أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أسامة هوادف - المجاهد مبارك هوادف المدعو خالي (1930 _ 2006)















المزيد.....

المجاهد مبارك هوادف المدعو خالي (1930 _ 2006)


أسامة هوادف

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 08:01
المحور: سيرة ذاتية
    


ولد مبارك هوادف في 22/03/1930 ببلدة نقاوس من أبوين كريمين هما السيد خضراوي ، والسيدة ياقوت بنت محمود شتمي ، نشأ وترعرع بين أحضان طبيعة خلابة في منطقة الملاح من ريف نقاوس قريبا من ضيعة المعمر " قيون " التي آلت كملك للأسرة بعد ابتياعها منه بعقود موثقة فأصبحت هذه الأخيرة مرتعا لأحلام الصبا نظرا لتنوع أشجارها وأختلاف صنوف ثمارها ، وتدفق مياه ينابيعها وما إن بلغ الصبي مبارك الخامسة حتى أدخله والده كتاب شيخ المقرئين الهاشمي رحمون قريبا من حي القطارة العريق ، وزامله في حفظ كتاب الله نجل الشيخ الأوسط في ترتيب أولاده الصديق رحمون الذي رافقه إلى مدرسة الأهالي بعد أن حفظا ما تيسر لهما من القرآن الكريم في هذه المدرسة الواقعة يومئذ قرب مرج عبد القادر بوعتورة ، أو ما تسمى فيما بعد ثكنة ( الساتيام ترايور ) التابعة لجيش الإحتلال الفرنسي نال قسطا من التعليم الإبتدائي الذي لا يتجاوز في أحسن الأحوال القسم النهائي أو السابعة ابتدائي حسب التعليمات الرسمية لتعليم الأنديجان .



وبعد النهاية المبكرة للمسار الدراسي ، أضطر لمساعدة والده في فلاحة الأرض إلا أن إقامته في بلدته لم تتجاوز سن المراهقة ، أين قادته الأقدار إلى العاصمة ليقيم بنهج الزغاطشة رقم 19 من أعالي حي بلكور ، وهو مكان إعتاد أبناء نقاوس الأقامة فيه عند حلولهم بالعاصمة لإستئناسهم بساكنيه الذين كان أغلبهم من منطقة نقاوس ، ولعلنا نذكر من بينهم المجاهد الرسام العالمي الفنان عبد القادر هوامل الذي توفي أخيرا بروما كما أستشهد به أحد أبناء نقاوس البرارة عمار سواكري ، وأصيب آخر مازال على قيد الحياة المجاهد لحول محمد بفعل إلقاء أزلام المنظمة السرية ( O.A.S) قنبلة يدوية على مقر مأواهم هناك .



وأثناء إقامة الفتى لمبارك في هذا الحي كان له أتصال بأبرز مناضلي حزب الشعب، وهو أحمد بودة ، مع مناضلين آخرين كحميتي محمد هذين الآخيرين اللذين زج بهما في سجن قصر الشلالة في أعقاب مظاهرات 1أفريل 1945 أما هو فقد ألقي عليه القبض بشبهة الإنتماء إلى حزب مصالي الحاج المذكور بعد مظاهرات 8 ماي 1945م ، واقتيد إلى سجن البرواڨية ليمكث فيه عاما كاملا ، وبعد إطلاق سراحه سنة 1946 م واصل نضاله السري تحت لواء لمنظمة السرية ، وبعد إندلاع ثورة نوفمبر 1954م ، كان مهيئا للإنخراط في الثورة التحريرية رفقة اللاوي الذي ألقي عليه القبض سنة 1956 و استشهد سنة 1957 أما لخضر فركوس، ومحمد مهني فقد أدخلا سجن السركاجي .



وبعد هذه التطورات المتلاحقة إضطر إلى الفرار من العاصمة رفقة واحد من أبناء المنطقة المشتبه فيهم ، وهو المناضل حمنة درياس الذي أنضم بمجرد وصوله إلى البلدة الى جيش التحرير الوطني في الولاية الأولى المنطقة الأولى الناحية الرابعة القسمة الثانية ،وبالمناسبة صدرت ضد المناضل مبارك مذكرة متابعة وتوقيف ، فأتصل على إثرها مباشرة كزميله حمنة أي سنة 1956م بالمنطقة الأولى بسياسي المنطقة مسعود عبيد ، ومصطفى بن النوي ، مسؤولي المنطقة ، تحت إشراف المسؤول الولائي الحاج لخضر ، فكان أن أمر من طرف المعنيين بالقيام بعملية فدائية لتأكيد نيته الفعلية بالإنخراط في الثورة التحريرية المباركة ، وفعلا تم قبوله في صفوف الثوار بعد تنفيذ عملية بطولية قام فيها بتصفية أحد عملاء فرنسا يومئذ ببلدة نقاوس ، وعاد إلى قواعده سالما غانما ، وكانت العملية الفدائية الجريئة بمثابة تزكية له كمجاهد ، وحافزا لمواصلة طريق الكفاح التي وطن نفسه عليها منذ أن كان مناضلا في حزب الشعب في العقد الرابع من القرن العشرين، غير أنه بعد هذه العملية الإستثنائية أصيب بوعكة صحية شديدة أجبرته بعد استشارة الأطباء إلى دخول مستشفى سطيف الذي مكث فيه 12 يوما بعد إجراء عملية جراحية دقيقة ، وتحت أسم مستعار من تدبير أخوين مجاهدين مسبلين من ناحية سطيف هما العربي زجاج ولخضر زجاج لأنه لو اكتشف أمره فإن مصيره المحتوم هو الإعدام قطعا.

