أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الإنسان والدولة والديمقراطية والمجتمع المدني














المزيد.....

الإنسان والدولة والديمقراطية والمجتمع المدني


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أهل العلم والمعرفة أن الوجود تكون أولاً من الكون الذي يعتبر من مادة سديمية كانت تحلق في الفضاء ونتيجة العواصف والتغيرات المناخية انشطر الكون واستقر النظام الشمسي على شكله الحالي منذ 5,4 مليار سنة فتشكلت الأرض عندما سحبت الجاذبية الغاز والغبار الملتف إلى الداخل لتصبح الأرض الكوكب الثالث بعيداً عن الشمس وباقي الكواكب والأرض تعتبر نواة مركزية وغطاء صخري وقشرة صلبة ثم تكون الإنسان حيث كان يعيش من أدغال ويأكل من صيد الحيوانات ويسكن المغاور ويتكلم بنبرات صوتية تشبه أصوات الحيوانات ثم دفعته الحاجة إلى الاشتراك مع أبناء جنسه لإشباع رغباته وغرائزه وشهواته ثم دفعه إدراكه الفطري باعتباره لا يستطيع أن ينال ما يشبع فيه هذه الشهوات والرغبات إلا إذا سعى للحصول عليها فجعلت تنمو من جراء ذلك الإدراك تلافيف دماغية أكثر فأكثر حتى أصبح يمتاز عن أعلى الأنواع الحية بميزته الإدراكية التي تسمى (العقل) حيث كانت تلك التلافيف على شكل مستقيم ثم أصبحت على شكل تلافيف حلزونية .. كما تركز نشاط الإنسان بالبحث عن السعادة والسعي وراءها وكان هذا الهدف يأتي من خلال نشاط الإنسان التي تتجسد في تصرفاته وسلوكه والغايات التي تتم من وعي الإنسان وإدراكه وإرادته وبالرغم من ذلك فإن الإنسان لا زال يتراوح تفكيره وخياله وتشغل باله البحث عن الحياة التي يعيش فيها بأمن وسلام وقد حاول المفكرون والعلماء لفترة طويلة الوصول إلى التركيبة السحرية التي ستمكن الإنسان من البقاء على قيد الحياة في أمن وسلام واستقرار واطمئنان فمنهم من ادعى أن الحل يتمثل في الخضوع إلى الغريزة واتباع أهوائها واعتقد آخرون أن العقل والعقلانية واعتبروا العقل نبراساً إنسانياً يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات الحية واعتقد آخرون بأن الحل في المعتقد على اختلاف شكله ومصدره إلا أن الحل الأخير هو القانون (الدولة) هي التي تخلق الأمن والاستقرار والعيش الرغيد والسلام للإنسان فهي وحدها الكفيل ببناء حبل الثقة والتعاون بين البشر وضمان حياة هنيئة وآمنة للجميع على اختلاف معتقداتهم المذهبية والقومية لأن الدولة من خلال القوانين تفصل بين البشر وتنظم حياتهم دون مراعاة لأصولهم الدينية والقومية أو أهوائهم ومعلوم أن الدولة هي محض فكرة لا تجسيد واقعي لها لأنها تتحقق من خلال نظام سياسي معين كما أنه ليس هناك من قيمة تضاهي في قوتها الأمن والاستقرار والطمأنينة والعيش الرغيد لدى الإنسان والحرية التي يضمنها الدستور للإنسان وواجب الدولة هي التي تحدد معايير احترام الدستور وعدم التجاوز عليه ومن خلال ذلك فإن الدولة هي الكفيلة بضمان أمن واستقرار الإنسان وسلامته وتصبح الحرية هي الواجهة السياسية للإنسان وبذلك تكون الديمقراطية تشكل أسس التعاقد القائم بين الإنسان والدولة وتحدد حقوق وحدود كل طرف منهما لهذا كان لزاماً عليهما معاً أن يسعيا إلى إنشاء تنظيمات مستقلة يمكن أن تطلق عليها مؤسسة المجتمع المدني تكون وظيفتها هي مراقبة الدولة للحيلولة دون ارتكاب أي شطط في مسيرتها ومن خلال ذلك تطورت المؤسسات الديمقراطية العريقة في مختلف أرجاء المعمورة من خلال الموازنة بين الواجب والحق فتطورت البلدان المتقدمة وازدهر عيش مواطنيها نتيجة ذلك تمكن الإنسان المتعطش للأمن والاستقرار والحرية والطمأنينة والعيش الرغيد.
