أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - خطوة سعودية جديدة















المزيد.....

خطوة سعودية جديدة


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ يومين فقط تم الإعلان رسمياً عن انضمام المملكة السعودية بصفة شريك الحوار تمهيداً للحصول على العضوية الكاملة لمنظمة شنغهاى (للأمن والتعاون) تلك المنظمة التي تضم أربعة دول نووية منها دولتبن عظمتين هما الصين وروسيا ، بالإضافة لتضمن عضويتها لثلاث هى دول الهند وباكستان وإيران ، وهذه الدول الثلاث تعتبر على نحو متفاوت قوى إقليمية كبرى سواء من حيث الحجم أوالتموضع الجيوسياسي أو في تأثيراتها المتنوعة في محيطها الاقليمي وفي العالم الأوراسي وامتدادته .
، هذا بالإضافة لأن عدد سكان الدول اعضاء هذه المنظمة مجتمعة يمثل أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية وهذا ثقل بشرى دولي كبير إذا ماذهب من حيث الفعالية الجيوسياسية والإقتصادية في التأثير في المجتمع الدولى فأنه كفيل بنقل مركز الثقل الدولى من الجانب الأطلسي إلى الشرق حيث يمكن أن يشكل العالم الأوراسي ملامح النظام العالمي الذي هو الان قيد التشكل كعالم بديل لعالم الهيمنة الأطلسية ..
هذا الانضمام السعودي المبدئى والذي يأتي كتطور لايمكن تجاوزه وعدم الوقوف عنده بالدراسة والتحليل قد اعقب بأيام معدودات تطوراً هاماً هو الإعلان عن الاتفاق الثلاثي الصيني السعودي الإيراني ، والذي جاء على نحو يمثل ليس فقط نقلة نوعية ذات حجم هائل في المواقف السياسية للسعودية مقارنة بتموضعها منذ تأسيسهل وحتى بدايات العقد الثاني من القرن الحالي في خدمة استراتيجيات الهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم لدرجة القيام بأدوار وظيفية طوال القرن الماضي ادت إلى انقاذ الهيمنة الامريكية عقب خروجها من فيتنام بعقد صفقة البترودولار التي ابقت وقتها الدولار الامريكي سيداً على عملات العالم ومهيمناً على اقتصادياته رغم سحب غطائه الذهبي فيماعرف ب(صدمة نيكسون) ، وذلك عبر ابرام الاتفاق بضخ كافة تدفقات العوائد النفطية لمنظمة أوبك للبنوك الامريكية بحيث يصبح النفط بديلاً للذهب كغطاء للدولار ، وهذا اخطر دور قامت به المملكة السعودية في تكريس الهيمنة الأمريكية بالإضافة لدورها في التمويل والدعم لحركات الاسلام السياسي والذي تواكب مع دورها في إشعال حرب افغانستان والتنفيذ اللوجستي لكافة المخططات التي كانت تشرف عليها المخابرات المركزية الأمريكية في هذا الوقت ..
إذن فقد جرت في أمور واصبحت هناك نخبة حاكمة جديدة داخل المملكة واكبت صعود شباب الأسر الحاكمة في دول الخليج العربي ، ولاينبغي هنا الاندفاع والقفز في القول بأن هناك تغييراً في البني الاجتماعية قد احدث تغييراً سياساً جذرياً في المملكة ودول الخليج ، بل الاقرب للتصور أن هذه المتغيرات هي تعبير عن الرؤى البرجماتية البحتة لهذه النخب الخليجية الجديدة وذلك للحفاظ على العروش ومن ثم الدول تتضمن إحداثيات جديدة وتحديث للبنى الفوقية السياسية (يحافط على نفس المصالح والأوضاع الإجتماعية لنفس الأسر الحاكمة) وفي نفس الوقت إدخال تحديثات على البنى الاقتصادية تتيح توظيف أحدث للفائض الناجم عن العوائد النفطية في بناء اقتصادات تنوع الموارد وتبعد بها عن الانحسار في قطاع الطاقة فقط في عالم يشهد تراجع الهيمنة الأمريكية وفي ظل حقيقة أن مظلة الولايات المتحدة الأمريكية والناتو لاتحمي من التهديدات الجدية (فهي لم تحمي الاجواء السعودية ولابوارج النفط الخليجية من الصواريخ والهجمات سواء كانت إيرانية أو غير ذلك) في حين أن العالم اصبح اشد اضطراباً وموازين القوى تتبدل ولابد من سياسات جديدة تحفظ للعروش وبالتالي للدول والإمارات الخليجية أمنها ومصالحها على نحو مغاير للنحو التقليدي الذي كان يضع بيض السياسات الخليجية في سلة واحدة هي السلة الأمريكية ..
إذن انضمام المملكة السعودية المزمع لمنظمة شنغهاي للأمن والتعاون وهو التجمع الدولي الذي يعتبره البعض من المتابعين للشأن الدولي أنه التحالف المناوئ لحلف الناتو يشكل حدثاً جيوسياسياً في غاية الأهمية .
، وتحركات المملكة السعودية الأخيرة من الناحية الجيوسياسية ستكون لها آثارها الهائلة وستغير توازنات وحسابات جيوسياسية كثيرة سواء كان ذلك في منطقة الشرق الأوسط (من حيث العلاقات مع إيران وسوريا ولبنان واحتمال تسوية الاوضاع في اليمن كنتيجة للاتفاق مع إيران) وماسيترتب على هذا من تغير اوزان بعض القوى في المنطقة (والذي لن يكون في صالح اسرائيل التي ستتأثر كثيراً بالتفاهمات الإيرانية السعودية)وخاصة أن العلاقات بين أكبر قوتين شرق اوسطتين حالياً - إذا ماتم انفاذ الاتفاق الذي تم برعاية واشراف صيني معلن ستكون محكومة مستقبلاً بإطارات التعامل داخل منظمة شنغهاي للأمن والتعاون (وإن كانت هذه الخطوة السعودية وماسبقها تشكل مغامرة كبرى للنخب الخليجية الحاكمة الجديدة في مواجهة انصار السياسات الخليجية التقليدية)
، وهذا الاتفاق وماتلاه من خطوة قرار المملكة السعودية الشروع في الانضمام لمنظمة شنغهاي (علاوة على كونها المرشح الأول لإعلان عضويتها بتجمع البريكس خلال هذا العام) فكل هذا يعني أن العملاق الصيني الذي خرج من عزلته في بدايات هذا القرن عبر طرحه لمبادرة الطريق والحزام قد بات أكثر قدرة على المبادرة الدولية واصبح أول المرشحين لوضع أسس العالم الجديد الذي سينبثق عن انقاض العالم الذي كان يحكمه ويهيمن عليه قطب دولي واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن هناك اتباط وتلاق وربما تكامل بين مبادرة الحزام والطريق وبين فكرة استنهاض العالم الأوراسي التي تتبناها روسيا وتتحلق حولها دول آسيا الوسطى ويمتد تأثيرها في عمق تركيا عضو حلف الناتو التي اصبحت عضويتها للناتو مثيرة للأشكاليات ، لدرجة أن وجودها قد اصبح أحد بذور انبات التصدع داخل الناتو لدرجة أنه لأول مرة في تاريخ الناتو توجد دولة تعلن عدم التزامها بقرارات الحلف وهو ماتأكد عملياً حتي الآن في الموقف التركي من العلاقات مع روسيا وكذلك اعلان رئيسها صراحة في أواخر مارس الحالي بأنه لن يسمح للغرب بأن بجر تركيا للحرب الأوكرانية ..
إذن العملاق الصيني من أقصى الشرق الأوراسي ربما ينجح بمبادرة الحزام والطريق في الصعود بالأفكار الأوراسية التي تتبناها روسيا التي تتموضع بثقل في العمق الغربي لآسيا ولايمكن فصلها عن العمق الشرقي لأوربا ضف إلي ذلك تلك القوى الإقليمية التي تلعب بدورها أدوراً شديدة التأثير في آسيا كالهند وباكستان وإيران والسعودية وتركيا وكلها دول متحفزة للعب دور في بناء العالم الأوراسي المرشح لأن يكون هو مركز الثقل الرئيسي في العالم الجديد ، والمخطط الأكبر للنظام العالمي الجديد ..
صحيح ان العالم يمر بفترة اضطراب شديد كما نراه منذ استحكام أزمة المركز الرأسمالي الذي تجلت ذروتها في 2008 ثم دخول العالم مرحلة كرونا وانكشاف الرأسماليات الغربية أمام الوباء فإشتعال الحرب الاوكرانية كملاذ أخير للتشبس بهيمنة زعيمة العالم الأورأطلسي على العالم في مواجهة القوى الأوراسية الصاعدة التي تريد تعديل موازين القوى ودخول مرحلة انتهاء هيمنة القطب الواحد بموازين قوى دولية جديدة يبحث فيها الكل عن موضع قدم تتوازن مع مصالحه الحيوسياسية ورؤيته للنظام الدولي الجديد ..
وبالطبع فالسؤال الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا في مصر الآن هو أين نحن من هذا ، وهل أضعنا فرص التأهل ليكون لنا موضع قدم يناسب طموحات
الشعب المصري في العالم الجديد الذي اصبح على بعد مرمى حجر زمني في التشكل ؟
ان ماامتلكه الإن فقط هو السؤال ، أوربما كان هذا سؤال تحمل إجاباته ضرورة تصحيح الأوضاع الداخلية ومعالجة التراجع الأقليمي والدولي التي اصبحت تشكل أهم سمات هذه المرحلة الصعبة في تاريخنا الوطني ، والتي تدلل عليها شواهد كثيرة متعينة أمام بصائرنا .



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب تحت سطح الحرب
- مؤسسات الهيمنة ووظائفها في (رقعة الشطرنج الكبرى)
- مصير الأمم المتحدة
- القاضي الذي حاكم نظاماً بأكمله
- نظرية الهووم وورك
- تأملات سينمائية
- الخط الساخن وماادراك
- الرجل الأبيض الهوليودي
- روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة
- النازية لم تولد من فراغ
- فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
- حكاية لها طعم لايغادر ..
- عبد الفتاح حمد .. ذلك الفلاح الفيلسوف ..
- القطار ..
- دين عظيم ..
- قصور كبير
- عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..
- أين ذهبت المسئولية وفي أي دهليز تتسكع
- تشوهات مزمنة تفضحها الرائحة
- التعامل مع إيران بمنطق مصالح شعوب المنطقة لابمنطق الغرب الإس ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - خطوة سعودية جديدة