أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله














المزيد.....

القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 00:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المجد لروح المستشار حكيم منير صليب .. القاضي الذي سجل اسمه بحروف لاتمحي في ضمير الشعب المصري ..
انتدبه النظام الحاكم في قضية انتفاضة 18 ، 19 يناير 1977 ليحاكم الشعب ويجرم انتفاضته .. فإذ به يحاكم النظام ويسجل أبلغ أدانة تاريخية لسياساته من على منصة القضاء ويعلن في شجاعة وجسارة وضمير حي أن سياسات النظام هي مبرر إندلاع الإنتفاضة ويقدم في حيثيات حكمه واحدة من أرفع أدبيات القضاء المصري ..
أقتطع من نصها فقرات في غاية العمق والدراسة والدقة في التعبير عما كانت عليه الحالة الشعبية المصرية في 18 ، 19 يناير 1977
ودوافع الخروج الشعبي العظيم إلى شوارع مصر وميادينها احتجاجاً على السياسات الإقتصادية وآثارها الإجتماعية على المصريين ومن ثم اندلاع انتفاضة يناير المجيدة ..
يقول المستشار الجليل حكيم منير صليب في حيثيات الحكم ببرائة المتهمين الذين قدمهم النظام لمحاكمة الإنتفاضة الشعبية
( ... ولكن المحكمة وهى تتصدى لتلك الأحداث بالبحث والاستقصاء لعلها أن تستكشف عللها وحقيقة أمرها لابد أن تذكر ابتداء أن هناك معاناة اقتصادية كانت تأخذ بخناق الأمة المصرية فى ذلك الحين وكانت هذه المعاناة تمتد لتشمل مجمل نواحى الحياة والضروريات الأساسية للإنسان المصرى، فقد كان المصريون يلاقون العنت وهم يحاولون الحصول على طعامهم وشرابهم ويجابهون الصعاب وهم يواجهون صعودا مستمرا فى الأسعار مع ثبات مقدار الدخول )
وكما لو أن حكيم منير صليب الذي تسلح بالموضوعية والبحث العلمي المتجرد من دوافع السلطة وضغوطاتها قد شمر عن همته الإنسانية النبيلة وأمسك بمشرط الجراحة ليقوم بتحليل الواقع والظروف والدوافع التي جعلت المصريين ينفجرون على هذا النحو الرهيب ويخرجون إلى الشوارع والميادين ليقع هذا الحادث الضخم الجلل فيخرج على الجميع ممسكاً بالحقيقة لابغيرها وأياً كانت حسابات ذهب المعز أو سيفه ليسجل للتاريخ ماهو آت :
( .. ، وسط هذه المعاناة كان يطرق أسماع المصريين أقوال المسؤولين والسياسيين من رجال الحكومة فى ذلك الوقت تبشرهم بإقبال الرخاء وتعرض عليهم الحلول الجذرية التى سوف تنهى أزماتهم وتزين لهم الحياة الرغدة الميسرة المقبلة عليهم، وبينما أولاد هذا الشعب غارقون فى بحار الأمل التى تبثها فيهم أجهزة الإعلام صباح مساء إذ بهم وعلى حين غرة يفاجأون بقرارات تصدرها الحكومة ترفع بها أسعار عديد من السلع الأساسية التى تمس حياتهم وأقواتهم اليومية، هكذا دون إعداد أو تمهيد، فأى انفعال زلزل قلوب هؤلاء وأى تناقص رهيب فى الآمال وقد بثت فى قلوبهم قبل تلك القرارات وبين الإحباط الذى أصاب صدورهم ومن أين لجل هذا الشعب ومعظمهم محدود الدخل أن يوائموا بين دخول ثابتة وبين أسعار أصيبت بالجنون، وإذا بفجوة هائلة تمزق قلوب المصريين ونفوسهم بين الآمال المنهارة والواقع المرير، وكان لهذا الانفعال وذلك التمزق أن يجدا لهما متنفسا، وإذا بالأعداد الهائلة من هذا الشعب تخرج مندفعة إلى الطرقات والميادين وكان هذا الخروج توافقيا وتلقائيا محضا، وإذا بهذه الجموع تتلاحم هادرة زاحفة معلنة سخطها وغضبها على تلك القرارات التى وأدت الرجاء وحطمت الآمال ..)
ثم يصل في الفقرة التالية إلى صلب الحقيقة التي وصل إليها ضمير القاضي الشجاع النزيه ليخلص إلى جوهر الحكم في العبارة القضائية التي انصفت المصريين وحولت الحكم التاريخي إلى حكم بالإدانة للنظام السياسي الحاكم :
( ... والذى لا شك فيه وتؤمن به المحكمة ويطمئن إليه ضميرها ووجدانها أن تلك الأحداث الجسام التى وقعت يومى 18 و19 يناير 1977 كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار فهى متصلة بتلك القرارات اتصال المعلول بالعلة والنتيجة بالأسباب ..)
هكذا هى القامات التي تدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتستقر في وجدان الأمة المصرية ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الهووم وورك
- تأملات سينمائية
- الخط الساخن وماادراك
- الرجل الأبيض الهوليودي
- روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة
- النازية لم تولد من فراغ
- فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
- حكاية لها طعم لايغادر ..
- عبد الفتاح حمد .. ذلك الفلاح الفيلسوف ..
- القطار ..
- دين عظيم ..
- قصور كبير
- عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..
- أين ذهبت المسئولية وفي أي دهليز تتسكع
- تشوهات مزمنة تفضحها الرائحة
- التعامل مع إيران بمنطق مصالح شعوب المنطقة لابمنطق الغرب الإس ...
- علي هامش وثيقة ملكية الدولة
- إنه واجب دولة
- قبل أن تشتعل -التريندات-
- علي هامش الحكايات


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله