أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى














المزيد.....

شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعر وصدر المرأة والاسلام السياسي
كانت النساء في شبه جزيرة العرب قبل ظهور الاسلام وبعده ، يلبسن ثوبا طويلا فضفاضا ، به أكمام ، وفتحة في اعلي الصدر ، منها تدخل المرأة رأسها في الثوب . وكان هده الفتحة تصل للصدر ، وحين تكون كبيرة تكشف نهدي المرأة ، وكانت الفتحة تٌسمي جيبا .
فكانت النساء يسيرن في الطرق ، وجزء او كل النهدين مكشوف ، مما يغري بالنظر ، وقد يفضي الي الاستثارة الجنسية ، من هنا اشارالقرآن الكريم لوجوب ستر صدر، او تغطية الجيب بالخمار الدي ينسحب من الرأس علي فتحة الصدر "الجيب " مما يعني تغطية النهدين .. في كل المجتمعات القديمة كان يوجد غطاء للرأس "الطرحة " ولم يكن المقصود منه حجب الشعر بل حماية الشعر من الشمس والهواء الشديد والاتربة حتي ان المجتمعات الصحراوية كان الرجال يضعون غطاء للرأس ، وفي الريف المصري توجد العمامة ، ولدي الاتراك الطربوش ، ولدي الاوروبيين القبعة ، وهكدا تعددت الوان واشكال تغطية الرأس بتعدد المجتمعات ، ودرجة الحرارة المعهودة هنا وهناك .
ليس هناك مبرر او ضرورة لتغطية شعر المرأة إلا من هدا القبيل الدي دكرته ، وليس للامر من دلالة ، لأن كشف الشعر والوجه ليس له علاقة بالاثارة الجنسية ، فالدي له علاقة بدلك هو كشف الصدر ، وهو الامر المنوه عنه بنصوص في القرآن الكريم .
وكانت المصريات اللاتي تعلمن ، وخرجن للمجال العام يلبسن الملابس العصرية ، وهن سافرات . ولم يشكك احد في التزامهن الديني ، بل هناك صور لفصل دراسي بكلية قاصرة علي البنات بجامعة الازهر في ستنيات القرن العشرين ، جالسات في مدرج الدرس ، يستمعن لمحاضر بالزي الازهري المعروف ، وهن حاسرات سافرات يلبسن ملابس عصرية محتشمة .
ولكن مع غزو الطبعة الوهابية للاسلام بعد الفيوضات المالية البترولية في سبعينيات القرن العشرين ، بدأ الحديث عن وجوب الحجاب اي عدم كشف شعر الفتيات والسيدات . فشعر المراة عورة يجب شرعا سترها . وتباري الشيوخ المتوهبنون في الحض والحث علي الحجاب .
تزامن هدا مع شيوع ما يسمي بالصحوة الاسلامية ، والتي تلقت زخما كبيرا من نجاح ما يسمي بالثورة الاسلامية في ايران ، وإطاحة الإمام الخوميني بالشاه ، وتحويل ايران الي جمهورية إسلامية.
وكان من اثار تمدد الوهابية السنية من ناحية ، والثورة الاسلامية الشيعية من ناحية اخري ، ان جري العمل علي قدم وساق لاسلمة المجال العام ، وتقعيد القواعد التي يجب علي المسلمين رجالا ونساء تطبيقها فيتميزوا ويتفردوا كمسلمين . لا يشتركون مع الكفار في المظهر . وكان هدا يعني ان علي المراة المسلمة ان تضع الحجاب علي رأسها ، وبالتالي تتميز عن المراة غير المسلمة "الكافرة " التي تدخل وتخرج وهي سافرة .
في عقيدة اولئك الاسلامويين ان الاسلام دين ودولة ،عقيدة وشريعة ، وكما كان اسلافنا او المسلمون الاوائل يعيشون ويفكرون ويدبرون ، ويديرون شؤونهم علي المسلمين المحدثين ان يسلكوا كما سلكوا ، ويفكروا كما فكروا ، بل عليهم اطلاق اللحية وحف الشارب ، وارتداء الجلباب الابيض القصير . وعلي النساء لبس الملابس السوداء الفضفاضة ، ووضع الحجاب علي الرأس بل واخفاء الوجه تحت نقاب لا يٌظهر سوي العينين للرؤية فقط .
الاسلامويون او دعاة الاسلام السياسي يلحون علي التميز ، والتفرد ، وعدم مشاركة غير المسلمين في المظهر وايضا في المخبر .
انهم يؤمنون بأن الامام هو راع يقود قطيعه ، وعلي القطيع ان يسير خلف الراعي في المسار الدي حدده الامام الراعي . ولكي يتمكن القطيع المسوق من قبل الراعي من السير في نطاق القطيع في المسار المحدد سلفا ، لابد من تلاشي الفروق الفردية . لابد ان يكون كل فرد مشابه لكل فرد في سلوكه ، وطباعه ، وفي مظهره ..الامر اشبه بجنود جيش هم يتلقون تدريبا معينا بشان مهارات القتال واستخدام الاسلحة , هم مظهرهم واحد فكل فرد يرتدي نفس مايرتديه كل جندي ، ولا يستطيع اي جندي ان يتمرد او يتفرد او يخالف ما تلقنه ، وما يؤمر به. نفس الامرمطلوب من كل
ا لاسلامويين او اتباع الاسلام السياسي .

