أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عصام محمد جميل مروة - إحتجاجات غاضبة .. فرنسا تُراقب .. و تُعاقب ..















المزيد.....

إحتجاجات غاضبة .. فرنسا تُراقب .. و تُعاقب ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7667 - 2023 / 7 / 9 - 18:40
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بداية القصة ليست في حداثتها او فيما كان بالإمكان فعلهِ قبل الدخول الى هذا المستوى من التدنى والتعامل مع تلك الأحداث التي تزداد تِباعاً وإن توقفت لأيام او لأسابيع او لأشهر او حتى لسنوات حسبما نراه بعد سلسلة العمليات الامنية والاخطاء التي تستغلها فرنسا الحرية والإخاء والمساواة إزاء تاريخ تواجد الجاليات المغاربية التي إزدادت اعدادها مباشرة بعد تصالح نهاية الثورة الجزائرية مطلع الستينيات من القرن الماضي بعد حرب دامت عقودا. طويلة تكبدت فرنسا اثماناً غالية ونفيسة في تقبلها صيغة الخروج من مستعمراتها القديمة ، وكذلك كانت المقاومة الجزائرية قد افلحت في طرد الإستعمار بكل الأساليب المتاحة والاشكال المنتشرة حينها في تنظيم جبهة التحرير الشعبية الجزائرية التي قادت حرية البلاد التي قدمت قرباناً اكثر من مليون ونصف المليون شهيد دفاعاً عن العرض والارض وحتى الدين .
قُتِل الشاب من اصول جزائرية "" نائل المرزوقي البالغ من العمر 17 عاماً "" ، في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس نانتير اثناء توقيفهِ من قبل شرطة المرور التي كانت تراقب في إشرافها على تسيير المرور ، ومن المصادفة بعد توقيفه و متابعة اوراقهِ الثبوتية فيما اذا ما كانت صالحة او تستجوب المسائلة ، وفعلاً هكذا وقع وحدث حيث لم يكن يملك اجازة قيادة وهو في سن وعمر اليفاعة ، وكان متحمساً وغاضباً بعد محاولاتهِ في متابعة السير لكن نقطة المراقبة إستخدمت كل ما لديها من اساليب في ايقاف تلك السيارة والسائق الخارج عن القانون !؟. مما دفع احد افراد طاقم الشرطة في إستخدام الرصاص الحىّ واطلاق النار مباشرة على رأس الشاب حيث سقط قتيلاً متأثراً برصاص الحاجز ، الذي تحول مباشرة الى نقطة فصل عنصري !؟. لدى المئات من اقرباء واصدقاء نائل المرزوقي عبر صفحات التواصل الاجتماعي بعد التجمعات والدعوات الى التظاهر قبل معرفة الحقيقة عن مصرع نائل في لحظات جداً حرجة . حسب ما تقدمت بهِ شرطة المرور الى وزارة الداخلية مما اثار فضول الوزير "" جيرارد دارمانان "" ، الذي قدم إعتذاراً سريعاً لعائلة الفقيد تحاشياً لما قد لا تُحمدُ عقباه من مطبات سيما كانت متوقعة .
المسيرات والتنديدات والمظاهرات التي دامت اكثر من خمسة ايام متتالية مع لياليها لم تتمكن الشرطة الفرنسية رغم إشتراك اكثر من "" 45000 - رجل امن ودرك ""، لفك عمليات التخريب وإيقافها لمًا توسعت رقعة انتشارها وخرجت عن مضمون التضامن والتنديد للمطالبة في حق دماء الشاب نائل .
لكن الفوضى تلك فاقت كل التوقعات حيث درجت العادة بعد كل خطأ شرطي او مقتل احد الشباب سواء كان مقيماً ام متواجد على ارض فرنسا .
كانت الخسارة المعنوية كبيرة انطلاقاً من النداءات المتكررة التي "" قدمتها والدة الشاب - وجدتهِ "" ، في تحميل المسؤولية كاملة للشرطة التي لم تراعى دواعى التحقق والتدفق لأفعال الجيل الشاب الجديد الذي تمرغ في وحل التهميش والمعاملة بأسلوب عنصري مفضوح !؟. وإن كانت بيانات الوزارة تُشدد على دعوات اهالي الشباب الذين لم تزيد اعمارهم عن العشرين سنة ، فلذلك لم تتمكن لا الدولة الفرنسية ولا اهالي الشباب الغاضب والمنتفض من ايقاف الحريق للمحلات وللسيارات والمراكز التابعة للبلديات الفرنسية وللمكتبات ولميايدين كبيرة ومتعددة في شريان الحياة اليومية .
وكانت سيارات الشرطة و الاسعاف والإطفاء لم تكن متمكنة من ايفاء مهماتها في شوارع كثيرة بعد ملاحقة الشرطة افراد التجمعات السكنية البائسة حسب مجريات الحياة اليومية لأبناء واحفاد الجاليات المغاربية ، التي وصلت الى فرنسا منذ عقود وقُيَّد لها ان تسكن في ضواحي المدن الفرنسية المهمشة وخصوصاً في العاصمة باريس .
قالت والدة القتيل انها مع رجال الشرطة وتخضع لكل القوانين ، لكنها صرحت وبكل حرقة عن استخدام القتل والرصاص ليست إنسانية لا بل تحرم الامهات وتجعلهن حزينات مدى الدهر بعد فراق الاحبة برصاص الاعداء .
ترويج قضية الإندماج خارجة عن نطاق الاجيال التي وُلِدَت في فرنسا ولم تتمكن من ايجاد مطالبها في العيش الكريم وتأمين المستقبل في بلاد "" الادب والفن والهدوء "" ، و بلاد الطموح لكل فرد ومواطن يتسنى لَهُ زيارة فرنسا والعاصمة الزاهية في انوارها واضوائها ليلاً ، والتي ترسم تقدماً جميلاً وحديثاً للبلاد التي كانت قبل عقود تأتي بكل ثروات الدول التي إستعمرتها .
لكن الإشعاع الفرنسي اليوم تغير جذرياً عندما تحولت العاصمة باريس الى مأوى للمئات من الألاف للمشردين وللاجئين الذين تدفقوا منذ انتفاضات الربيع العربي ، وحتى الافريقي حيث برزت نسبة كبيرة من طموح المهاجرين في وجهة سيرهم تكون باريس التي يتمنى الاكثرية من الجيل الجديد في الحصول على حق الاقامة والتعليم بعيداً عن بلادهم الغارقة في آتون الفوضى العارمة في الفقر وتبديد الثروات وتضييع آمال المستقبل للشعوب وللشباب منهم .
ربما كانت الإحتجاجات غاضبة ومكلفة وبإمكان الحكومة الفرنسية تحملها مسئولية التكاليف للخسائر المادية وتقديم التعويضات لأصحاب المصالح بعد عمليات التكسير والاحراق والنهب والسرقة والتهور للشباب الغاضب . لكن المراقبة والعقاب المنتظر سوف يُوَّلِدُ ربما غصباً عنيفاً بغية المحاسبة والمعاقبة والملاحقة لكل الذين يعتقدون ان استباحة الاراضي الفرنسية وتحويل شوارعها الى فوضى فهذا ما لا يتقبلهُ العقل الامني والسلطوي الفرنسي المراقب الدائم والذي لا يغفو ولا ينام ولا يُرِيدُ ان تُصبحُ ساحات فرنسا ارضية خصبة للفوضى وللتخريب العشوائي.
التفريق ما بين العنصرية المُراد منها اساساً ان تصبح مادة سهلة يستخدمها رواد المحرضين على الفوضى لمكاسب على اكتساح صفحات التواصل الاجتماعي المفضوح ، فهو بالتالي خارجاً عن التهويل لما يُدخِرهُ المحرضون والمتهورون من الجيل الجديد الصاعد في الوقوع تحت آفات الضلال والتشهير والتحريض ضد فرنسا وتحويلها الى عنصرية ونسيان افضالها على الاقل لمن هُم يسكنونها مع اجدادهم منذ عقود !؟..
المبالغ في استغلال قضية الشاب نائل المرزوقي حيث فُتحت التبرعات المادية لأهلهِ ووصلت الارقام الى ما بين "" ثلاثة مئة واربعة مئة ألف أورو "" ، كتغطية لمصاريف المحاكمات والتهم ضد القاتل .
من جهة ثانية هناك من فتح حساباً لتقديم الخدمات للشرطي الذي يخضع للتحقيق حيث وصل ارقام خيالية وسريعة ومبالغة تفوق "" مليون ونصف مليون أورو "" ، مما يؤكد ضبابية المواقف من الجهتين ، وعلى الذبن يبالغون في عدائهم المتزايد للغرباء وللعرب وللأفارقة وللاجئين بصورة عامة .
ان يقرأوا جيداً خبايا ومواقف زعيمة المعارضة المنافسة الاولى ضد ايمانويل ماكرون في حملاتها الانتخابية. دائماً ماريان لو بن والجبهة الوطنية تسعى الى توسيخ مكانة التواجد الإسلامي على اراضي فرنسا صاحبة الثورة الكبرى !بعد سقوط الظلام و بداية مشروع التنوير ؟ الحرية والمساواة والاخوة ، فالعيش على احترام المواقف الراقية منعاً للوقوع في مهالك العنصرية التي يتغذى عليها المحرضون وكم هُم اغبياء .



