أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - المحاصصة الطائفية وخطرها على الشعب العراقي














المزيد.....

المحاصصة الطائفية وخطرها على الشعب العراقي


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تكون قوة الدعاية التي رافقت عمليات الإطاحة بنظام صدام حسين الدكتاتوري الدموي في 4/9/2003 وسعة باب الأمل الذي فتح أمام يأس العراقيين المدجن قد أتاحت للمواطنين الاسترسال في أحلام ورديه على شكل محتوى النظام المدني الديمقراطي ودولة المواطن وعن ما تقدمه من إجراءات وما ستخطه من خطوات سياسية واقتصادية ومعالجة ملفات استراتيجية عديدة ظلت عالقة منذ سنين يمتد بعضها إلى عقود خلت ... إلا أن ما يؤسف له قد حطم تلك الأماني والآمال للشعب العراقي عندما استطاعت قوى المحاصصة الطائفية أن تنخرط ضمن النظام الجديد وتلبس لبوس الطائفية بواسطة الأحزاب المهيمنة على السلطة بعد نيسان/ 2003 واستعملت سياسة غض الطرف عن تسهيل عمليات السلب والنهب التي مارستها القوات الأمريكية ورافقت دخولها للعراق بعد سقوط النظام والتي عرفت بـ (الحواسم) ساعدت كثيراً في خلق طبقة سياسية واجتماعية أثرت على حساب نهب المال العام والآثار وتفكيك المصانع والمنشآت العامة وبيعها في أسواق مشبوهة لدى دول الجوار وتمكنت أن تبني علاقات ومصالح مشتركة مع تلك الدول كان لها الأثر الكبير في رسم الكثير من السياسات المستقبلية للعراق مما أدى إلى تردد وتراجع كبير في قطاع الصناعة والزراعة وإنتاج الطاقة الكهربائية مما جعل العراق يصبح مستهلكاً لما تنتجه تلك الدول عن طريق ما تستورده هذه المافيات الاقتصادية إضافة إلى تفشي ظاهرة الفساد الإداري عن طريق نهب الموازنات المخصصة لهذا القطاع والتي بلغت أكثر من أربعين مليار دولار وأصبح مما يشير إلى سيادة سلطة النهب والفساد الإداري ومصالحه داخل مؤسسات الدولة على حساب المصالح الوطنية للعراق ومن المفارقات المثيرة للاستغراب أن معظم القوى السياسية أثرت على نهج المحاصصة الطائفية في الحياة السياسية التي تسربت إلى جميع مفاصل الدولة وأصبحت المحاصصة ترتبط بالفساد الإداري وأصبحت العلاقة بينهما جدلية مترابطة ومتلازمة في التجربة العراقية بعد عام/ 2003 وبالرغم أن المحاصصة الطائفية كان لها الأسبقية على الفساد الإداري وأصبح لهما نتيجة حتمية لوجوده وراعية وحامية لأساطينه كما أثبتت الوقائع والتجارب ومن الأمثلة البارزة على ذلك السكوت المتقابل للكتل السياسية عن ملفات الفساد الإداري المفضوحة وحماية حيتانه الكبار وعدم تفعيل إجراءات المحاسبة وقيام مؤسسات الدولة بعرقلة أعمال المراقبة للجان النزاهة وتعطيل دور البرلمان الرقابي مقابل إطلاق يد السلطة التنفيذية وتدخلها في أعمال القضاء وعرقلة نشاطه وكذلك عرقلة نشاط الهيئات المستقلة المتحاصصة مع الأحزاب السياسية من النتائج الكارثية للمحاصصة جعل الوزارات في الدولة ومؤسساتها المختلفة إقطاعيات حزبية لهذا الحزب أو ذاك يفعل ما يشاء حسب رغبات الحزب ومصالحه ويسخرها لأغراضها الخاصة السياسية والانتخابية حتى بالغت وطغت الأحزاب المتنفذة في ذلك وجعلت ضمن هيكلها التنظيمي ما أسمته بـ (اللجنة الاقتصادية) وخصصت لها مكاتب خاصة تعنى بإدارة العقود في الوزارات التابعة لأحزابها وقد تكون الأحزاب هي صاحبة العقود والمقاولات ومن سلبيات الدولة غياب التخطيط الستراتيجي في مؤسسات الدولة المختلفة وعشوائية قرار المشاريع وتنفيذها في ظل تراجع واضح لدور وزارة التخطيط في عملية البناء والتنمية
ومن أسباب هذه الظاهرة هو أن إقرار المشاريع تشوبها الرشوة والفساد الإداري والمصالح الضيقة وحسابات سياسية وانتخابية بعيدة عن المصلحة العامة واحتياجات المجتمع الحقيقية وإذا كانت المشاريع من حصة المكاتب الاقتصادية للوزارة أو المحسوبين عليها سوف لا تعرض على التخطيط الاقتصادي الستراتيجي المطلوب وفي هذه الحالة مع غياب تام لسلم الأولويات مدروس أو مقر من ذوي الاختصاصات بحكم تنفيذ هذه المشاريع كما تحكم مفاهيم النهب والسرقة والإثراء السريع في ذهنية العديد من الوزراء والسياسيين والمستثمرين وموظفي الدولة العراقية مع ضعف واضح ولا مبالاة في الروح الوطنية في ظل غياب إرادة إصلاحية تفعل القوانين والمحاسبة لمثل هذه الحالات المتفشية في الدولة.
إن أي متتبع ومراقب لهذه السلبيات في الدولة العراقية يستطيع تشخيص العديد من الملامح والخصائص لاقتصاد الفساد بين الوزارات والمؤسسات الحكومية ومن أجل الشروع للخروج من هذه الظاهرة تحتاج ليس فقط خطوات اقتصادية وانما تصحيح في بنية الدولة العراقية من خلال دولة المواطنة المدنية الديمقراطية التي تحمل راية الاصلاح والتغيير الشامل.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعي ...
- الشاعر الكبير سعدي يوسف في ذكرى وفاته الثانية
- العراق يعيد نفسه إلى التاريخ الماضي
- من الذاكرة العراقية
- عملية التغيير تفرضها الظروف الموضوعية للتجربة العراقية
- بمناسبة مرور خمسة وستون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز/ 1 ...
- الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق (2)
- المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عدم جعل الشعب ا ...
- ائتلاف إدارة الدولة خلقته وجاءت به المتناقضات وسوف تقضي عليه ...
- الكابوس الثلاثي الذي يجثم على صدور العراقيون : المحاصصة والم ...
- المطلوب من قوى المعارضة العراقية توحيد صفوفها في جبهة متحدة ...
- السوداني وتطلعاته الإصلاحية السياسية والاقتصادية
- عشرون عاماً مضت من الآلام والمآسي على الشعب العراقي
- بعد اطلاق الموازنة المطلوب متابعة ومراقبة طرق صرفها وتنفيذ ف ...
- عيد بأية حال عدت يا عيد ---- بما مضى أم بأمر فيك تجديد
- إلى موقع الأستاذ رائد فهمي - سكرتير اللجنة المركزية للحزب ال ...
- صحافة ثورة العشرين الباسلة في العراق
- بمناسبة مرور مائة وثلاثة أعوام على المآثرة البطولية التي خاض ...
- المظاهرات والاحتجاجات السلمية وسيلة تجعل الدولة تعرف مدى نجا ...
- من فمك أدينك


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - المحاصصة الطائفية وخطرها على الشعب العراقي