من هنا الحاحهم علي فرض الحجاب ، فاالامر لا يتعلق بأن كشف المرأة لشعرها حرام شرعا ، بل بضرورة التشابه والتماثل في المظهر والمخبر ، فنحن كمسلمين تتميز نساؤنا بالحجاب الدي يدل عليهن كمسلمات مختلفات عن الكافرات غير المحجابات .
في ظني ان الحجاب والنقاب ، واللحية ، وعلامة الصلاة الغائرة في مقدم الرأس ، والجلباب القصير هي علامات خارجية لابد للمسلمين من الالتزام بها ، ولا علاقة لها بالمضمون الاخلاقي للدين . انهم لا يسعون ليكون الناس انقي ضميرا ، واطيب قلبا ، وافضل سلوكا ، بل ليؤكدوا الهوية الاسلاموية شكلا ومضمونا .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 30 يونيه 2013
- هزيمة 5 يونيو 1967 نتيجه منطقيه
- المواطنه والعلمانيه
- حدث فى 25 يناير 2011
- العقيده والميلاد
- دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013
- الاصوليه المسيحيه
- موت شادى حبش فى السجن
- من المسئول عن قتل جنودنا ؟
- السلفيون والاسكندريه واثم الدوله
- تزوير التاريخ
- كورونا والانسان والله
- رحيل مبارك
- مصير الانسان


المزيد.....




- لحظة كارثية.. شاهد اصطدم قطار بشاحنة مقطورة في هولندا
- الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تدعي تعطيل خط أنابيب وقود رو ...
- ترامب يكشف عن تجديد حمّام غرفة نوم لينكولن التاريخية في البي ...
- سوريا.. كاميرا مخفية مع مراسلة CNN تواجه -الخال- الذي احتجز ...
- القبض على مشتبهين في ميشيغان بتهمة التخطيط لهجوم خلال -الهال ...
- رحلة مقتنيات الملك توت عنخ آمون من المقبرة إلى المتحف الكبير ...
- سرقة اللوفر: كيف يمكن لمسألة هندسية قديمة أن تحمي المتحف من ...
- إسرائيل: الرفات التي سلمها الصليب الأحمر مساء الجمعة ليست لر ...
- احتجاز مسؤول رفيع سابق في أوكرانيا بتهمة الاختلاس
- الجيش الصيني يتأهب بعد رصد دورية مشتركة ببحر جنوب الصين


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى