أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - من المسئول عن قتل جنودنا ؟














المزيد.....

من المسئول عن قتل جنودنا ؟


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 01:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين الحين والاخر ينفذ الارهابيون القتلة عملية إرهابية يروح ضحيتها بعض من جنودنا الرابضين في مواقعهم ، والحاملين ارواحهم علي اكفهم .
وحين نسمع الاخبار الحزينة يكون رد فعلنا انهم شهداء الوطن ، قدموا ارواحهم فداء للوطن .
اعتبارهم شهداء لا يغني ابنا يتيم عن فقد ابيه ، لا يعزي قلب زوجة ترملت وهي بعد في سن الشباب وبحاجة لزوجها يقف جوارها في معركة الحياة ، لايبعث السلوي في قلب ام ثكلت ابنها وقد اصبح شابا امامه امال واحلام .
سقوط الجنود البواسل بيد الإرهابيين امر تكرر كثيرا ، ورغم كل الكلام الجميل المنمق عن بطولاتهم ، وعن تضحياتهم ، وعن كونهم شهداء ، وكل مظاهر الحفاوة والتكريم الذي تتعامل به الدولة معهم ومع اسرهم ، في الواقع لم يعد مجديا ، فقد رحلوا وخلفوا فقدا وحزنا ووجعا لدي الاهل والابناء .
فمن المسؤول عن كل هذا الالم والوجع والحزن ؟ منطقيا ان نلقي بالمسؤولية علي الإرهابيين القتلة ، فهم من سفكوا الدم البرئ ، ولكن ليس إلقاء المسؤولية علي الارهابيين القتلة هو كل الحقيقة ، فهناك جانب اخر وقد يكون الاكثر مسؤولية .
اعني ان الدولة وكيفية تعاملها مع الإرهاب مسؤولة عن توالي العمليات الإرهابية ، ونيل الإرهابيين من جنودنا البواسل .
لا ندري هل دولتنا دولة دينية ام دولة مدنية ؟ فعلي المستوي الرسمي والمجتمعي والشعبي نجد خلطا واضحا وتشابكا بين ما هو ديني وبين ماهو دنيوي ، بل نجد مزايدة من قبل الدولة واجهزتها المختلفة علي الهاجس الديني ، وكأن الدولة وكافة اجهزتها تريد ان تقول للجماعات الاصولية الإرهابية : " انتم لستم اكثر دينا وايمانا منا" .
الاصوليون موجودون بقوة في كافة مرافق ومؤسسات الدولة والمجتمع ، بل هم مسيطرون علي المدرسة والنقابات المهنية ولهم وجود فعال في الإعلام وكافة اجهزة الدولة .
حين اعلن الفريق عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو 2013 عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي ودعا الى خارطة طريق كان من ضمن المدعوين التيار السلفي الاصولي المعادي للدولة المدنية والمؤمن بان الاسلام دين ودنيا والعامل علي إحياء تراث السلف الصالح وبعث دولة الخلافة الإسلامية ، فهل هذه الدعوة لهذا الفصيل تنسجم مع كوننا دولة مدنية وطنية حديثة ؟
الدولة تنفق علي مؤسسة الازهر حوالي 17 مليار جنيها مصريا من اموال المصريين ، للاسف تنفق هذه الاموال علي دعاة مؤمنين بدولة الخلافة وعلي معاهد وجامعة فيه يتعلم تلاميذ وطلاب الازهر فقه العصور الوسطي اللا إنساني ، الذي يقول بشرك المختلفين دينيا وكفرهم ، وان غير المسلمين اهل ذمة لا حقوق لهم وان العالم منقسم لعالمين : عالم المسلمين الموحدين ، وعالم الكفار ، وعلي المسلمين شن الحرب والمعارك ضد الكفار اعداء الدين واعداء الله والاسلام .
مؤسسة الازهر بهذه الكيفية مفرخة للإرهابيين القتلة .
في ظل هذا المناخ الاصولي الخانق لا يجدي طلب الرئيس للازهر تجديد الخطاب الديني ، فهم لن يجددوا ولن يغيروا ولن يتخلوا عن المفاهيم البالية الموروثة من العصور الوسطي الظلامية .
لن نستطيع مكافحة الإرهاب إلا بإضعاف الاصولية الدينية المتفشية كالوباء والمتمكنة من قلوب وعقول عموم المصريين .
ومكافحة الاصولية لن تتم إلا بالعلمانية وفتح كل الابواب امامها فتصير تيارا قويا كبيرا امامه تنسحب الاصولية وتتواري .
ومن تجليات العلمنة ، إعادة النظر في الدستور الذي ينص علي ان دين الدولة الاسلام ، وان مبادئ الشريعة المصدر الرئيس لسن القوانين .
علينا علمانيا ان ننص في الدستور علي ان الدولة لا دين لها ، فالدين من شان افراد المجتمع ، وان القانون الوضعي هو مصدر التشريع لا الشريعة الإسلامية .
وان الامة ومستقبلها وحلول مشكلاتها رهن العقل والعلم ورؤيتنا الدنيوية ، وان الدين شأن خاص بين الفرد وربه . وان لا مكان للتعليم الديني إلا في الكليات المتخصصة في علوم الدين ، وان الوطن مقدم علي الدين وان الغاية من الدين هو تكوين الافراد تكوينا اخلاقيا فيخرج لنا المواطن الصالح .
في ظني ان هذا هو السبيل للقضاء علي الإرهاب . واذا لم نراجع ما نحن عليه فسوف يسقط المزيد والمزيد من جنودنا البواسل ، ولن نلوم سوي انفسنا فنحن ايضا كدولة ومجتمع يقع علي كاهلنا مسؤولية موت اولادنا بيد الإرهابيين .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفيون والاسكندريه واثم الدوله
- تزوير التاريخ
- كورونا والانسان والله
- رحيل مبارك
- مصير الانسان
- ذكرى تخلى مبارك عن الحكم
- 25يناير ودولة يوليو العسكريه
- المسيح فى ذكرى ميلاده
- مراد وهبه ومنتدى ابن رشد
- احتضان النار
- الرئيس
- لا تسموا اولادكم -مارتن-
- النساء فى تونس ، والنساء فى مصر
- 30يونيو2013
- فى ذكرى رحيل الشعراوى
- السيده فرنسا عبد السيد واذلال الاقباط
- هزيمة يونيو 1967
- علمانيه ام مدنيه ؟
- تعليق على حدث
- دولة العاصمه الاداريه ودولة المنيا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - من المسئول عن قتل جنودنا ؟