أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نعيم عبد مهلهل - المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4














المزيد.....

المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


( إن المغرب من البلدان القليلة والذي كلما زرته أكثر كلما أحببته أكثر وربما يشعر المبدع بشئ من التقصير إذ إنه لم يمنح المغرب بعض سنوات عمره (إقامة ) في ربوعه بشئ ولو قليلا من فائض الحركة الثقافية وما تحمله من تعدد واختلاف واجتهاد إذ ان زيارات عابرة كزياراتي تظل ناقصة ))

عبد الرحمن مجيد الربيعي ــ كتابات مسمارية على جدارية مغربية
ــ 4 ــ
أستشهدت من كلام الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي ، من كتابه اعلاه فيما يمتلكه من مشاعر اتجاه بلد رائع كالمغرب لسبب أني والربيعي من مدينة واحدة ، ولأنه هجر المحلة التي كان يسكنها في الناصرية إلا إنني لازلت اعيش في ذات المحلة التي ظل اهله واجداده يعيشون فيها حد هذه اللحظة ، ومنها كانت للربيعي مناخات قص كثيرة .
لي أن اتصور مساء جميل من مساءات يوليو البحرية في المحمدية ، وفي مقهى المونليزا بالضبط ، أجلس ، أقرأ في هدوء مدينة وأشم في بيوتها رائحة الثقافة وبهارات السوق القديم الذي بناه البرتغاليون فيُرجع صدى للحظات صفاء ، يوصفها بوسريف بانها مكانا لخلق الذاكرة المبدعة لهذا اختارها سكنا وكذلك محمد بنيس وغيره من ادباء مغاربة ، وقيل لي أن الفرنسيين والاسبان أيضا يختارون هنا بقية عمرهم ، أذن الأمكنة المغربية هي امكنة فردوس للذين يريدون الابتعاد عن هوس العولمة وعوادم السيارات ، والمحمدية التي تتوسطها حديقة رائعة الجمال هي مثال لذلك .
في اجواء الثقافة يحاول المغاربة ان يظهروا نمطا من التفكير المتحضر ، وأكثرهم يحاول الاقتراب من وعي الحداثة في صناعة المنتج ، وفي هذا اليوم في المحمدية قدم لي أربعة من مبدعي المغرب كتبهم مع اهداءات حميمة ، المصطفى غزلاني وشعره الممتع بحداثة الجملة وكشوفات النهر الذي يعتقد غزلاني انه دائما يجرف الامنيات والاحقاد وديوانه ( أشياء اخرى ) ، محمد الصابر ، شاعر الصوت القوي والذي يخمش عتمته بأسى تساؤلاته الكونية في تلاوته الرائعة لالقاء القصيدة امامي في مقهى المونليزا اهداني بتواضعه الجم كتبه كلها ومنها كتبه الاثرية الجميلة ( وحدي أخمش العتمة ) ، ( زهرة البراري ) ،( ولع بالإرض ) فيما عاد ثانية انيس الرافعي ليهدني كتابا اخر من اسفار روحه وهو عبارة عن تعاقبات قصصية للسيد ريبخا والتي ينوه محمد المعتصم في مقدمته لهذه التجربة المهمة بقوله ( ان الشخصية المقترحة علينا في هذا العمل ليست إلا حالة انسانية انتجتها الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية الجديدة ) ..
أذن ثقافة المغرب الجديد هي نتاج المنعكس مما يحدث في هذا العالم ..ثقافة الصوت الجديد لمتغير عليه ان يمسك بجلباب الاثر والقديم التراثي لينتج لنا شيئا جديدا وليس في النتاجات المقدمة الي من ادباء مغاربة تجاوزوا العشرين إلا نتاجا حقيقيا لهذا المتغير برداءه الروحي والجسدي ، ففي ذات الجلسة اهداني الشاعر الملتحي بفراشات الشعر صلاح بوسريف ثلاث من كتبه وهي في جمعها جزء من تاريخ رجل سعى ابدا الى تحديث الكشف عن الشيء الجميل عبر الحفر بمعول القصيدة لكي يظهر جوهر المخفي الذي يقودنا الى النور ، فكانت ان وصلت قلبي تواقيعه على كتبه ( حامل المرآة ،نتوءات زرقاء ،شهوات العاشق ) ..
