أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - حرق القران الكريم فى السويد














المزيد.....

حرق القران الكريم فى السويد


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 22:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استصدر احد العراقيين المقيمين إقامة قانونية بدولة السويد تصريحا من السلطات المسؤولة بالتظاهر السلمي . وفي اثنائه يقوم بحرق نسخة من القرآن الكريم . الغرض هو احتجاج من قبله ومن معه ضد اهدار حقوق الانسان الذي عاني منه هو وعراقيون كثر حين كان وكانوا بالعراق موطنه وموطنهم الاصلي .
اثار فعل الرجل ، وموافقة الادارة السويدية غضب ملايين المسلمين عبر العالم الاسلامي والعالم العربي . خرجت ادانات علي المستوي الرسمي ، والمستوي الشعبي .
فهذا الذي أٌقترف جرح مشاعر االناس ، واوجع قلوبهم واحزنهم ، وهم علي حق تماما فالقرآن هو كتاب المسلمين المقدس ، والذي يٌنظر اليه علي انه رسالة الله للبشر ، بالتالي حرقه امر مهين وجارح لمشاعر من يقدسونه ، حتي ولم تم الامر في الغرب الذى يقدس ليس الكتب السماوية ، بل حرية الانسان في التعبير والنقد . في هذا السياق اخرج اهل اوروبا وامريكا كما هائلا من النقد للكتاب المقدس "التواراه والإنجيل ، بل طال النقد و التهكم شخصية المسيح . بل الصقوا بها اقذع وافظع الصفات .
ورغم كل هذا النقد المر ، يورغم ان الامر ساء جدا في اعين الاوروبيين المؤمنين ، ورغم شعور الكنيسة المسيحية بالاهانة العميقة ألا انهم في احترامهم لحرية التعبير لم ينددوا ، ولم يغضبوا ، ولم يتظاهروا . كل مافعلته الكنيسة وما فعله المؤمنون هو الرد كتابة ، والدفاع بالمنطق والعقل عن صحة الكتاب المقدس ، وعن شخصية المسيح .
الحق في النقد والتعبير حق مقدس في الثقافة الغربية ، وهو ما ليس له وجود في الثقافة الشرقية .
ورغم كل هذا فانا اقدر غضب الناس وغضب الحكومات الشرقية حين يقدم احدهم علي حرق نسخة من كتاب هو الكتاب المقدس لدي اولئك الناس والمجتمعات . وفي تقديري ما كان يجب ان تسمح السلطات السويدية للمتظاهر بحرق نسخة من القرآن الكريم تجنبا لإيذاء مشاعر وعواطف ما يصل لمليار ونصف من سكان الارض .
ولكن دعونا ننظر للامر من وجهة نظر الرجل ومن معه في الإقدام علي هذا الفعل المثير للغضب الشديد . فهذا الرجل وغيره من العراقيين قد نٌكل بهم ، ودٌمرت بيوتهم وحرقت بيوتهم ، وهٌدمت معابدهم ، واغتصبت زوجاتهم وبناتهم ، وعذب وفٌتل ابناؤهم ورجالهم ، واجبرمن بقي حيا علي الفرار من الجحيم والتشرد واللجوء لدول تحترم ادمية البشر وحقهمم في الحياة الكريمة .
كل هذه الجرائم البشعة اقترفها اصوليون مسلمون ، يفسرون النصوص المقدسة تفسيرا حرفيا متزمتا ، حتي ولو ناقض العقل وحقوق الانسان وحريته . فهم يطبقون حرفيا علي سبيل المثال ما جاء بسورة التوبة . وهم حين يذهبون هذا المذهب نجدهم تلاميذ امناء للتيار الذي احدثه ابن تيمية في القرن الثالث عشر ، وابن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر ، والاخوان المسلمون في القرن العشرين .
تمثل اولئك الاصوليون الحرفيون المتزمتون في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الارهابي"داعش" والذي اقترف افظع الجرائم بحق العراقيين والسوريين ممن هم ليسوا مسلمين ، بل من الشيعة الذين هم مسلمون .
للاسف حكومات وجمعيات خيرية كثيرة في العالم الاسلامي دعمت هذا التنظيم الوحشي وامدته بالمال والسلاح ، بل ابواقها الاعلامية دافعت عن اجرامه .
حين يتعرض فرد او جماعة لويلات هذا الاجرام الذي يبرره مقترفوه بان القرآن و صحيح الاسلام يأمرون به ، ماذا يكون رد فعله ؟ واذا تكون نظرته للكتاب الذي يدعون من قاموا بتلك الجرائم واقترفوها ، انهم امناء للنص ، وهم مأمورون بفعل ما فعلوه من اهوال يندي لها الجبين؟! ألا يكفر بهذا الكتاب؟ الا يكفر بهذا الدين ؟ ! اذن هذا العراقي ومن معه لديه سند ودافع قوي دفعه لاتيان هذا الفعل المؤسف والمحزن والمثير للغضب .
انني لا ادافع عن الرجل بل استنكر فعله المؤسف ، ولكنني فقط اوضح دوافعه . ومن ثم فالحل لكي لا يتكرر فعل حرق الكتاب المقدس لدي المسلمين ، وما يتبعه من شعور محزن وما يثيره من غضب ، وما يسببه من جرح مشاعر مئات الملايين من الناس....الحل هو تجريم الجمعيات الارهابية المستندة للدين ، وتبرئة النص المقدس والدين باتباع العقل وإعمال التأويل الذي قال به الفيلسوف المسلم ابن رشد في القرن الثاني عشر ، وتعويض اولئك البؤساء الذين اكتووا بنار الارهاب الاصولي ورد كرامتهم وحقوقهم .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثمن الفادح
- الاعلان العالمى لكرامة الانسان
- القمص زكريا والاسلام وازدراء الاديان
- المصير المحزن للسيد احمد عبده ماهر
- رجل الدين الدي نحتاجه
- حدث فى 31 اكتوبر 1517
- اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟
- حكام الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952
- شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى
- 30 يونيه 2013
- هزيمة 5 يونيو 1967 نتيجه منطقيه
- المواطنه والعلمانيه
- حدث فى 25 يناير 2011
- العقيده والميلاد
- دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق


المزيد.....




- عبد الله الثاني يؤكد لبابا الفاتيكان استمرار الأردن بدوره ال ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف تل أبيب بصواريخ الأرقب
- عبد الله الثاني يؤكد لبابا الفاتيكان استمرار الأردن بدوره ال ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تضرب هدفاً إسرائي ...
- هيئات فلسطينية تعلن استشهاد رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء ف ...
- الجهاد الاسلامي وحماس تدينان قتل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...
- ماذا نعرف عن -المقاومة الإسلامية في البحرين- التي أعلنت مسؤو ...
- مالي تعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية
- لأول مرة.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تعلن ضرب هدف داخل ...
- إسرائيل تمدد المهلة الحكومية لخطة تجنيد اليهود المتزمتين


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - حرق القران الكريم فى السويد