أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - خبز الصاج وباسبور محمود درويش














المزيد.....

خبز الصاج وباسبور محمود درويش


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


إن وفاء شاعرنا لا ينتقص قيد إنملة بعد ما ترك لنا كنزاً لا ينضب ولا يستشعر بهِ إلا سوى فقراء العالم العربي الذي كتب لهم هذا العملاق من شعراء العرب في المئة سنة الماضية .
للتوضيح محمود درويش فقير تعلم قراءة وكتابة الشعر بسبب إنتمائهِ الى عالم مُضجُ بالفقر المُدقع التواق عبر ثورتهِ المستمرة باحثاً عن دروب الحرية .
الوجود والعزم والعدم ، القديم والسديم والحديث والغائر والظاهر والباطن . كانت جميعها اسباب ذات حُب ورغبة آيلة الى إتاحة فتح ابواب الحديث عن معترك حروب الكلمات لكى تُطبعُ من مداد وحبر أحمر وازرق ناشف على اوراق بيضاء خرساء تستقبل نصوص على متونها حتى يُعلنُ موعد "" توالد القصائد للشاعر الوسيم محمود دوريش "" ، الذي تمرس طِوالاً ما بين سنديانات عصية على القطع والتحطيب وما بين شُجيرات الزيتون المصفوف متراصفاً على مد النظر واقعاً و واقفاً و شامخاً في الحقول وعلى ارتفاع اطلال وربوع فلسطين التي احبها وكتب دائماً عنها الى اخر لحظات فتح صدرهِ بمِشرط امريكي للبحث عن اغراض إيقاف نزيف الغضب الذي وصل الى اصقاع امريكا وما بعد امريكا التي فارق درويش دنياه على أسرة تحاول طبياً إحياء مجدداً للحياة ، فكان ذلك اليوم الحار من "" 9 - آب - أغسطس - 2008 "" اخر إشتمام رائحة الحبر لدى روح الشاعر الطائر الى ارفع من سموات ومجرات مسافرة مهاجرة كان يقول عنها تائهة .
إستخدام الألفاظ الشعبية ينسجها ويُفَصِلُ منها ويصقلها لكى تبدو وتطفو معانيها حتى تربو وتتحول الى"" رغيف مرقوق "" ، وجواز سفر لا تنتهي مدة صلاحيته مهما أبحر حاملهُ اذا كان مؤمناً بالقضية الفلسطينية التي تعرف جمهور كبيراً على غضب اثاره، محمود درويش حينما كان يُعلنُ ولادة الثورة وإعطاء "" الداية - حلاونة المولود او المولودة مع التاء مربوطة "" ، فلسطين ولادة - شباب - صبايا- ثوار - حتى الشهداء يقاتلون وهم جاثمين متأهبين لإعتناق التراب الى الأبد .
خيمة ممزقة ، كانت تُنثِرُ رياح مداميكها لكى يتمكن الشاعر محمود درويش عقد زواج ، متعة ، و عرفي ، ومسيار ، ومساكنة ، مدموغ بأدوات و نصوص تكمن في أديمها زماناً ومكاناً يتوالد ويموت في آنٍ سحيق .
تدفق خواطر شاعر الثورة منذُ ايام فلسطين ع البال وفي الدم وفي الرأس ومحولاً على الأكتاف يشبهُ فدائي حاملاً بارودة ومدفع وعربة يجرها و خلفها الحصان .
كان يعتز بعزيمة شديدة من فولاذ لدى ابناء من طين وحجر وزعتر ورماد ، هكذا كان يتأهب كل يوم في بيروت قبل واثناء وما بعد الحصار والدمار .
كان متألماً عندما سِيقَ رغماً بإتجاه خيار السفر وبعد الطرد واثناء فترة الإعتقال والسجن ، كان فرحاً وضاحكاً لحظة تشييعهِ الى عنوانهِ ومثواه الأول والمتوسط والأخير تراب فلسطين الذي لا يندثر .
قبل ان يُعلنُ وفاتهِ إبان فترات كان يواجه الذين يستمعون الى احاديث مباشرة مع جمهور الثورة الفلسطينية التي فَصْلَ سراويل ورَقَّمَ أحذية للفدائيين والمقاتلين حسب ترتيب المهمات اولها موقع ومنصب محراب ومزار للشهيد الذي يسمع ولا ينقطع عن اطلاق الرصاص من تحت القبور وأبنية المدافن البعيدة عن الغرف المسكونة إفتداءاً لأستعادة و تحرير فلسطين . فكان يصرخ بأعلى اصوات واحداق مَنْ يُراهنون بالدماء . لمقايضة التراب التوراتي الأنجيلي القرآني القاذف وهجاً مُستحقاً التوغل في براثينهِ دون إدراك !؟.
بعد عقد ونيف على الغياب ما زالت المفردات والكلمات الناطقة بلسان حالها تروى وتحكى وتقص أساطير الحياة الماضية في حضرتك !؟.
الشقىَّ الوسيم المُعجب بالصبايا وبالأصدقاء وبالرفاق،
الحارس للخنادق و لسواتر تحمى من قصف عشوائى وتحصد الأبرياء والأحرار المتأبطين القابضين الحاملين ضد خصومهم "" زوادة من زيت وزعتر وعنب وتفاح وتين وبرقوق ولوز وشيح وخبز مصقول على صاج "" .
كما رأيناه في القصائد يحاول مزج الرصاص والمطارق والمعاول والمناجل للحصاد وللطحن و للسقاية وللرواية في أيام التبرج الفلسطيني ساعة يشاء القدر .
المثقفون لا يستأنسون طول غيابك الأبدى فلذلك انت هنا وهناك في ضمائر كل كتبة القصيدة النثرية التي دونتها مقروءة ومسموعة غناءاً ونشيداً .
سيرة خبز الصاج وباسبور محمود درويش إلتقيتها منذ البواكير بعدما تداخلت معاني التذوق لإستماع الشعر الرقيق يترافق مع التحضير لإستخراج جواز السفر للترحال الذي رافقني الى اللحظة .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 10 - آب - أغسطس / 2023 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخيم المُطِلُ على بوابة الجنوب والمقاومة
- الإنفجار الذي أغضب مرفأ أسطوري
- شيطنة القضية اللبنانية في عقول منقسمة على نفسها
- الحُسين برتبة شهيد يوم عاشوراء
- هل إسرائيل دولة كبرى -- أم صهيونية --
- سفاح أوسلو وكراهيتهِ المقصودة ضد المهاجرين
- أردوغان فائض قيمة بِلا تأثير يُذكَر
- ذكرى -- 12 - تموز -- وحرارتها الدائمة حرباً
- إحتجاجات غاضبة .. فرنسا تُراقب .. و تُعاقب ..
- -- عزيزي -- الإستاذ حبيب صادق الراحل
- مهمة جان إيف لو دوريان في لبنان المُعطَّل
- الأمبراطور و الميليشيا
- الذئب المتوحش الصهيوني يفتك بالشعب الفلسطيني
- الأرض تلفظ الفقراء لكن البحر أرحم
- البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية
- أيُها اللبناني بدك تترَّوى شوَّى
- جلسة الرابع عشر من حزيران متوارثة مغلوبة على أمرها
- النفط السعودي والتحريض الأمريكي والإنفراج الفينزولي
- إطلالة ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة
- اطلال ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - خبز الصاج وباسبور محمود درويش