أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - الرئيس














المزيد.....

الرئيس


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس
في الدول التي تعيش قيم الحضارة والحداثة ،وفي القلب منها قيمة الديمقراطية كل من هو في موقع للسلطة سواء اكان رئيسا او نائبا في البرلمان انما هو مجرد مواطن مثله مثل سائر المواطنين . وهو اتي لموقعه بانتخابات حرة نزيهة لكي يصير خادما للناس ، ووكيلا عنهم لإدارة شؤونهم ، ويخضع لمراقبة مجتمعية ،واخري من قبل البرلمان . ويستطيع ابسط مواطن ان يوجه له النقد والنقد الحاد بل والسب أحيانا .
كل من يعترض وينتقد ويصم إدارة الرئيس والحكومة بالفشل لا يتعرض لاعتقال ، ولا توجه له اتهامات .
الرئيس مجرد مواطن في موقع المسؤولية التي لا تمنحه امتيازات ، ولا وضع استثنائي
اما في دولنا التي مازالت تعيش روح العصور الوسطي ، والتي كان فيها الملك والسلطان والامبراطور والخليفة حاكما بأرادة الله ، وبالتالي فهو فوق الناس ، وله ان يبطش ويقتل ويرهب ويسجن وينكل ،لا وجه للمعارضة .
وكان من هم حوله يسبحون بحمده ويبثون الخشية والفزع والرعب منه في نفوس الرعية المحكومة.
في بلادنا المتخلفة مازال الحاكم يحكمنا بهذه الروح فهو ليس واحدا منا وانما هوفوقنا ، وهو السيد ونحن لسنا ابدا سادة .
هو العالم وحده بامورنا ومشكلاتنا ، وهو وحده من يحل ويقرر ويشرع ، ونحن علينا ان نقبل كل ما يصدر عنه بالشكر والطاعة والحمد ، والويل كل الويل لمن يخرج عن الصف ويعترض ، فليس له سوي العقاب والتنكيل والتشريد .
بعد ان استولي الاخوان المسلمون بتواطؤمن قيادة الجيش المصري وامريكا علي الحكم وجاء المدعو محمد مرسي رئيسا لمصر ، ولما اعلن عن مشروعه ومشروع تنظيم الاخوان باخونة واسلمة مصر امتعض الناس ولم تتعاون اجهزة الدولة معه مما اظهر فشله في إدارة البلاد ، وخرجت المظاهرات العارمة الكاسحة ضده وضد الاخوان ، ولولا تدخل الجيش مساندا لثورة الناس لاستطاع مرسي وجماعته قمع الثورة وسفك دماء المعترضين .
في 30 يونيو 2013 تم خلع مرسي ، وفي 3 يوليو من نفس السنة اعد وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي خارطة للطريق ودعا رموزا في الدولة المصرية والازهر والكنيسة وأيضا السلفيين لاجتماع لتقرير هذه الخارطة .
تم تعيين رئيس مؤقت ، وكتابة دستور جديد ثم انتخابات ترشح فيها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ، وفيها فاز بأكتساح .
تنفس الناس الصعداء ، وعم الارتياح فمصر تخلصت من كابوس الاخوان وها هي تبدأ مرحلة جديدة تبشر بالامل والتفاؤل في مستقبل طيب .
صور الرئيس الجديد المحبوب من قبل معظم المصريين ، صور الوضع في مصر علي انه خرابة، وان مصر ليست دولة ولكن شبه دولة ، وعلينا إعادة بنائها بالجهد وشد الاحزمة .
رحب الناس بدعوة الرئيس ، واستبشروا خيرا .
لكي نفهم طريقة تفكير الرئيس ونظرته لنفسه ، ودوره المحوري علينا ان نعود للوراء قليلا إلي عصر الخديوي إسماعيل حفيد محمدعلي الكبير .
هذا الباشا تعلم في أوروبا ، وعاش مظاهر الحضارة الاوروبية في إيطاليا وفرنسا ولما صار حاكما لمصر حلم بان تصير مصر قطعة من أوروبا ، مصر المتخلفة الفقيرة ، والتي تخلو مدنها من مظاهر الجمال ، والحضارة . فشرع الرجل في عملية تحديث كبيرة جدا شملت انشاء مدارس وشق ترع وقنوات وتجميل القاهرة بشوارع علي غرار شارع الشانزليه بباريس ، وتعبيد طريق يصل للهرم ، وبناء اول دار مصرية للاوبرا ، وحفلات اسطورية احتفالا بأفتتاح قناة السويس وغيرها من المشروعات الجميلة .
وقع الحاكم الطموح في فخ الاستدانة من البنوك الأوروبية ، وانتهي الامر بعزله ، ولم يكمل بعد مشروعه الحداثي .
نعم ان الخديوي إسماعيل قد انجز مشروعات تحديثية جليلة ، ولكنه كان يسعي وراء مجده الشخصي واظهار ان مصر قد حاكت أوروبا المتقدمة . وعلي هذا لم تصب مشروعاته التحديثية في مصلحة جموع المصريين الفقراء والذين فتك بهم المرض والفقر والجهل إلا قليلا .
من هذا المنظور ننظر لـلرئيس السيسي ، فنراه ينشيئ طرقا جديدة ويبني مساكن لساكني العشوائيات ، ويبني عاصمة جديدة ، ويحفر تفريعة جديدة لقناة السويس ، وكل هذا جميل ومحمود، ولكنه يثقل الناس بالضرائب ، وعوم الجنيه المصري فزاد الغلاء جدا ، وأصبحت النقود بلا قيمة عملية في السوق .
وفصل مجلس نيابي علي مقاسه . المفترض في المجلس النيابي انه يشرع قوانين جديدة ويراقب الرئيس والحكومة ، ويعترض فلا يستطيع الرئيس ولا الحكومة ان تسلك وتدير كما يحلو لها بل وفقا لضوابط حاكمة .
وحول الاعلام الذي مهمته إخبار الناس بما يدور وعرض وجهة النظر والوجهة الأخرى المضادة فتستنير الناس وتفكر . حول الاعلام الي أداة تعرض إنجازات الرئيس وتسبح بحمده ولا وجود لرأي اخر مخالف . واذا اعترض معترض واذا خرج الشباب الذين يحبون مصر وينضحون وطنية فهم خونة واذناب للاخوان فيتم القمع والاعتقال والرمي في السجون وتلفيق التهم .
مجلس الوزراء ما هو الا سكرتارية لها فهو الحاكم والمفكر والمقررالواحد.
اذن الرجل رغم وطنيته وكثرة إنجازاته لا ينطلق في عمله من منطلق مصلحة المصريين ، ولكن حتي يذكر التاريخ إنجازاته ومشروعاته .
آفة الحكام الذين حكموا مصر في العصر الحديث بداً من محمد علي مؤسس مصر الحديثة ، ومرورا باسماعيل الطموح وجمال عبد الناصر و السادات وانتهاء بالسيسي انهم يعملون علي بناء مجدهم الشخصي ، وتمرير مايرونه وكأنهم وحدهم هم من يملكون العقل والحكمة ، وفي نظرهم من يخالفهم مرتكب لأثم كبير وعقابه والتنكيل به واجب .
لذا كل جهود النهضة والتغيير والتحديث لم تصل لقاع المجتمع المصري فبقي المصريون رهن القهر والمرض والفقر والجهل .
علي الرئيس ان يتغير ويصير حاكما حديثا ويصبح خادما للناس وموظفا لدي عموم المصريين



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسموا اولادكم -مارتن-
- النساء فى تونس ، والنساء فى مصر
- 30يونيو2013
- فى ذكرى رحيل الشعراوى
- السيده فرنسا عبد السيد واذلال الاقباط
- هزيمة يونيو 1967
- علمانيه ام مدنيه ؟
- تعليق على حدث
- دولة العاصمه الاداريه ودولة المنيا
- شيخ الازهر وبناء الكنائس
- مفهوم الله والارهاب
- 31 ديسمبر 2018
- الدوله المصريه والمصريون المسيحيون
- اسلام السيسي واسلام شيخ الازهر
- ازدواجيه
- هل مصر دوله ؟
- اقباط المهجر والاخوان
- ماذا لو لم تنجح ثورة 23 يوليو
- حول حديث شيخ الازهر في ليلة القدر
- من قتل ابونا سمعان؟


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - الرئيس