أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - جلد الذات














المزيد.....

جلد الذات


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


نيرون احرق روما فقط لكي يغني .. وانا احرقت كل اوراقي معها ظنا مني انني سازيدها حبا . ولكنها ازدادت بعدا وهجران .. هربا من قسوة الحب الذي احمله لها فلم يكن ناعما كالحرير . كان كالشبح يظهر لها في ظلمة الليالي ... يخيفها ويفزعها ويرعبها في الاحلام . فهربت لملجأ آمن بعيد .. لم اكن اشبه روميو او قيس بعشقهما .. كنت كالسياف احمل سيف الاعدام .. كم كنت غبيا . لاني لم اعرف قواعد العشق . كنت احمل عقدة التملك . وهذا مايقتل اي حب ويهجر اي انسان . لم اجعلها تتنفس هواء الحرية معي .. كنت اخنقها كقاتل . اطاردها كظلها . لا ادعها تلتقط انفاسها . فأختفت كغيمة بيضاء من سمائي . انا استحق كل هذا المصير .. كأني طفل عبث بدمية فشوه ملامحها ونتف مابداخلها .. هكذا انا مع الحب عدواني ارهابي ظلامي وقاسي وجبان . اليس من حقها ان تفرض حضورها كنجمة في ليل العشق . حتى هذا الحق صادرته .. اريدها كلها لي بنرجسية ولن ادع احدا يشاركني بها .. اسبح في اوهام انا صنعتها بنفسي . لايجب عليها ان تعترض عن اي شيء فهذا الحق مصادر بمرسوم جمهوري .. اي سوداوية احملها في داخلي .. واي نشوز ؟!! انا لص حقير يحاول ان يستولي على حقوق الاخرين . فلايعير اي اهمية ماذا سيكون شكل الاخرين فهم كالجحيم كما قال سارتر . انها وردة غضة وجميلة وفواحة ازهرت في حقل العشق ايها السادة .. وانا كطفل مشاكس لايأبه لنصائح الاخرين قطفتها عنوة ولؤما دون اذن كي اقتلع عنها الحياة . دخولي بحياتها كقائد جيش غازي لمملكتها لايفقه اصول الحرب ويبحث عن الجواري واسالة الدماء واستباحة الارض . اتوج نفسي ملكا في مملكتها وامتلك الاف الجواري واغتسل بخمري المعتق للصباح .. اي خطأ اقترفته بحق نفسي ونفسها حين دخلت حياتها دون ان اطرق حتى باب .. وكأني كائن اهوج فض براءتها واغتصب دنيتها وغير خارطة مساراها . حتى حديثي معها لايدل على شخصية من عاشق محبوب ومهاب .وعانت من عشقي كضريبة عليها دفعها فدية ايام لاتتعدى اصابع اليدين فلم يكن بيننا خطاب عشق كي استند عليه في حجتي عليها . كنت مجرد صعلوك يجيد الكلام الجميل ولكن لايعنيه .. تاه في صحراء روحه .. كنت اتقيأ كلماتي معها كشخص اصابه تسمم وجداني في قلبه وعقله . لان روحه لم تعتد على اكل العشق من مائدة الحب الحقيقية .. لقد بعثرت جميع اوراقها اليومية ودخلت عنوة الى عقلها الجميل واشبعته تلوثا وضجيجا . واربكت حساباتها وغيرت من خط سير نبضات قلبها .. فهي لم تجني مني سوى المعارك والغضب وتوتر في احاسيسها الرقيقة ومشاعرها الناعمة . لقد غيرت فيها الجمال الروحي وادخلت بدلا عنه قبحي وقيحي . حتى خيالها فقد تربصت به وشهدت على اغتياله . لم ادع شيئا جميلا فيها . اي غول احمله داخل نفسي . افترس ضحاياي وهم احياء واستلذ بدمائهم . انا لست بأنسان كامل بل نصف انسان والآخر وحش كاسر . انا اسقطت اسطورة شهريار وتفوقت عليه بقتل القلوب . انا انسان استحق ان ارمى في مزبلة العشق .. فكل ادواتي جارحة وكل امرأة تقترب مني اجرحها ان لم اقتلها .. وهي آخر ضحاياي . عذرا لك فقد اوهمتك اني انسان .. اقول لها اهربي مني ولاتنخدعي ابدا بالمظاهر والكلام المعسول فهذا ما اجيده من حيل و اجعل من ضحيتي تقترب مني كي افترسها واحولها الى شبح ميت دون حياة .. انا كائن غريب ليس بأنسان . يحمل شكلا جميلا يخدع به كل النساء وارتدي اجمل الثياب لكي اخفي تشوهاتي الروحية والنفسية . ولكي اعيش كأنسان .. واضع العطور كي امسح عني نتانة روائح الخسة والنجاسة . صدقيني انا لست انسان .. انا كائن جاء من الفضاء الخارجي له عشرة ارجل واخرى مثلها من الايدي يتخفى بهيئة انسان . فهل استحق ان يطلق علي بعد كل هذا لقب انسان .. انهضي واستعيدي حياتك وتعوذي من الشيطان .. وضمدي جراحك التي خلفتها بك . وضمي من احببتهم من المقربين والبعيدين واغفري زلاتهم . لان في الخارج غول يتربص بك ويفعل اكبر من الزلات . قومي واغتسلي من روائح كلماتي وتطهري منها بماء زمزم . فلاتنخدعي مما تجلبه لك الريح فهي كائنات مقطوعة الجذور والاحسان .. لاتصدقي وتحسني النية بكلمات العشق . فالكل اصبح يمارس اللعبة على النسوان ليسقطهم في حبال المكر والغفلة .. حافظي على عالمك الحقيقي ولاتنجري وراء السراب . فالحب والعشق امسى بضاعة بائرة يتقنها اي صعلوك ومجنون . لاتفرطي بسموك من اجل واحد مسخ من بذرة الشيطان اتقن لغة الحب ويكتب كلمات حلوة المظهر ولكنها مسمومة المضمون .افاق متشرد يجيد لغة الكلام . له تاريخ اسود مع النساء .. اياك ان تعاودي التجربة .. فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين .. وداعا يا اطيب انسان .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة وهمية
- هذا قدري فليكن
- برج ناري
- احاديث عن احلام ضائعة
- رحيل مزمن
- عصا المعلم
- مأزق الكلمات
- شكرا لكِ
- دعوة الى تطبيق براءة الذمة الكترونيا ومغادرة الاساليب التقلي ...
- حصاد الهشيم
- جرح في ذاكرة الزمن
- عذرا احلام مستغانمي
- الوصية
- الكتابة في اجواء ساخنة
- وجع المشاعر
- مركب ممزق الشراع
- احتفال جنائزي
- قدر احمق
- وهج الماضي
- ارجعي


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - جلد الذات