) لقضاء وقت ممتع في أوّل يوم من عامنا الجديد، رأس السنة الأيزيدية.
ذهبنا يوم أمس الأربعاء 19/4/2023 عصرا، وهو وقت يخالف أوقات الأعياد في شنكال وقراها كما لا يخفى، من حيث النهوض فجرا وزيارة الأحباب ومعايدة الجيران..الخ. والكثير من الالتزامات والروتين والتفاصيل التي نحرص على تنفيذها، وأعتدنا عليها. وبالتأكيد ستجدها منشورة ومكررة مع إضافات ورتوش عن أسماء ومعاني وفلسفة العيد كما في كل عام من قبل بعض المدونين والكتاب، أو الباحثين النصّ ردن.
لست بحاجة إلى أن أوصف لكم الحدائق والأشجار والأماكن الجميلة والمناظر الخضراء. أو الخدمات التي قدمتها المدينة لجاليتنا. يهمني الناس الذين تواجدوا بالمئات، وربما كانوا بضعة آلاف، وكأنهم جميعا مدعوين لحفلة زفاف شنكالية، يتهيأ خلالها المخرج الهندي الشهير (ياش تشوبرا) القيام ببروفة لفلم رومانسي جميل.
قديما، وما تزال الآلة الموسيقية الأكثر شهرة في قرانا هي الطنبور. بل الطنبور آلة معظم الأيزيديين، ونجده في أغلب البيوت، لوجود علاقة روحية ودينية مع الموسيقى، ويؤسفني أن أقول لكم لم أرى الطنبور في هذا العيد. في حين كنا نجده، وبالذات الطنبور الشنكالي المعروف، في أغلب أعيادنا، ويمكن الرجوع حول هذا الموضوع الجميل إلى بحث قيّم ل (الباحث صباح كنجي) تم نشره في (مؤسسة الحوار المتمدن) تحت عنوان: "الموسيقى في الديانة الأيزيدية". بتاريخ 27/8/2018. كان للطنبور دور رئيس جنبا إلى جنب (المطبك) في إقامة الحفلات والدبكات داخل البيوت في الأمسيات، أو في الخارج في الفسحات والميادين والبيادر، وفي مناسبات زيارة المزارات والقبب، والأعياد والحفلات الاجتماعية.
والدبكة هي رقصة فلكلورية شعبية تعبّر عن روح جماعية بين الراقصين، والمحتفلين. وعادة يكون هناك تناغما بين الحركات وصوت الموسيقى. وهي منتشرة بين معظم الشعوب. ولكل بلد أو شعب أنواع مختلفة من الدبكات. لا يعنينا أنواعها وكيفية أدائها هنا. قرى شنكال كانت تشتهر بعدة أنواع من الدبكات، ولم يكن هناك رقص وهزهزة ونطنطة غير مقبولة وكلمات بذيئة محشورة في أغانينا الجميلة في المناسبات الدينية والاجتماعية المفرحة، كما يحدث الأمر الآن في حفلات الزفاف المقامة داخل القاعات.
أفضل أنواع الدبكة تلك التي تدار من قبل الغجر وتعزف فيها الزرنا ويدق الطبل، وهي أكثرها حركة وإيقاعها يكون أسرع من بقية الأنواع، لا سيما حين يقرفص عازف الزرنا أمام أحدهم ـ العريس مثلا ـ ويرمي له هذا بعض النقود من جيبه، وتهلهل الصبايا، وتطلق الصيحات من قبل بعض رفاقه من الشباب (ورا ورا.. ورا روني) أي تعال وأعزف أمامي أيضا. فتصل الدبكة إلى ذروة أدائها وتضرب الأقدام بقوّة على الأرض. ومن شدّة النشوة قد تكون هناك حركات زائدة من أحدهم، وتهز الأكتاف طربا. أو قد يقفز أحدهم أو يلعب بالمسبحة أو المنديل التي في يده.
لعل ميزة دبكات قرى حوض جبل شنكال تكمن في إنها لا يقودها أوّل الراقصين، فهي في جوهرها لا تتكئ على الرقص، بل على نوع الموسيقى وإيقاعها المستقل، وقلة الحركة ما أمكن ذلك؛ وهذا يؤكد دور الموسيقى في حياتنا، ومنها الحفلة الجماعية التي أقيمت هنا في حدائق (بيليفيلد).
لم تكن هناك أغاني، أو فرق موسيقية، أو مطربين شعبيين من أولئك الذين ساهموا في تشويه ذائقتنا الموسيقية، وتشويه تراثنا الشعبي. كان هناك عند كل مجموعة طبل وزرنا، وعوائل، تدبك، وقد جلبوا طعامهم، وحلواهم، وبيضهم الملوّن؛ لينشروا فرحهم دون أن تميز هذا من ذاك. أيزيديون بملابس الربيع الجميلة، دون رؤساء عشائر. أيزيديون ملتزمون بالأيزيدياتي دون رجال دين، أيزيديون مبدعون في كل مجال دون أمراء. أيزيدون قادرون على تحمل مسؤوليات الحياة دون مسؤولين، دون مدراء، ونواب، ونشطاء.
أيزيديون بسطاء كان فرحهم معديا لرجال خدمات المدينة الألمان، وللبوليس الألماني وللصحفيين الألمان ولسان حالهم يقول:
"لنشاركهم عيدهم، ونأكل من زادهم. فرحهم اليوم هو فرحنا".
كلّ عام وأنتم بخير.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيسان في كردستان
- دعاء
- عش السنونو
- فانوس الكوخ
- بسمتي
- خيباتنا
- العود الأبدي
- رسائل وعناوين
- الأرواح العطشى
- الأميرة الغافية
- صورة جماعية
- دورية العقارب
- الشعب سور للوطن
- ذات يوم في سيباى
- البِداية
- بريات الأماني الملونة
- أولاد الشمس
- الجهة الجميلة
- بماذا كان يفكر سانتياغو
- لا تبك يا جار


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مراد سليمان علو - (ديلان) الألمان في أعياد نيسان