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -- عزيزي -- الإستاذ حبيب صادق الراحل
- مهمة جان إيف لو دوريان في لبنان المُعطَّل
- الأمبراطور و الميليشيا
- الذئب المتوحش الصهيوني يفتك بالشعب الفلسطيني
- الأرض تلفظ الفقراء لكن البحر أرحم
- البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية
- أيُها اللبناني بدك تترَّوى شوَّى
- جلسة الرابع عشر من حزيران متوارثة مغلوبة على أمرها
- النفط السعودي والتحريض الأمريكي والإنفراج الفينزولي
- إطلالة ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة
- اطلال ثقيلة ما تزال تحفر عميقاً في جراحات النكسة
- قِمم اوسلو تتسع تهديداتها ضد الجارة روسيا
- نموذج حضاري ضعيف
- البوارج والمكائد -- من حصاد الحروب --
- لاءات القِممُ العربية -- كُلها لَعَمُ --
- نعم نحنُ نُحِبُ هذا البلد -- ja , Vi elsker dette landet--&# ...
- إعادة ترميم أثار النكبة يحتاج الى مثابرة بلا جُبنٍ -- فلسطين ...
- حسناء و شمطاء .. وتاجٌ مُغتصبْ
- عودة نغمة التوطين في لبنان
- زيارات إيرانية وإخفاقات سورية


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عصام محمد جميل مروة - إحتجاجات غاضبة .. فرنسا تُراقب .. و تُعاقب ..