أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر عباس - حيرة الدراما العراقية في مسلسل حيرة !














المزيد.....

حيرة الدراما العراقية في مسلسل حيرة !


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


بداية لابد من الاعتراف باني لست ممن ينتمي لجماعات الوسط الفني لا من قريب ولا من بعيد ، كما وينبغي الإقرار باني لست متخصصا"في مجال النقد الفني وتحليل الأعمال الدرامية المتواترة الظهور على الشاشات الكبيرة (السينما) والصغيرة (التلفزيون) ، حتى أسمح لنفسي بالتعرض لما أسميه (حيرة) الدراما العراقية و(تخبطها) في اختيار النصوص التمثيلية وتعيين الأشخاص القادرين على تجسيد أدوارها . ولكني كمشاهد ابتلي بأن يعيش ضمن أجواء الخراب والدمار التي استشرت مظاهرها ، ليس فقط في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع العلوم فحسب ، وإنما في ميادين الفكر والثقافة والفن والتعليم كذلك . وهو الأمر الذي يجيز لي التعبير عن آرائي الخاصة والإفصاح عن انطباعاتي الشخصية حيال ما تقدمه الدراما العراقية حاليا"من أعمال فنية (مسلسلات) على مدار الأسبوع .
ولعل من جملة المآخذ التي يمكننا تسجيلها ضد القائمين على إنتاج وإخراج مثل هذه المسلسلات ، هو اعتقادهم المضلل بأن المضامين التي تحملها والقيم التي تشيعها والرسائل التي تبعثها تلك الأعمال ، تواكب وتحايث ما طرأ على الواقع العراقي من حراك اجتماعي وانزياح قيمي وتحول حضاري ، فضلا"عن تصورهم السطحي أن تلك الأعمال الغثة التي تستهلك كل ما جناه الفن العراقي من رصيد تاريخي ، تحاكي في مستواها الفني ومعالجاتها الاجتماعية ما تصدره الدراما العربية والأجنبية من أفلام ومسلسلات ، دون أن يصار الى أخذهم بالاعتبار حجم وطبيعة الاختلافات والتباينات الموجودة على صعيد السياقات الاجتماعية والثقافية والنفسية والحضارية . الأمر الذي وسم تلك المسلسلات بطابع الرتابة في الأداء والاصطناع في الحوار والتلفيق في الحبكة .
وهنا لا أتحدث عن فيض المسلسلات العربية والأجنبية – بغثها وسمينها - التي أضحت رفيق دائم للمشاهد العراق رغما"عن أنفه ، بقدر ما أتحدث عن المسلسلات العراقية التي تعرض حاليا"على شاشة التلفزيون ، وتحديدا"مسلسل (حيرة) الذي حيرنا معه وضيعنا في متاهاته ، بعد أن فقد بوصلة الاتجاه الذي يقصده وأضاع مضمون الرسالة التي يحملها . بحيث لم يظهر تميزا"فنيا"يليق بالدراما العراقية أيام مجدها الغابر على مستوى الإخراج والتمثيل فحسب ، وإنما فشل فشلا"ذريعا"في ضمان معقولية نسبية لتسلسل أحداثه المفبركة ، أو في إيجاد رابطة منطقية لتتابع مواضيعه المفككة . وهو الأمر الذي بدا وكأن المخرج لم يجد أمامه للتخلص من الاحراجات التي أوقع نفسه فيها ، سوى الهرب الى الأمام باللجوء الى مطّ الحلقات وزيادة أعدادها من جهة ، وافتعال الحوارات العقيمة والمناكفات السمجة بين (ممثلين) بدت على أغلبهم الرتابة في الأداء والاصطناع في التعبير من جهة أخرى . هذا بدلا"من أن يسعى جاهدا"لتلافي الكثير من العيوب الفنية والأخطاء الأدائية ، ومن ثم إيجاد نهاية مشرفة لمسلسل وسم بأعراض فقدان اللون والطعم والرائحة ! .
