أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - رحيل مبارك














المزيد.....

رحيل مبارك


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مات الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي جاء حاكما لمصر بالصدفة البحته ، بإرادة حكام انقلاب يوليو في حصر حكم مصر في ضباط الجيش المصري الوطني .
الرجل لم يكن في طموحه ان يعمل بالسياسة وان يصير رئيسا ، ولكن السادات اختاره لانه واحد من صناع نصر اكتوبر 1973 التاريخي ، ليكون نائبا له .. في ظني ان السادات اراد ان يحل محله بعد رحيله حاكم من الجيش ، فقد تجذر في وعي قادة يوليو العسكريين ان الجيش هو ما يجب ان يحكم مصر .
الرجل علي العكس من عبد الناصر والسادات ، فكل منهما كن له رؤية وحلم عملا علي تحقيقها ، بغض النظر عن صلاحها من عدمه ، فهو كما قيل بحق كان مجرد موظف كبير يدير دفة العمل ، ولا يحاول إحداث تغيير او علاج .
وعي الدرس فقد شهد أغتيال السادات في يوم مجده ، فعقد إتفاق ضمني مع قوي الاسلام السياسي وفي القلب منها الاخوان المسلمين بان يترك لهم الشارع والمدرسة والجامعة والمسجد والنقابات المهنية وكليات التربية التي فيها يتخرج المعلمون المكلفون بصياغة عقول اولادنا وبناتنا في المدارس ، وهكذا تنامي نشاط الاصولية الاسلامية ، واصبح الشيخ الشعراوي عنوانا كبيرا علي اسلمة الناس والمجتمع المصري ، وتعميم الحجاب .
عمل علي إضعاف الحياة الحزبية فهمش الاحزاب السياسية واصابها بالخمول وعدم الفاعلية ، وحال بينها وبين النشاط الجماهيري فاصبحت احزابا مجرد مقر وجريدة .
اهمل تنمية التعليم والصحة فتردت احوال التعليم وصحة الناس .
تحلق حوله كل فاسد وطامع وطامح ، فعاشت مصر مجتمع النخبة التي تتمتع بكل شيئ ومجتمع غالبية المصريين الذين يطحنهم المرض والفقر والجهل والاستغلال .
كان الرجل انانيا للغاية لا يفكر إلا في إدامة بقاءه في الحكم ، ولم يلتفت الى التنمية ، في حين ان الزيادة السكانية كانت في اطراد مخيف ، فتعمق فقر ومرض وجهل المصريين ، وتدني مستوي حياتهم .
بفعل الوجود القوي للاسلام السياسي في الشارع المصري تعددت حوادث ما يسمي بالفتنة الطائفية في عصف بالمواطنين المصريين المسيحيين وبحقوقهم في بناء كنائسهم وحقهم في العبادة ، بل تعمق التمييز في شغل الوظائف علي مستوي الوزراء ورؤساء والجامعات وعمداء الكليات والوظائف القيادية في الجيش والشرطة وخلو جهاز المخابرات منهم ، وايضا المحافظين بل ورؤساء المدن والاحياء . نعم هذا توجه واضح منذ إنقلاب يوليو 1952 ولكنه كان اخذا في التعمق والشمول .
في عهده غير السعيد تلون الاعلام ومازال للاسف بلون إرادة وميول الرئيس ، ورأينا مزايدة من قبل الدولة علي دينية الدولة ، فكثرت وتعددت البرامج الدينية ، والتي فيها استضافوا رموزا دينية إسلامية تكن الكراهية وعدم الاحترام لشركاء الوطن من المصريين المسيحيين وتكيل لهم بوقاحة وجراة الاتهامات ورميهم بالشرك بل والكفر ورفض مساواتهم بمواطنيهم المسلمين ، وكأننا في دولة الخلافة الاسلامية التي كانت تميز بين رعاياها علي اساس الدين .
في عهده غير السعيد تم تزوير كل الانتخابات النيابية ليظل الحزب الوطني حزب الرئيس هو صاحب الاغلبية ، ولا انسي قوله عشية نتيجة الانتخابات 2010 : "خليهم يتسلوا "
والتي قالها بروح الاستخفاف والاحتقار لكل معارض .
لا انسي موقفه من مأساة حادثة العبارة والتي نتج عنها غرق حوالي 1000مصري من العمال الكادحين الذين جازفوا وركبوا البحر في عبارة غير مهيئة لحمل عددهم الكبير .
الرجل لم يبالي وهو رئيس المصريين ولم يطرف له جفن ، ولم يشعر بأي اسي او اسف اوحزن والدليل انه شاهد مباراة دولية بين الفريق المصري وفريق افريقي اخر .
وايضا موقفه من ضحايا القطار المسافر للصعيد الذين احترقوا وقد بلغ عددهم 400 ضحية .
رجل بليد الحس لا يعي ثقل مسؤوليته كرئيس للمصريين ، يعيش في إنفصام وانفصال عن واقع شعبه البائس المتردي .
ولأنه ينتمي للمؤسسة العسكرية التي حكمت مصر منذ يوليو 1952 حين اجبره المصريون الذين ضاقوا به في 25 يناير 2011 وبضغط من الجيش الذي يريد ان يظل حاكما لمصر تخلي عن الحكم وسلم البلاد للمجلس العسكري . بلع المصريون الطعم وتسللت الخديعة لنفوسهم .
المجلس العسكري هيأ المسرح ليحكم الاخوان ، فيضيق المصريون بحكمهم الفج ، فتخرج المظاهرات العارمة ضدهم ، فيعلن الجيش تضامنه مع جموع المصريين الرافضين لحكم الاخوان البغيض ، فيعزل الجيش المدعو محمد مرسي ، تمهيدا لعودة حكم الجيش متمثلا بعد الفترة الانتقالية في تهيئة المسرح من جديد ليصعد لسدة الحكم وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي .
لا استطيع ان اغفر لمبارك خطاياه الفادحة بحق مصر والمصريين ، وايضا لدولة يوليو وحكامها العسكريين .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الانسان
- ذكرى تخلى مبارك عن الحكم
- 25يناير ودولة يوليو العسكريه
- المسيح فى ذكرى ميلاده
- مراد وهبه ومنتدى ابن رشد
- احتضان النار
- الرئيس
- لا تسموا اولادكم -مارتن-
- النساء فى تونس ، والنساء فى مصر
- 30يونيو2013
- فى ذكرى رحيل الشعراوى
- السيده فرنسا عبد السيد واذلال الاقباط
- هزيمة يونيو 1967
- علمانيه ام مدنيه ؟
- تعليق على حدث
- دولة العاصمه الاداريه ودولة المنيا
- شيخ الازهر وبناء الكنائس
- مفهوم الله والارهاب
- 31 ديسمبر 2018
- الدوله المصريه والمصريون المسيحيون


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - رحيل مبارك