فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد بدأ المخطط التآمري الاستعماري المدمر للاتحاد السوفيتي والأنظمة الاشتراكية في أوربا الشرقية في الأعوام 1985 – 1989 عندما اعترف غورباتشوف شخصياً بأنه كان فاقد القناعة بالاشتراكية وبدأ مشروعه الجهنمي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي حينما صرح أحد أقزامها ومنفذها (اناتولي تشوبايس) الذي يعتبر أحد منظري الخصخصة في روسيا بأنه سيسعى في مشروعه (الخصخصة) الذي يؤدي إلى خلق ملايين الملاكين غير أن الذي حدث في الواقع عكس ذلك وتنفيذ المؤامرة الدنيئة فأصبحت الإصلاحات المزعومة التي أسفرت عن فوضى اقتصادية شاملة فبدلاً من ظهور الملايين من الملاكين كما قال الخبير المأجور (أناتولي تشوبايس) ظهرت تجربته المدمرة وأفرزت عشرات الملايين من الجياع الروس حيث انخفض الناتج الوطني الإجمالي من عام/ 1991 – إلى عام/ 1998 بنسبة 50% وبلغ الانخفاض في الصناعة 50% وفي الزراعة 60% وقد أدت عملية الخصخصة المزعومة إلى ابتلاع هائل للثروة الوطنية ولم تؤدي تلك العملية إلى ولادة طبيعية لطبقة رأسمالية كما روج لها المخربين ومنفذو المؤامرة المجرمة بزعامة غورباتشوف بل أدت إلى ظهور طبقة رأسمالية طفيلية وحرامية وأفرزت الملايين من الجياع والمشردين والمحرومين وأفرزت التوترات والاضطرابات الاجتماعية وارتفاع الأعداد الكبيرة من الفئات الهامشية والفقيرة والرثة حتى شكلت نسبة الفئات التي تعيش دون حد مستوى الفقر المدقع إلى أكثر من ثلثي الشعب الروسي ...
لقد هربت العملات الروسية والتي حولت منها أعداد كبيرة إلى دولارات بشكل مشروع ورسمي عن طريق التحول تحت إشراف العميل غورباتشوف المنفذ بدقة وخيانة المؤامرة الجهنمية وقد بلغت الرساميل الروسية النازحة والمهربة ما بين عام/ 1992 وعام/ 1994 فقط بحوالي مائة مليار دولار وبدأ عملاء المخابرات الأمريكية والأوربية من الاقتصاديين بالتسلل إلى روسيا وبلغت الأموال التي استثمروها في السوق الروسية 19.4 مليار دولار وأثناء حكم المهرج الأحمق (يلتسين) تم تهريب (450 مليار دولار) بصورة غير شرعية مقابل ذلك ازداد عبث الديون الخارجية إلى 70% عام/ 2003.
أما الآثار الاجتماعية فكانت مدمرة وكارثية فقد ازداد نمو الجريمة المنظمة والدعارة العلنية التي لم يكن لها في السابق وجود كما انتشرت الرشوة والمافيا المنظمة وغيرها ولعبت المافيا المنظمة التي تديرها المخابرات الأمريكية والأوربية دوراً مركزياً في توطيد الرأسمالية الروسية وبحسب تقديرات الشرطة الروسية أن هناك حوالي (9000 عصابة منظمة للمافيات) تشرف على نشاط (400000 مؤسسة) من بينها (450 مصرفاً) وتمثل هذه النسبة الجزء الأكبر من القطاع المالي المصرفي.
نشرت جريدة المدى الغراء العراقية في إحدى أعدادها الخبر التالي : زار وفد صحفي أمريكي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي سابقاً فسأل الصحفي الأمريكي عدداً من المواطنين الروس عن وضعهم وحياتهم الآن مقارنة مع الوضع السابق الذي كان سائداً في النظام الاشتراكي ... فأجابوا الجميع قائلاً : كنا نتوقع أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تفتح لنا باب الحرية من أوسع أبوابها ولكنها رمتنا في سوق العولمة مثل السلعة تباع وتشترى في السوق حسب قانون العرض والطلب.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
