|
أنا . انت . واولئك الذين سهت عواطفهم ...
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 10:13
المحور:
حقوق الانسان
الأنسان بناء الله ، ملعون من هدمه . تلك كلمة يسوع (ع ) . لم تعد ذا فائدة وسط هوس مايحدث في هذا العالم . إن قتل الورد صار شائعاً ، وفي أحصاء مقابل ، البشر يذبل أكثر من الورد بفضل خريف العنف الذي مد أشواقهُ القاتلة الى الناس بأذرعٍ لاتنتهي ، أذرع الأرهاب ودبابات متعددة الجنسيات وعصابات الخطف والموت وحتى سُحت التجار والادارة المدنينة هو قتل لمن ظل جسده يعيش يومه والراتب وبطاقة التموين على أمل أن تفرج . يضع العراقيون .علامة الاستفهام ( متى ؟ ) أمام أعينهم ، (متى ) تمثل أكثر هاجس خاص ، فاق رغبة الشعور بعلاقة حب أو زواج أو بناء بيت جديد او سهرة تمتد الى أخر الليل . ( متى ) يعني . الرغبة في الحصول على ضوءٍ نهاية النفق ، ولكنه لايتعدى الآن سوى بصيص حُلم يمشي بجنب نشرات الاخبار وتصريحات الساسة وجلسات برلمان يُعقدُ نصاب تكوينه بشقِ الانفس بسبب الغياب والزعل والسياحة وأمور تهم سيطرات التفتيش بالمنطقة ( البرتقالية ) ، عفوا ( المنطقة الخضراء ) . وأي اخضرار والمواطن العراقي تَسودُ في عينيه الدنيا كل يوم ، وبدلاً أن يُلهي وقته بكلماتٍ متقاطعة وفلمٍ معبرٍ وكتابٍ مسلٍ واكلة ياكلها بهناء ، صار يفكر ببقعة ارض تأويه لتحمي بيته واولاده ورغبته ليعيش لاليموت وهو في الطريق بين البيت و الدائرة او تقتحمه مفرزة لايعرف ان كانت تابعة لشرطة بلده او لشرطة تاهيتي . جراء كل هذا . سهت عواطف المواطن ، غابت في احلام لم تعد واضحة المعالم تشوبها الامال القليلة والاخطار الكثيرة ، لم يعد يدرك لحظة مسك الوطن بمرآة التخيل ويرى فيه بساتين تزهو ونواعير تدور وبلدية تشتغل . متشائم دائما ، يتحدث في المرئيات ولايقول : يسعدني انهم شيدوا في حينا مدينة العاب وبلطت ارضية الشارع ، دائما يقول ، نريد من الساسة ان يتحدوا في نظرة الحلم من اجل العراق ، ونريد من زحامات الطرق ان تموت ، نريد كهرباء ووقود واهم هاجس في فم المواطن حين تصطاد سهوه الفضائيات يطلقها وبدون وعي ( نريد امناً ).. وكأنك تجد نفسك منساقا لصوت ام كلثوم ( إذا الأيمان ضاع فلا أمان ) . الأيمان بالرغبة المشتركة للخروج من هذا النفق ، الإيمان بكرامة العراقي وأدراك إن بارومتر نفاذ الصبر يكاد يصل الى حده ، الأيمان به ، واحد من مبدعي هذه الدنيا ومن اجمل صناع القصيدة وجملة الحب ونوطة الموسيقى . وأخيرا الأيمان به بشرا ، لاعنقا دامعاً وهلعاً يذبح في قارعة الطرق السريعة أو يرمى في مشاريع تصفية المياه الثقيلة او الترع الريفية . هذا العراقي ، معدنه ذهب . اعيدوا اليه مناجم روحه ، علموه ، ان الديمقراطية لاتعني في النهاية حصاد لاينتهي من بيادر الجماجم ، وحدوا فيه منهج الحب والغاء الفوارق ونسيان الماضي ، واعطوه بالملموس السبب الحقيقي لفوضى مايحدث واروه من هو عدوه الحقيقي . وإلا سنحصل في قليل من قادمات السنين على هجين اجتماعي ربما اخطر من الذرة نفسها . وأذا كان الانتحاري اليوم يقيد يديه على مقود السيارة المفخخة ويذهب الى جنة يفترضها إنها على بعد أمتار منه ، فغدا ستقيد الذات المهجنة كل جسدها الى منشط او عمود كهرباء في السوق ويحدث المصاب . هذا جزء من سيناريو نتمناه ان لايكون ، وربما سوف لن يكون ، لما في ذاكرة وقلب وروح العراقي من خير وحب لاينتهي . ولكن تكرار اليوم بصورته البائسة حال لايطمئن ، وروح العراقي فيها مساحة هائلة من رغبة الحياة كما خلقُ الله في السويد وابو ظبي وايرزونا ، وإلا مالفرق .؟ انا منكم . انتم مني . حديث بهذا الإكتئاب امر مدفوع بحرصي وحرصكم على هذا الانسان النائم الان على ربى النهرين والكهرباء تاتي إليه بالقطارة . وأذا كنت انا انتظر صوت فيروز في الصباح فهو ينتظر نهارا يرتدي قدر المجهول . وكما قالوا . اكثر ماتسهو الروح تسهو مع القدر المجهول .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل العراق . رؤيا لااتمناها ، واخرى اتمناها
-
قيثار سومري لاغنية شركسية
-
البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة
-
زعلان الاسمر مايكلي مرحبة
-
هلْ نسيَّ العراقيونَ الوردْ ؟
-
مرة اخرى جائزة نوبل ليست لاودنيس
-
صلاة من اجل العراق لا صلاة من اجل العراك
-
الارهاب يقتل شيخا مندائيا
-
العالم بين الابيض والاسود
-
الروح السومرية والروح العلوية وامكنة الاغتراب
-
هلو سنيور .. دافنشي من أهل الجبايش *
-
عطر الله في رئة الدمعة . ضوء الله في عين الوردة
-
سريالية : أذن ببغاء وغليون غونتر غراس
-
في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً
-
بلادٌ و حادلة إسفلتْ
-
صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية
-
دمشق ..قبر النبي يحيى
-
حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر
-
المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
-
المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
المزيد.....
-
انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
-
نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة
...
-
لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق
...
-
تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس
...
-
سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر
...
-
اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
-
خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق
...
-
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
-
مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة
...
-
فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|