أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية














المزيد.....

صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


قبل اسابيع نشر السيد علاء الزيدي في صحيفة البينة الجديدة مقالة جميلة عن الشاعر العراقي المغترب الدكتور صلاح نيازي . تحدث فيها الزيدي عن جانب مضئ من جوانب ابداع نيازي وتعلقه بمدينته الناصرية والواقعة في الجنوب العراقي 15 كم جنوب شرق مدينة اور السومرية . عبر ارشفة ما كان يحدث في خمسينيات وبدء ستينيات القرن الماضي ..وتمنى الكاتب في بطانة المقال الجميل أن تستذكر الناصرية مدينة الشاعر هذا الرمز الادبي الجليل بإبداعة وحسه المُرهف وقد زحفت عليه شيخوخة الزمن والغربة التي فارق بها العراق منذ ستينات القرن الماضي .
استذكرت مع المقال جلسة لي مع صلاح نيازي في نيسان هذا العام حين التقيته وجمع من مثقفي الناصرية على طاولة حديث تمنيت بها من الباحث رشيد الخيون ان تتم وتمت على هامش ملتقى الثقافة العراقية في اربيل2006 حيث التقت ثقافة الخارج بالداخل وحدثت المواددة ونلاقي الاجيال على خير والفة واعجاب متبادل واعتقد اننا في هذا اللقاء اسقطنا الحذر المفتعل في علاقة الثقافتين وشعرنا انها واحدة مهما طالت الازمنة وتفرقت الامكنة .
بدى صلاح نيازي في هذا اللقاء اليفا وودودا بسعادة ان تلتقي اجيالا من مدينته ماكان يوما ما يفكر لقياءها بهكذا سعة وانشراح . اجيال هي امتداد لوعي من كانوا في حافلة التاسيس ، ولهذا انفرجت اساريره كثيرا واستعاد معنا ذكريات مدينة ، من بيت الطفولة الى ساحة المدرسة وثكنة الجيش الى لحظة تخليصه من غرفة الاعتقال بواسطة احدهم ثم ولوجه للمنفى البعيد ليفترق عن العراق اكثر من اربعين عاما .
طوال هذا الزمن الشاسع مثل مياه الاهوار وهي تمد اذرع الماء على مساحات سلالات سومر ، عاش صلاح نيازي يكتب ويؤلف وينسج اثواب القصيدة على مقاسات شفافية روحه . حصل على الدكتوراه وتخصص في الادب ليكون ذاكرة يحيي بها وعي الحضارة والمكان الذي ينتمي اليه . وكانت كتبه الشعرية تمثل في كل رؤاها ارهاصات تتشوق لقراءة ما كان هناك في امكنة السحر والموسيقى واناشيد النخل لتصبح الناصرية هاجسا يعبر من خلاله الى كل شيء يريد قوله . وعدا امكنة السحر هذه مارس صلاح نيازي انماطا اخرى من الكتابات النقدية والبحثية والدراسات والترجمة ، وكانت له رؤى رائعة في قراءة الملحمة السومرية وقراءة مستويات الفكرة الجلجامشية ، ثم انه عرب يولسيس ببراعة وهي الملحمة الصعبة في فقه لغتها ومستويات سردها التي كتبها الايرلندي جيمس جويس ليتلحق بعرب مبدعين ارادوا كشف روح هذا العمل الفذ المكتوب في اوائل القرن العشرين منهم جبرا ابراهيم جبرا والدكتور لويس عوض ، فكانت ان حملت مدينة الناصرية شرف ان يكون واحد من ابنائها من معربي هذه الرواية الفذة . التي قيل عنها انها مفتاح لذاكرة قرن وبناؤها لم يتكرر في رواية حد هذه اللحظة .
هذا الرجل السومري . الذي يكاد يمسك سبيعينيات عمره أو مسكها ربما . لازال يشعل بحنين غربته للقاء مدينته ، وربما على المدينة أن تسعى لتستضيف هذا الرمز الادبي زمنا يطل فيها من خلال ندوات واماسي ليتحدث عن تجربة عميقة ومنتجة وغنية وحتما ستكون فائدتها عظيمة لاجيال اليوم من ابناء المدينة . فالرجل يمتلك تجربة غنية فيها الكثير من العبر والمحطات ومكامن الابداع الذي نحتاج اليه لنعرف كيف كان الانسان السومري الذي قبلنا يصنع حياته ليكون ابدا وللانسانية كلها شمعة تضاء مادام هو ونحن سليلي المكان الذي صنع الحرف الاول في لغة التدوين بعدما كانت الاشارة والصراخ المبهم يهيمن على صوت كل التجمعات البشرية التي كانت موجودة حينذاك فوق الارض .
واعتقد ان رمزا مبدعا ومعروفا مثل صلاح نيازي سيكون الدعوة الى تكريمه في مدينته منطلقا لاحياء فكرة تكريم المبدعين الرواد من ابناء الناصرية ، وان يعاد ترميم النصب الذي تم انجازه تكريما لهم وهو عبارة عن تمثال للمشرع السومري العظيم اور نمو ، وتحت قاعدته دونت اسماء تلك النجوم التي اضاءت سماء المدينة بمختلف الابداعات الرائعة في الشعر والقصة والارسم والغناء ، واعتقد انه اهمل الان اذا لم يكن قد تهدم ونسى الناس الشارع الذي فيه انه كان يسمى شارع المبدعين . دعوة لاحياء النصب وشارعه وان يضاف اليه اسماء من كان في ذلك الزمن اضافتهم من الممنوعات ومنهم صلاح نيازي . تكريما لروحة الاليفة والمرحة والطيبة والمبدعة .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق ..قبر النبي يحيى
- حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر
- المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
- المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
- المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4
- المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
- والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
- المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية