أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - ذاكرة الأعياد














المزيد.....

ذاكرة الأعياد


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 16:55
المحور: سيرة ذاتية
    


من ابهج ذكرياتى أنا الصبى الصغير فى عيد الأضحى ليست فقط مايتعلق بالملابس الجديدة فغالباً ماكانت ملابس عيد الفطر تظل جديدة وبهيجة وصالحة لأن تكون هى ذاتها ملابس عيد الأضحى إذ كانت تحفظ بمجرد أن ينتهى عيد الفطر فى دواليبنا نحن أبناء الطبقات التى كانت تقف عند حدود الستر بحيث لاتتخطاها إلى ماهو أعلى أو تغادرها إلى ماهو أدنى وهكذا كنا نلبس ملابس عيد الفطر فى عيد الأضحى إلا إذا تغيرت الفصول مابين العيدين بمعنى أن يأتى عيد الفطر فى أجواء شتوية تقتضى ملابس صوفية وأن يأتى عيد الأضحى فى أجواء صيفية أو ربيعية تقتضى ملابس قطنية خفيفة والعكس صحيح وهنا يكون أمر أولياء أمورنا لله ..
كنت أحياناً اظهر تبرمى من عدم شراء ملابس جديدة لعيد الأضحى على أساس أن ملابس عيد الفطر قد أصبحت قديمة فيجيبنى أبى بمقولته الشهيرة التى أهدته حيلته الواسعة إليها كلما ألححت فى طلب الملابس الجديدة لعيد الأضحى
- العيد ده عيد لحمه
كان يقولها على نحو حاسم أدرك معه أنه لا جدوى للمزيد من الإلحاح ووجع الدماغ ..
البهجة الحقيقة بالنسبة لى كانت تكمن فى الإنطلاق صباحا إلى شارع العصارة (على طريق المحكمة الذى يربط بين المساكن الشعبية بإمبابة وبين سيدى إسماعيل الإمبابي) وذلك لنستأجر الدراجات (اللارى) الجديدة المزركشة عجلاتها بشرائط الكوريشة الورقية الزاهية الألوان فى تجاور الأحمر الفوشيا مع الأحمر الواضح بالبرتقالى فالأخضر الزراعى فالأصفر فالأزرق فى العجلات ثم نفس الألوان فى الشرائط البلاستيكية (الاستيكرز) الملفوفة على الهيكل وكذلك المقود الذى كانت تتدلى من طرفيه حزمتان من نفس الشرائط البلاستيكية البلاستيكية الملونة ..
، وكانت قيمة استئجار الدراجة لمدة ساعة كاملة بخمسة قروش تكفى لإشباع الرغبة فى الاستمتاع بركوب الدراجة والمرور والدوران به تحت المسكن لتقف الأمهات والآباء فى البلكونات والنوافذ ليشاهدن بهجة الأبناء فى صباح العيد ، كانت لحظة انتصار أن أمسك مقود الدراجة بيد واحدة لألوح باليد الأخرى لمن يقف بنافذة مسكننا أو بلكونته سواء كانت أمى أو أبى أو شقيقاتى ، أو من يقف فى نافذته أو بلكونته من جيراننا ..
أما ختام هذا الصباح فكان ينتهى قبل العودة لتناول شطائر الرقاق المحشو بلحم العيد بالذهاب إلى مصوراتى الصور المائية التى لاتعرفها الأجيال الحالية ، وهو مصور لايمتلك ستوديو تصوير أو كاميرا بمعناه الكلاسيكى المتعارف عليه بل كان يقف بجوار جدار ما أو تحت شجرة ما بعلبة خشبية تنتصب على الأرض عبر ثلاثة سيقان خشبية كحوامل لذلك الصندوق الخشبي الأقرب للعلبة التى تتوسطها من الأمام عين زجاجية لايفتح غطائها إلا فى لحظة إلتقاط الصورة بالمواجهة لرأس من يقف أمامها وتتدلى من الجهة الخلفية للعلبة حيث يقف المصوراتى كيس من القماش الأسود مثبت على الأضلاع الأربع الخلفية للعلبة الخشبية فيشكل كل امتدادها الخلفى الذى كان يبدو على هيئة كم جلباب أسود كبير .