ولعل هناك من يحاول إيجاد الأعذار والمبررات لمثل هذا الإخفاق بالإشارة الى كون المسلسل المعني (حيرة) مأخوذ عن مسلسل (تركي) سابق ، بحيث ان العيوب والسقطات التي يعانيها المسلسل هي من نتاج (الأصل التركي) وليست وليدة (الانتحال العراقي) . وهنا الطامة الكبرى كما يقال : فعلى فرض ان مصادر الأخطاء والهنات المؤشرة في المسلسل المذكور ، هي من تبعات الدراما التركية التي نادرا"ما تهتم بالقضايا ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأخلاقي ، بقدر ما تحفل بأمور الرومانسيات والمغامرات والمافيات التي يبدو أنها تتوافق مع تقاليدهم الاجتماعية وعاداتهم الثقافية . إذن فما الداعي لاقتباس مثل تلك الأعمال السطحية في معالجاتها والاختزالية في منظوراتها ، ومن ثم محاولة إلباسها لبوس (عراقي) فضفاض لإقحامها قسرا"ضمن أنشطة وفعاليات الدراما العراقية ، بغية حملها على طرح مسائل ليست من صميم واقعنا ، أو على أقل تقدير لا تحتل الأولويات في سلم اهتماماتنا في الوقت الحاضر . فهل يا ترى جف نسخ الدراما العراقية من الإبداع بحيث أضحى (الاقتباس) و(الاستيراد) من مصادر خارجية (عربية وتركية) ، هما السبيل الأنجع لإشاعة الانطباع بأن ينابيع الفن العراقي لا زالت بخير ؟!
وفي المحصلة الأخيرة نتساءل ؛ ما الغاية المتوخاة أو الهدف المنشود الذي دفع بالمسؤولين (منتج ومخرج) لاختيار مثل هذا المسلسل - وغيره من المسلسلات المماثلة – الخالية من المضامين والعديمة المناقبيات ، وعرضه على ذائقة الجمهور العراقي الهاضمة لكل منتج بلا تدقيق ولا تمييز ، باعتباره عملا"(إبداعيا") من أعمال الدراما العراقية المنوط بها معالجة مشاكلنا السياسية والاجتماعية المستعصية بلا رتوش ، وإيجاد الحلول لمكابداتنا الاقتصادية والنفسية المزمنة بلا تزويق !! .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات المطمور في اللاوعي الجماعاتي
- حصاد القارئ من بيدر القراءة
- هل للدين علاقة بالاغتراب ؟!
- الدولة العراقية وتعسّر كينونتها الحضارية
- الماضي وعلاقته بالدين
- الماضي وعلاقته بالاسطورة
- الوظيفة النقدية للخطاب الاعلامي
- انكفاء صيرورة (المواطنة) في وعي المواطن
- تفسير الأنماط الثقافية للشخصية العراقية
- الاسطوغرافيا العراقية والدعوة للتحول من الأعلى الى الأسفل
- المحنة العراقية : السلطة ضد الدولة
- مفارقات المثقف المؤدلج وفخ (الهجنة) الايديولوجية
- أرشيف الماضي وقاموس المعاني : قراءة في المقاصد والحدود
- السبق الحضاري في المجتمع المعطوب : فاعل عراقة أم عامل إعاقة ...
- الشخصية العراقية ورواسب الهجنة الايديولوجية
- القاع والقناع : احتباس الوعي بين التاريخ والايديولوجيا (حالة ...
- السياسة والفلسفة : تقارب أم تضارب ؟!
- الاطر الحضارية للعلوم الانسانية
- مفارقات المجايلة في سيكولوجيا الجماعات العراقية
- مجتمع الاصطناع .. وفقدان الأمثولة المعيارية


المزيد.....




- الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار ...
- -الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع ...
- “المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس ...
- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...
- كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ ...
- الحلقة 2 الموسم 6.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 كترجمة على ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر عباس - حيرة الدراما العراقية في مسلسل حيرة !