أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أسامة هوادف - الشيخ محمد شاوي














المزيد.....

الشيخ محمد شاوي


أسامة هوادف

الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 08:16
المحور: سيرة ذاتية
    


الشيخ محمد شاوي (1885م – 1964 م) ولد الشيخ محمد عام 1885 ببلدة نقاوس من أبوين كريمين ، وهما الحاج عمار والسيدة الفاضلة مرزاقة القوارة و كلا الأصلين من أرومة طيبة في البلدة فقد كان والده سي عمارمن ذوي الرأي والمشورة ، وأعيان البلدة النافذين ، ونظرا لصرامته وجديته إكتسب احترامأهل البلدة ، و سرت هيبته في قلوب عتاة الإدارة الفرنسية، وبرز ذلك يوم حاول الحاكم المقيم ببريكة تغيير مجرى أحد نبعي رأس العين، و تحويله إلى وجهة أخرى فتصدى له  بالرغم من علمه  يقينا أنه في وضعية لا تسمح بمواجهة ممثل  السلطة الحاكمة الذي  كان بإمكانه أن يوجه له و لسكان البلدة حملة  انتقاميةيترتب عنها نتائج كالتي سبقتها  بتحويل مقر البلدية  المختلطة  إلى بريكة الناشئة عقابا  لسكان  البلدة  لمساندتهم ثورة المقراني سنة 1871م.
كما كان للشيخ عمار اليد البيضاء في البلدة تمثلت في تبرعه بقطعة أرض مجاورة لمقبرة الشرف الحالية سعيا منه لتوسيع مساحتها أكثر مما كانت عليه من قبل.وهكذا فتح الصبي محمد عينيه في بيت كان  له كلمته في مجتمعه  أمام سلطة إستدمارية جائرة ، وهو يسعى من أول يوم للتمدرس في أحد كتاتيب القرية  لتحفيظ القرآن الكريم  وعلى يد  الشيخ كداد بن واضح  فحفظ ما تيسر من كتاب الله ، منخرطا رغم نعومة أظافرهفي فلاحة الأرض ،  يدير مزارع العائلة الشاسعة  على مدى البصر درءا لأطماع  الأوربيين الذين كانت الإدارة المحتلة  تسمح لهم بالإستلاء  على كثير من أراضي الوقف ، كالتي كانت تابعة لمسجدسيدي قاسم  وعندما تجاوزتها  إلى الأراضي المملوكة  للفلاحين العاجزين عن دفع الرسوم ، و الضرائب المفروضة لقلة السيولة  بين أيديهم  يومئذ ، وفي حينها  أنشأت العائلة معصرة لعصر الزيتون تدار  بوسائل تقليدية،والتي  كان الشيخ محمد  يتصدق  ببعضمما يدره  عليه مردودها  بعد إخراج زكاتها  كمثيلتها التي كانت بحوزة  واحد من ذوي القربة، الشيخ عبد المجيد يضاف  لهاتين المعصرتين طحونة مائية  على أحد مجري ما يسمى ساقية الجماعة.ذلكم هو الشيخ  محمد الذي عرف بورعه وتقواه ، والذي بنى كتابا لتحفيظ القرآن الكريم موكلا تسييره لشيخ المقرئين سي الهاشمي رحمون،  والذي طرقه معظم أبناءالبلدة  إناثا وذكورا ومنهم ابنيه الشهيدين عبد الله وعبد اللطيف  مع ثلة من ذوي القربى، و أبناء العمومة من أنجال عبد المجيد والنوي ، وكان لأنجاله بسطة في العلم بعد أن  فرضوا أنفسهم على نظام التعليم السائد  يومذاك ، والمفروض على أبناء  الأنديجان ، والذي لا يسمح  إلا نادرا بتخطي عتبة القسم النهائي أو الشهادة الابتدائية و في أحسن الأحوال ، غير أن إرادتهم الفولاذية  أجبرت سلطات الإدارة التعليمية يومئذ بالرضوخ للأمر الواقع ، فتجاوزوا كل الحواجز والعوائق لحجز مكان لهم  في مستويات تعليمية أعلى ، فكان  منهم المهندس ، والتقني و الإداري  رغم أنف إدارة المستدمر الاستبدادية  التميزية متمسكين بقيم الأمة ، أوفياء للوطن  الجريح المستغيث لما رأوه من بؤس وشقاء أبناء جلدتهم، ومن قهر وتسلط ، ومعاناة من ضرائب مجحفة على كاهلهم  ، ومن تجويع شديد أوهن البطون ، كالذي حدث  عام المجاعة في أربعينيات القرن الماضي ، في حينها سعى والدهم  بالمتاح من الرزق مساهما  به في التخفيف من وطأة هذه المجاعة  على الأسر المحرومة والمعوزة  ، لما لمسوه عن كثب  من تمييز صارخ بين أبناء المعمرين ، و أبناء الأهالي  الذين حرم الكثير منهم من ولوج  المدارس الفرنسية ، ومن حسن حظ بعضهم أن عوضت هذهالخصاصة المدرسة الحرة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الإصلاحية التي كان  للحاج محمد مساهمات  عينية سخية فيها ، كما زاد في تردي هذه الأوضاع البئيسة  إقدام  سلطات الاحتلال  بإحراق طاحونة والدهم المائية  ظلما وعدوانا بدعوى تسييرها من طرف  ( فلاق) منخرط في الجماعات  الإرهابية الخارجة عن القانون  ( حمو بوروبة) هذه التصرفات القمعية  ، وغيرها  جعلتهم ينخرطون طواعية وبحماس مبكرا  في صفوف الثوار مناضلين ، ومسبلين ، وجند في جيش التحرير الوطني  منهم من أدرك استقلال البلاد  فساهم في معركة البناء والتشييد ، ومنهم من أدركتهرحمة ربه مرتقيا  إلى العلياء  شهيدا في سبيل الله و الوطن منضما إلى قوافل الشهداء  الأبرار كالبطلين الشهيدين عبد الله ، و عبد اللطيف  المدعو جمال.وكان الشيخ محمدالذي قدم أبنائه شهداء من أجل حرية الجزائر قد تبرع لكتائب المجاهدين ببندقيتي صيدومسدس كان قد ورثهم عن أبيه المرحوم سي عمار3، وبعد استقلال البلاد منربقة الإستدمار الغاشم رفض ان تتقاضى الاسرة أي منحة نظير مجهوداتها في الثورة وظلمحافظا على أمانة الشهداء الى أن ارتقى الى العلياء عام 1964.



#أسامة_هوادف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد مسعود بن راحلة
- حوار مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايراني ...
- الشهيد قاسمي محمد بن المسعود
- المجاهد مبارك هوادف المدعو خالي (1930 _ 2006)
- أحتراق مخطوطات عين صالح
- سيرة المجاهد شاوي جموعي المدعو الصالح
- المجاهد خالد مشيات- ذئب الكمائن -
- سيرة الشهيد محمد الصالح حجيرة
- قلم وتجرية حوار مع الأستاذ معامير معمر فاروق
- الشهيد جنان محمد
- حزب الأردن الجديد
- سيرة الشيخ عبد الله جنان
- حوار مع رئيس المجلس الشعبي البلدي بنقاوس السيد محمد الصالح ج ...
- سيرة الشيخ ڨوارير النوي
- الذكرى 55 لتأسيس أول جمعية لمسجد سيدي قاسم بن جنان
- لغز كتاب أسد الجزائر
- كتاب أسد الجزائر
- سعدان جنان
- الشهيد لكحل الطيب بن سالم
- الشهيد مشري الصالح


المزيد.....




- -تنصل من المسؤولية-.. وزير خارجية مصر يرد على تصريحات نظيره ...
- السعودية.. شرطة مكة تقبض على مواطن -أساء للذات الإلهية-
- نائب وزير الخارجية الروسي والسفير المصري يؤكدان أن القيام بع ...
- نمط متعارض.. حظوظ بايدن وترامب وحزبيهما تتباين بـ-ولايات مهم ...
- فيديو: في ذكرى النكبة.. فلسطيني مسن يتذكر بأسى الترحيل القسر ...
- الوزير المتطرف بن غفير يطالب بإعادة المستوطنات إلى غزة ومغاد ...
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يرحب بـ-ضيوف الرحمن- ال ...
- عائلات الرهائن الإسرائيليين: لا احتفال بيوم الاستقلال وأبناؤ ...
- بلينكن: أوكرانيا تمر بلحظة حرجة ولا بد من توسيع نطاق التعبئة ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي والمس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أسامة هوادف - الشيخ محمد شاوي