أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ثامر عباس - حصاد القارئ من بيدر القراءة














المزيد.....

حصاد القارئ من بيدر القراءة


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 10:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لإعطاء فكرة مبسطة عن الغاية أو القصد المراد من طرح هذا الموضوع ، فقد آثرنا الابتداء بصيغة السؤال التالي : هل قراءة الكتب الثقافية توازي ثمن مكابدات القارئ ؟! . وقبل أن نعطي جوابا"على مثل هكذا سؤال حري بنا الإقرار بحقيقة ؛ أنه في معظم لغات الأمم وثقافات الشعوب لا يكاد يختلف اثنان إزاء معنى لفظة (القراءة) ، مثلما لن يختلفان إزاء ما تحمله هذه اللفظة من دلالات ايجابية واضحة وصريحة ، بحيث قلما تحتاج تينك اللفظتين الى إعمال العقل في التحليل أو التأويل أو التعليل لحيازة المعنى واستخراج الدلالة .
ولكن مثلما يقال ، فان لكل قاعدة شواذ ، أي بمعنى أن هذه القاعدة العامة في معناها والشاملة في مغزاها ، لا تسري أو لا تنطبق على البعض من المجتمعات التي فقدت حصانتها وأهدرت كرامتها وانتهكت حقوقها وأعيقت حضارتها ، حيث يحمل فعل (القراءة) - بالنسبة للمنخرطين في هذا النشاط الثقافي - نوعين من الدلالات ؛ الأولى (ايجابية) تشي بكم وكيف المردودات الفكرية والمعرفية ذات القيمة الاعتبارية العالية التي يجنيها الفاعل الاجتماعي على المستويين الشخصي والجماعي . والدلالة الثانية (سلبية) تضمر للمتجرأ – المغامر محاذير جمّة ليس أولها الوقوع في مغطس الهامشية الاجتماعية ، والخضوع للمعاناة الاقتصادية ، والتجرع للمكابدات النفسية فحسب ، بل وكذلك التعرض للمطاردات البوليسية والتهديدات الأمنية التي قد تستهدف ذات الفاعل ككيان اجتماعي وكوجود إنساني ، لاسيما في ظل ظروف سياسية وأوضاع تاريخية وسياقات حضارية غالبا"ما تتسم بالشذوذ والانفلات ، كما هي حال غالبية هذا النمط من المجتمعات .
والحال هل يعني ذلك أن على من يرغب ممارسة فضيلة (القراءة) من أفراد وجماعات البلدان المستباحة بمظاهر التخلف والتشظي والتشرذم ، أن يقتلعوا هذه الفكرة من أذهانهم نهائيا"، وينصرفوا للبحث عن مجالات وأنشطة أخرى لا تسبب لهم الأذى ولا تلحق بهم الضرر ، بقدر ما تحقق لهم الكسب المادي وتمنحهم الراحة النفسية ؟! . الحقيقة ان أبعد ما يكون عن مرامي هذه المقالة هي الدعوة الى هجر الكتاب أو الترويج لترك القراءة من قبل الراغبين باغناء معارفهم الفكرية وتوسيع آفاقهم الثقافية وتطوير ملكاتهم الذهنية ، بدعوى ان (المواطن) في مثل تلك المجتمعات المستباحة يكفيه ما يعانيه من صنوف القهر السياسي ، ومظاهر الظلم الاجتماعي ، وأساليب الحرمان الاقتصادي ، وأشكال الاستعباد الثقافي ، وضغوط الاحتقان النفسي . وبالتالي لا حاجة له بزيادة الأعباء الاقتصادية ومفاقمة المعاناة النفسية ومضاعفة المكابدات الاجتماعية . ذلك لأن (القراءة) – في كل الأحوال والظروف - هي المدخل الوحيد والشرط الأساسي الذي يستطيع الإنسان من خلاله الولوج الى عالم الثقافة الرحيب والتجوال في رحاب الفكر الواسع ، حيث الضمان الأكيد للتخلص من كل ما يكبل العقل ويغل الروح ويشل الإرادة .
وإذا ما تبين لنا ان فعل (القراءة) ، ليس فقط كونه (مرغوب) و(مطلوب) بحيث يراد له يمارس على نطاق واسع من لدن الجميع ، نظرا"لما يحمله من مكاسب اعتبارية (ثقافية وأخلاقية وإنسانية) فحسب ، بل وكذلك هو (ضروري) و(مصيري) لإحداث التغييرات الجذرية والتحولات النوعية الواجب إجرائها على صعيد إنضاج الوعي الحضاري للفاعل الاجتماعي من جهة ، وتنمية إحساسه بقيمته الذاتية من حيث هو إنسان متفرد من جهة ثانية ، وتعظيم شعوره بانتمائه للأنا الجمعي الذي يحمل نمط شخصيته ووشم هويته من جهة ثالثة .
ومع كل ذلك ، فان سؤالا" يبقى بحاجة الى إجابة ؛ هل أن مجرد الانغماس بفعل (القراءة) قمين بانتشال القارئ من وهدة الجهل الثقافي ، وتحسين مستواه الفكري ، وتهذيب سلوكه الاجتماعي ؟! . بالطبع كلا . ذلك لأن هذا الأمر لا يتعلق (بكم) الكتب التي تقرأ ، بقدر ما يتصل (بنوع) الأفكار التي تطرحها ، والقيم التي تحملها ، والفكرة التي تسوقها ، الرسالة التي تروجها . إذ لا يخفى ان الكثير من الكتب حملت بين متونها الكثير من الخرافات والمغالطات والعصبيات ، التي ساهمت – وستساهم – في الحطّ من قيمة الإنسان وهدر كرامته ، عبر تشويه وعيه ومسخ شخصيته ووأد إنسانيته ، مثلما كانت – وستكون – عاملا"من عوامل صيرورته كائنا"متوحشا"لا يعرف سوى قوانين الغاب وشرائع الافتراس ! .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للدين علاقة بالاغتراب ؟!
- الدولة العراقية وتعسّر كينونتها الحضارية
- الماضي وعلاقته بالدين
- الماضي وعلاقته بالاسطورة
- الوظيفة النقدية للخطاب الاعلامي
- انكفاء صيرورة (المواطنة) في وعي المواطن
- تفسير الأنماط الثقافية للشخصية العراقية
- الاسطوغرافيا العراقية والدعوة للتحول من الأعلى الى الأسفل
- المحنة العراقية : السلطة ضد الدولة
- مفارقات المثقف المؤدلج وفخ (الهجنة) الايديولوجية
- أرشيف الماضي وقاموس المعاني : قراءة في المقاصد والحدود
- السبق الحضاري في المجتمع المعطوب : فاعل عراقة أم عامل إعاقة ...
- الشخصية العراقية ورواسب الهجنة الايديولوجية
- القاع والقناع : احتباس الوعي بين التاريخ والايديولوجيا (حالة ...
- السياسة والفلسفة : تقارب أم تضارب ؟!
- الاطر الحضارية للعلوم الانسانية
- مفارقات المجايلة في سيكولوجيا الجماعات العراقية
- مجتمع الاصطناع .. وفقدان الأمثولة المعيارية
- مناقب الجمهور ومثالب النخبة !
- هل الى صحة العقل من سبيل ؟!


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ثامر عباس - حصاد القارئ من بيدر القراءة