أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً














المزيد.....

في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


السيد كولبنكيان ثري ارمني ساعدته ظروف الحربين العالمتين الاولى والثانيه على تكوين ثروة طائلة من خلال تجهيز الجيوش المتحاربة وكان يطلق عليه لقب مستر 5% فهو يمتلك هذه النسبة في نفط العراق وقد اممت هذه النسبة مع حصص الشركات الغربية الاخرى عام 1972..
لقد كانت الشركات النفطية تنهب وتمضي غير ان السيد الارمني كولمبنكيان كانت نظريته تختلف .
قال : نعم انا انهب ثروة هذا الشعب ولكني لابد ان اقدم شيئا فاسس مؤسسة كولمبنكيان الاعمارية واخذت على عاتقها بناء صروح عمرانية في شتى الاتجاهات ،الرياضية منها حين بنى ملعب الشعب الدولي الذي لازال منذ سنة بنائه عام 1965 الملعب الدولي الوحيد في العراق ومؤسسات فنية اخرى مثل بعض الكاليرات للفنون التشكلية وكذلك بنى مدارس نموذجية في مدن العراق .
وفي الناصرية جعل هذا الرجل المملوء نفطا وحسا ذكرى طيبة عندما بنى متحف الناصرية المجاور الان لمتنزه الناصرية الذي غادر ذاكرة العشاق ومحبي نزهة مساءات الورد والشجر ليبقى بدلا من هذا ، صمت الاشجار والموت البطئ والاهمال لمرافقها ، والسبب يعود الى اشجان شتى ، منها ماهو بلدي ومنه ما يتعلق بامزجة الناس التي تغيرت بفعل ارهاصات ازمنة الحروب والحصارات ومايحدث اليوم حيث لم يستقر الحال البعد .
نعود الى متحف الناصرية هذه البناية الجميلة التي كانت محطة ممتعة لمنهاج السفرات المدرسية حيث يستطيع التلميذ والطالب ان يتعلم بدايات رؤى التصور عن اجداده الذين عاشوا منذ اقدم العصور فوق الاديم الفراتي هذا ، وكانت هناك اجنحة منتظمة لعرض تراث الحضارات التي تعاقبت في المكان بدءا من العصور الحجرية وحتى عصور اسلامية متأخرة ، وحسب قدمها حتى لو كانت بعض الاثار نسخا مقلدة من الجبس . المهم إنها موجودة لنتعلم من اجوائها معلومات عن مسارات التاريخ وحكايات الاساطير التي دونها على لوح الطين اهلنا القدماء ، بعد ان نهب الاثاريون الاجانب الكثير منها ، ومنها النهب الشهير الذي قامت به بعثة جامعة بنسلفانيا في مقبرة اور الملكية عام 1921 بواسطة العالم الاثاري الشهير (اليوناردو وولي )ومساعده (ماكس مالوان ) زوج الروائية الانكليزية الشهيرة اجاثا كريستي .لكن الاجمل والاكثر لازال مدفونا في اماكن اثرية كثيرة على امتداد مساحة المحافظة التي كانت في الاصل مهدا لسلالات سومرية عريقة . حيث أتمنى ان تنتبه الجهات المختصة وتعتني بحراسة هذا الارث الجليل كي لاتحفر فيه معاول السُراق وضعاف النفوس .
متحف الناصرية ، تعرض في عدة فتراة الى عبث لاحضاري صنعته احداث وظروف مر بها البلد ، غير أن السيد مدير المتحف استطاع ان يحافظَ على الكثير من موجودات المتحف الثمينة ، وحفاظا عليها تم نقلها الى متحف بغداد الذي نفسه عانى في اسابيع السقوط الاولى من ثقافة الفرهود .
وهكذا ظلت قاعات المتحف الواسعة تعاني من الخواء والمعروضات المقلدة رغم ان المتحف رُمم قبل اشهر وعاد مرتبا ونظيفا ومستعدا لتحويل مرفقه الى معلم حضاري وتاريخي .
ورغم هذا لااحد اليوم يزور المتحف ليسأل عن حلم كوديا ، وكيف أسس أور ــ نمو سلالة أور الثالثة ؟ وهل حقا أن الاميرة شبعاد اسمها الحقيقي بو ــ آبي .؟
لاشيء الآن سوى موظفين قلائل وفصيل شرطة يحرسون سراب الازمنة والدموع الحزينة لمستر 5 % الذي بنى المتحف على اساس ادراكه ان سومر كانت ترتبط ببلاده ارمينا بعلاقات تجارية كبيرة حيث كان يجلب الحديد الاخشاب من مناجمها وغاباتها ، ففكر أن يعيد هذه العلاقات .
أيها السادة أن متحفا في مدينة يعني إن حضارة راقية تعيش فيها ، وتصوروا إن الناصرية ملكت متحفا قبل أن تملكهُ من مدن العراق ، وهناك دولا مستقلة لكن ليس فيها متاحف ، هذا يعني إن للمدينة تاريخا عظيما تستحقه لتملك منه هذا الصرح المهم ، ولإن متغيرات العصر أتت بمستجدات فكرية جديدة صارت فيها مراجعة التأريخ اهم الضرورات حيث العولمة التي تريد أن تحول الفلسفة الى غطرسة وتريد أن تمحو الهوية الحضارية للشعوب فمن الضروري ان نفسح المجال لاجيالنا الحاضرة والقادمة كي ترى التأريخ على حقيقته لكي يعلم أبناء الناصرية ( إن التأريخ بدء من سومر ) وإن زهز حضارة سومر كان في أور واوروك ولارسا ولكش واريدو ، ومدن أخرى .
لاجل هذا .. الأمنية هي السلاح الذي احارب به كي يعاد الى المتحف زهوة وكي تعود شبعاد مرة اخرى تعزف بقيثارتها لحنا جنوبياً يحمل عطر النخل والفرات وراحة البال ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادٌ و حادلة إسفلتْ
- صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية
- دمشق ..قبر النبي يحيى
- حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر
- المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
- المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
- المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4
- المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !


المزيد.....




- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً