أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد الطيب - مومس














المزيد.....

مومس


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 00:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


كنت اعمل بصحيفة .. وكان مدير التحرير لتلك الصحيفة . حاد المزاج . فهو ان اراد موضوعا صحفيا يجب ان يعمل مهما كانت حساسية الموضوع وهذا ديدن العمل الصحفي والمهنية .وفي احدى المرات تم تكليفنا بعمل تحقيق صحفي عن البغاء .انا وزميل لي الذي تحمس للموضوع ولكني انا اعترضت على اختياري وطلبت منه اعفائي من هكذا مواضيع لكن اصراره والثناء على مقدرتي على عمل هكذا موضوع استسلمت للأمر الواقع وجعلني في نهاية المقابلة معه اوافق على مضض .. فوضعنا الخطة والمحاور انا وزميلي قبل الانطلاق الى اماكن خاصة بالبغاء في منطقة معينة في بغداد . ونعلم ان الامر شديد الصعوبة .. كونه لم نكون يوما من الايام زبائن لتلك الاماكن وليس لنا تجربة لكي نعرف خفايا هذا العالم المبهم لدينا . ومرتاد هذا العالم هم فئة معينة من الشباب الطائش الذي تسوقه غريزته الجنسية لاقذر الاماكن ولا يأبه للنتائج الصحية التي تصيبه جراء هكذا عملية وخاصة وهؤلاء يكررون ارتياد تلك الاماكن بأستمرار ..اما نحن كنا نخشى الدخول بفروع تلك الاماكن وشوارعها لانها مرتع للعصابات ونسمع دائما عن عمليات التسليب .. كان الخوف رفيقنا الثالث في عملنا هذا .. سألنا احد المارة في مكان فيه مومس اشار الى بيت قديم .. صعدنا سلالم الدار وقبل انتهاءنا من الوصول الى الطابق الآخر صادفتنا امرأة تقارب الخمسين من العمر يبدو عليها الخبرة في مجال عملها وتشرف على عدد من فتيات الهوى .. بادرتنا في اول كلامها عن دفع المبلغ قبل الدخول . وهنا بان علينا الحرج .. ولكن ادركنا المأزق وقلنا لها سنعطيك ضعف المبلغ دون الدخول الى الغرف المخصصة للعمليات الكبرى .. ولكن بشرط ان تجيبي على اسئلتنا . ظهرت عليها علامات الصدمة على وجهها التي تأكل بفعل الزمن وهذا العمل جراء طلبنا الجريء بمفهومها هذا واخذها الروع منا واعتقدت اننا من الشرطة او الامن او ماشابه . ولكن هدأنا روعها و قلنا لها نحن طلبة باحثين ونريد نكتب بحثا عن هذه الاماكن فقط واخرجنا بطاقتنا الشخصية وهزت رأسها الذي امتلأ شيبا اخفته بالاصباغ بالموافقة . وعلى يقين تام انها لم تعرف القراءة من طريقة تفحصها للبطاقات . وليس بطاقات طلبة .. كانت اسئلتنا كثيرة لاصطياد اكبر قدر من المعلومات . ولكن الذي صدمني ان تلك المرأة الكبيرة بالسن لها فلسفة لم تخطر على بال كبار الفلاسفة .. من ضمن اجاباتها قالت ان المجتمع يحرم عملنا ويحاسبنا عليه ولكن في الوقت نفسه لاينصفنا بالاجور لاسيما وان الفتاة المومس تدفع كل ساعة اغلى مالديها . وان الشرف في مجتمعنا ينحصر في الجنس والجسد فحسب وغير ذلك من التسميات الاخرى وضربت امثلة عديدة وقالت ان السياسي حين يسرق مليارات الدولارات تحرسه الحكومة وتساعده في اخراج امواله للخارج . وهذا الامر اشد دناءة من عمل المومس ويعد بلاشرف .. فمن يسرق بلده من اجل بلد آخر انسان منحط وغير شريف . والتاجر حين يجتهد بخداع المشتري ببضاعة يعد فهلوة وتجارة وهو في صميم عمله عديم الشرف وكذلك الطبيب وغيره وظلت تعدد اشكال وانواع ممن ضيعوا شرفهم اضعاف مضاعفة حتى كدنا نقبل ايديها من قناعتنا مما تقوله . والمومس بهكذا قياس فهي شريفة ووفق هذا المنظور فهي تجلب المتعة ليس الا .. ولاتضر اي احد بل العكس انها مهنة تجلب الامراض على المومس في نهاية الامر ولكنها لم تهدم بلد .. اليس المومس اشرف من كثير من الناس . . وانتهى اللقاء .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الثورة والقضية
- القرار
- لا اسألك الرحيل ..
- الماضي لن يعود
- كيف الحال .. ؟
- وردة
- جلد الذات
- صورة وهمية
- هذا قدري فليكن
- برج ناري
- احاديث عن احلام ضائعة
- رحيل مزمن
- عصا المعلم
- مأزق الكلمات
- شكرا لكِ
- دعوة الى تطبيق براءة الذمة الكترونيا ومغادرة الاساليب التقلي ...
- حصاد الهشيم
- جرح في ذاكرة الزمن
- عذرا احلام مستغانمي
- الوصية


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد الطيب - مومس