هذا غيض من فيض لثقافة أرادت ان تتميز رغم تحديات الغرب القادم بعولمة الجينز والبواخر وفرق الموسيقى وطائرات الاثرياء حيث عشت لحظة أن يترك رجل ثري ورئيس سابق للوزراء في ايطاليا مثل برلسكوني جو روما الممتع ليحتفل بعيد ميلاد ابنته في حر مراكش الذي لايرحم ) ..واعود لأُوعزسبب ذلك الى ماذكرته الشاعرة فاتحة مرشيد في واحدة من اجمل مقاطع كتابها الشعري ( تعال نمطر ) قولها :
سأشرب نخب العاصفة
علني
اقضي نحبي
بجرعة حب
زائدة ..........)
اذن هم ياتون للمغرب من كل الاقاصي والمشارب من اجل جرعة حب زائدة لايجودنها في بلادهم ...
أنها بلاد صنعت ميتافزيقيا حلوة لثقافتها ، ولأني لم اجد متسعا لاضع تحت خيمتي الاسماء كلها إلا انني لازلت امتلك صدى كلمات المثقف المغربي الرائد محمد كنون وهو يجهد في قاهرة المعز ليري العالم من خلال منابر مصر صوت المغرب العربي وثقافته التي لم تستطع ان تجهز عليها ثقافة الاسبانيول والرحالة الفرنسة وقسوة الخنجر البرتغالي ، لقد قال كنون ، ان روح التراث هي من ظلت تصنع مخطوطة الثراء والابداع العربي عبر الالتصاق بالموروث وان المغرب تعتبر خير حافظ للثقافة العربية الاندلسية التي فرطت بمجدها ووجودها في زمن اخر الملوك البائسين عبد الله الصغير الذي اختار المغرب سكنا ومهجرا ومنفى لعمره المتبقي ، ويرى كنون إن هناك الكثير من الذين صنعوا لثقافة البلاد هويتها الوطنية والانسانية مدركين ان بلادا كالمغرب هي مؤى للحداثة والقديم فهذا يعني تمازجا لروح العصور كلها في عصر واحد وان العولمة والموسيقى فرانكفون وكونليانية الافكار المستحدثة حتى في طروحات الفلسفية لن تحاول ابدا ان تخلق نمطا مغايرا لحداثة المغرب وخصوصيته ضمن اطار المشهد الجديد للكلمة بشبابها وشيخوختها .وربما في تعبير الشاعر احمد بلبداوي في ديوانه ( تفاعيل كانت تسهر تحت الخنصر ) خير دليل على بقاء وقوة الرؤيا والتمازج وبقاء يد المبدع المغربي هي يد لتدوين الحب واساطير الضوء:
(( في راحتها لما يفترقون ، يدي تشهد أن قناديل الشارع
كانت حينئذٍ تمسح أيديها في أوراق السوسن
لتنشفها من أسرار الضوء
تلك يدي مازالت ممدودة
لاأسدلها إلا لأدلك صدق نواياي ))

أذن في بلاد متعة الشعر فيها وردة يعود صدى رينيه شار يعلل كل هذا بروح صفة دافئة لمكان شرقي ( مغرب ، هي الشمس ، شباك البحر لن يصاب بالدوار ابدا ، والوردة ستلبس نشوة الحرير )...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
- والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
- المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ
- سقراط وغبار أجفانكِ
- وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش
- موسم الهجرة إلى الموت
- حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية
- دهشة ولها قدمين


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نعيم عبد مهلهل - المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4