وبعد معافاته من المرض الذي ألم به عاد لقضاء فترة النقاهة ببلدته نقاوس إلا أن إدارة الاحتلال كانت قد توصلت بوشاية خسيسة من أحد أعوانها في البلدة حسب ما رصدته مراكز الحراسة بنقاوس ( بعين المسوقين ، ومزرعة قيو سابقا ، وذراع بن شطية ، والدحامنة) أن تحركات العدو في المنطقة نم على أنها تبيت لأمر ما ، وهذا ما تأكد من ملاحظة رفيق دربه المسبل الصديق رحمون من خلية استعلامات جيش التحرير الوطني الذي حثه على ترك المكان ، والاحتماء بجبل القصبات ، وفعلا صدقت الاحترازات ، وداهمت قوة العدو مسكن العائلة في إحدى الليالي لكن المجاهد المبارك كان قد غادر المكان في الوقت المناسب ، غير أن بعضا من أفراد العائلة حملوا جريرة ذلك ، فاعتقل على الفور أخوه المناضل لحسن واقتيد إلى المعتقل ، وتعرضت والدته لعنف جسدي ، وضرب مبرح من طرف أزلام جيش الإحتلال ، في الوقت الذي التحق فيه المجاهد مبارك بأحد أخوته في الكفاح المسلح حمنة درياس بجبل القصبات الذي عمل على ضمه إلى الكتيبة الثانية التي يقودها موسى حليس بتاريخ 5 مارس 1956م في المنطقة الأولى الولاية الأولى الناحية الرابعة ، ومنها شارك في جبل بوطالب ،وفي شهر رمضان الموافق لشتاء 1957م في معركة حامية الوطيس ، حيث حاصرت قوات العدو كتيبة من الولاية الرابعة قادمة من تونس قوامها 110مجاهدا في حين قدرت قوات العدو التي تدعمها طائرات من طراز 29 بحوالي 2000جندي ، وكانت في حينها مجموعة من المجاهدين يقودها أحمد لاندوشين من المنطقة تراقب الوضع عن كثب من ضمنهم المجاهد لمبارك ، هدفها فك الحصار عن الكتيبة المذكورة باستعمال كلمة السر بين الطرفين ( القمح والشعير ) ، وبعد عبور الكتيبة إلى مأمنها كمنت مجموعة المجاهدين المذكورة المتخندقة في المكان منتظرة اقتراب قوات العدو من مرمى نيرانها حتى تكون لقمة سائغة لرصاص أبطالها ، واحتكم المجاهدون في الحين للغة السلاح بإطلاق كثيف لنيران بنادقهم نحو جيش الإحتلال ، واستمرت المعركة دون توقف من الساعة العاشرة حتى الخامسة والنصف مساءًا وبعد أن ارحى الظلام سدوله على المكان ، وكانت نتيجة المعركة الحاسمة في هذا اليوم الطويل غنم 40 قطعة سلاح من نوع ( ماص 36، و 49) وعددا من الرشاشات المختلفة الأنواع في ساحتها ارتقى شهيدان إلى العلياء ، كما أصيب المجاهد لمبارك بجروح في رجله اليمنى تلقى جراءها علاجا مكثفا ،فاضطرته الإصابة إلى مواصلة الجهاد لكن ضمن فرقة التموين ثم مهمة حراسة مستشفيات جيش التحرير مزاملا في العملية الدقيقة المجاهد مختار سليماني ابن بلدته وكذا صديقه الحميم حسن وقواق ، وفي أواخر ثورة التحرير المباركة اقترن بالمجاهدة السيدة مهلل أصيلة بلدة بريكة، وبعد استقلال البلاد آثر المساهمة في معركة البناء والتشييد ، وأختار الإلتحاق بالقطاع الصحي كسائق سيارة الإسعاف في خدمة المرضى ، وأنهى مساره النضالي والجهادي ، والوظيفي ممتهنا فلاحة الأرض ، وهي المهنة التي أحبها أسلافه في البلدة ، مؤثرا عليها العمل الخيري ، والسعي في حوائج الناس من خدمات اجتماعية كأصلاح ذات البين ، والمساهمة في المشاريع الخيرية رفقة رفاق النضال ، والجهاد من أعيان البلدة كالمجاهدين مبروك معامير وساعد معامير ، والممرضين المخضرمين المجاهدين مبروك بوعتورة ، وجمعي شاوي ، وغيرهم من الفضلاء ، حتى وافاه الأجل المحتوم عصر الثاني مايو 2006 بعد آدائه الصلاة المفروضة رحمه الله واسكنه فسيح جناته.





بقلم الأستاذ / معامير فاروق

جمع المعلومات / أسامة هوادف



#أسامة_هوادف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتراق مخطوطات عين صالح
- سيرة المجاهد شاوي جموعي المدعو الصالح
- المجاهد خالد مشيات- ذئب الكمائن -
- سيرة الشهيد محمد الصالح حجيرة
- قلم وتجرية حوار مع الأستاذ معامير معمر فاروق
- الشهيد جنان محمد
- حزب الأردن الجديد
- سيرة الشيخ عبد الله جنان
- حوار مع رئيس المجلس الشعبي البلدي بنقاوس السيد محمد الصالح ج ...
- سيرة الشيخ ڨوارير النوي
- الذكرى 55 لتأسيس أول جمعية لمسجد سيدي قاسم بن جنان
- لغز كتاب أسد الجزائر
- كتاب أسد الجزائر
- سعدان جنان
- الشهيد لكحل الطيب بن سالم
- الشهيد مشري الصالح
- محمد الصالح جنان هل ستتحقق على يديه نهضة نڨاوس الموعودة
- سيرة الشهيد امحمد درياس
- سيرة الشيخ محمد معامير
- سيرة شيخ المقرئين الهاشمي رحمون


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أسامة هوادف - المجاهد مبارك هوادف المدعو خالي (1930 _ 2006)