مصوراتى الصورة المائية الذى كنت أذهب أنا واقرانى إليه قرب حلول ظهيرة يوم العيد كان يقف عند جدار قسم شرطة إمبابة المواجه لطريق الأتوبيسات والتروللى باص المنطلق من وإلى محطة إمبابة ..
كان هذا المصوراتى يقف خلف العلبة الخشبية ذات العين الزجاجية التى لاتفتح إلا لحظة إلتقاط الصورة بعد (واحد اثنين ثلاثة) حيث تختفى يده اليمنى فى الكم القماشي المعتم ويمسك باليد اليسرى الإطار المتحكم بالعدسة المثبتة فى العلبة الخشبية أو عينها الزجاجية كما كنت أراها ، ويعد من واحد لثلاثة فيلتقط لنا الصورة التى غالباً ماكانت لاتسمح بأكثر من ثلاثة واقفين متجاورين بالإلتصاق
كانت الصورة تلتقط ثم تخرج فى الحال بطراوتها الناجمة عن انغماس الكارت الخام فى سائل التحميض داخل الدرج المخصص له فى العلبة الخشبية ..
أما فترة مابعد الغذاء فكانت هى فترة تغيير ملابس العيد بالبيچامات الجديدة للننطلق فى الأرض البراح للعب بالكرة الكاوتش الجديدة التى اشتراها لنا الأهل ليلة العيد ، لنتتهى إلى المساء الذى نخرج فيه مع الأسرة لقضاء سهرة العيد إماعلى شاطئ النيل أو فى إحدى سينمات وسط البلد ، وهكذا كان أول يوم العيد ..
أما فى الأيام التالية فكنت انطلق أنا وأترابى من أبناء مساكن إمبابة الشعبية عابرين كوبرى إمبابة سيراً على الأقدام إلى حدائق روض الفرج الجميلة ثم نعرج على سينما روض الفرج ..
أو نتشعبط على السلالم المزدحمة للتروللى باص المتجه إلى حديقة حيوانات الجيزة أو سلالم الباص المتجه بالقرب من سينما الكورسال أو سينما على بابا وأحياناً نتجه سيراً إلى سينما الكيت كات لنشاهد الفيلم العربيان الذى كان لابد أن أحدهما لفريد شوقى مع محمود المليجى ومعهما الفيلم الأجنبى فى بروجرام واحد ..
أكثر ماكان يغضب أمى هو أن نمارس طقسنا المعتاد فى الأعياد عندما كنا نعرج إلى عماد الدين بعد الخروج من السينما لندخل محل كشرى جحا لنتناول أطباق الكشرى التى كنا نطلب المزيد من البصل المقلي (الوردى) عليها ..
كانت أمى تتغضب لأننى تركت طبيخها العامر بقطع اللحم وتناولت وجبة الكشرى مع أصحابي ، وأن هذا سيسد شهيتى عن تناول منابي الذى أبقته لى حتى أعود من فسحتي ..
كل عام وكل الأمبابيين وكل المصريين وكل الإنسانية النبيلة الغايات بسعادة وبهجة وسلام .



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما كديوان عصرى للحياة الإنسانية
- منشور مطلبى
- ماذا يريد الفيسبوك ؟
- جمجمة مصرية بحجم الكبرياء !!!
- خطوة سعودية جديدة
- حرب تحت سطح الحرب
- مؤسسات الهيمنة ووظائفها في (رقعة الشطرنج الكبرى)
- مصير الأمم المتحدة
- القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله
- نظرية الهووم وورك
- تأملات سينمائية
- الخط الساخن وماادراك
- الرجل الأبيض الهوليودي
- روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة
- النازية لم تولد من فراغ
- فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
- حكاية لها طعم لايغادر ..
- عبد الفتاح حمد .. ذلك الفلاح الفيلسوف ..
- القطار ..
- دين عظيم ..


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - ذاكرة الأعياد