وهنالك دول من شأنها أن تصبح جهازاً قمعياً ومضطهداً لجماهير الشعب ومثل تلك الدول المستبدة تكون معزولة عن جماهير الشعب ويمكن لهذا أن يحدث إذا لم يتم تطوير منظمات ثانوية تتوسط بين الشعب والدولة وتكون راعية لمبادئ الدستور ودرء الصراعات بين الكتل والجماعات المختلفة غير أن بعض الدول بدلاً أن تسير وتنمو في الطريق الصحيح الذي يوطد العلاقة بين الدولة وجماهير الشعب وتنمي قيمة المواطن والشعور بالحرية والمسؤولية من خلال الانخراط في هيئات المجتمع المدني فإنها تسير عكس ذلك في محاولة إخراس وقمع الأصوات التي تتعالى لرفع الوصاية التي تقوم بها الدولة في خلق أحزاب وجمعيات كرتونية لا تمثل سوى نفسها من الطامعين في المصالح الأنانية وتدمر جهود الغيورين المخلصين للوطن والشعب وإن مثل هذه الدول الفاشلة تعتقد أنها تصون حكمها وهيبتها وتحفظ سلطتها ولكنها لا تدري أنها في الحقيقة من خلال سن القوانين الجائرة والقمعية المكممة للأفواه وتزوير الانتخابات وحمايتها للأشخاص الفاسدين تساهم في تعميق الفجوة بين الدولة وجماهير الشعب وترفع درجة التأزم والاحتقان في صدور الشعب وعوضاً أن تفسح لهم الحرية في النقد الهادف والبناء وحرية التعبير عن أفكاره ومشاعره بالشكل الذي يسمح به القانون والنظام وتجعل الإنسان مطمئن ومستقر ومتطور. لأن حرية الإنسان وشعوره وإحساسه شبيه بجدول الماء الذي يسير بحرية ويشق طريقه لنفسه المجرى الذي يسير به بحرية وإذا لم يجد الطريق والمجرى الذي يسلكه ويسير به صنع لنفسه طرق ملتوية غير رسمية غامضة ومجهولة التي تؤدي إلى تدمير الإنسان والنظام معاً.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الجوع والغضب التشرينية عام/ 2019 وأثرها في بث الوعي الف ...
- الإمام الحسين (ع) وثورته الباسلة واستشهاده من أجل الإصلاح
- التربية والتعليم والمجال الثقافي والمعرفة والفكر يعاني الإهم ...
- المطلوب من السوداني أن يحسم أمره أما مع الشعب وأما مع الإطار ...
- الكيانات السياسية والاقتصاد الريعي تبعد القطاع الخاص والاستث ...
- التغيير الجذري من أجل دولة مدنية ديمقراطية
- يقول الفيلسوف الألماني نيتشه : ليست العظمة أن تخضع لأحكام ال ...
- السياسة ونظام الحكم المعيار الذي يميز بين الدول المتقدمة وال ...
- ائتلاف إدارة الدولة تستغل الأكثرية النيابية وتحمي نفسها بإصد ...
- المالكي وتهديداته وتحذيراته المتكررة
- الشهيد البطل سلام عادل قلعة شامخة في تاريخ الحزب الشيوعي الع ...
- المحاصصة الطائفية وخطرها على الشعب العراقي
- العراق والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعي ...
- الشاعر الكبير سعدي يوسف في ذكرى وفاته الثانية
- العراق يعيد نفسه إلى التاريخ الماضي
- من الذاكرة العراقية
- عملية التغيير تفرضها الظروف الموضوعية للتجربة العراقية
- بمناسبة مرور خمسة وستون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز/ 1 ...
- الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق (2)
- المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عدم جعل الشعب ا ...


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الإنسان والدولة والديمقراطية والمجتمع المدني