أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله - دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه














المزيد.....

دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 00:44
المحور: المجتمع المدني
    


دلالة حكم البراءه والدولة الدينية العميقة
في قرية بائسة من قري محافظة المنيا وهي المحافظة الاشد فقرا ، وايضا الاكثر نشاطا للسلفيين والاخوان ..تلك القرية تدعي قرية الكرم ، بها مصريون مسلمون ، ومصريون مسيحيون ..القاسم المشترك بساطة حياتهم ، وتغلغل الفقر ، والجهل ، وسيطرة من يتولون امور الدين .
في سنة 2016 اراد تاجر بسيط من مسلمي القرية إزاحة منافس له في التجارة من جيرانه المسيحيين فأشاع ان هناك علاقة أثمة بين طليقته وخصمه التاجر الشاب المسيحي . انتشر الخبر بالقرية انتشار النار في الهشيم .. وكان متوقعا ومنتظرا ان تثور ثائرة القرويين المسلمين ، فكيف لنصراني مشرك ان يقيم علاقة مع مسلمة موحدة ، فهاجوا وماجوا ، والهب غضبهم بعض من يتولون امرهم الديني في المسجد ، فخرجوا قاصدين بيت النصراني ومنطقيا انهم اعملوا كالعادة الحرق والاتلاف والتدمير والسلب في بيوت النصاري المشركين ، وبحثوا عن الشاب المسيحي صاحب الفعل الآثم فلم يجدوه ، فامسكوا بأمه العجوز ، ومزقوا ثيابها ، وجروها عارية في الشارع المكتظ بالقرويين الغاضبين الثائرين ، فكا ن الامر مذلا ومهينا لابعد حد .
جاءت الشرطة ، وتقدم المتضررون ببلاغ ، وتمت تحقيقات علي مستوي الشرطة والنيابة العامة دون القاء القبض علي الجناة ، وتحدد موعد لمحاكمة الجناة ، وصدر حكم غيابي علي الجناة الثلاثة بعشر سنوات سجن ...ولما ظل الجناة طلقاء استأنف دفاع السيدة المجني عليها الحكم ولكن للاسف القضاة في مرتين متتالتين تنحوا عن نظر القضية استشعارا للحرج... وهنا السؤال هل في نظر قضية بها طرف جاني بصورة فجة وقحة وطرف مسكين مجني عليه ، الجريمة بحقه سلبته كرامته واظهرته ذليلا ما يدفع القاضي للتنحي لشعوره بالحرج ؟ القاضي منوط به تطبيق القانون الذي يردع امثال اولئك الجناة . القاضي عليه ان يصدر حكما يرد الكرامة المسلوبة لهذه السيدة المسكينة !..والادهي ان رئيس البلاد علق علي تلك الجريمة فيه قدم اعتذارا للسيدة المهانة ، وكل المصريات وشدد علي ان "الغلطان لازم يتحاسب " ورغم كل هذا ، ورغم هيبة الرئيس إلا ان القضاة استشعروا الحرج ، وكأنهم اذا نظروا القضية سوف يرتكبون خطأ !
الخميس الماضي 17دسمبر اصدر القاضي الذي كان ينظر القضية حكما تاريخيا بتبرئة الجناة الثلاث ، وغالبا الحكم استند علي ان السبب الذي استند عليه القضاة حين يكون الجناة مسلمين والمجني عليهم مسيحيون ، كما حدث في قضية الكشح الشهيرة والتي راح ضحيتها 21 مسيحيا القاضي حكم ببراءة الجناة المسلمين استنادا لعدم كفاية الادلة ، وكأن المجني عليهم قتلوا انفسهم او قوة غيبية ازهقت ارواحهم .
الملحوظ ان هذا نهج متبع ، ففي كل عدوان علي بسطاء المسيحيين تدعوالاجهزة التنفيذية والامنية لعقد جلسة صلح فيها يتجاور الجناة والمجني عليهم ، وتفرض علي المجني عليهم شروط اذعان واذلال وعسف ، في عصف بالدولة المدنية وسيادة القانون .
في ظني ان الامر راجع لتفشي مفاهيم الاصولية الدينية الاسلامية وهيمنتها لا علي البسطاء فقط ولكن علي قطاعات واسعة وذات تأثير وحيثية في المجتمع المصري .
في العقل الجمعي المصري المسلم ، بديهيات ومسلمات منها : ان الاسلام يعلو ولا يعلي عليه .. وان ابتغاء غير الاسلام دينا امر مرفوض من قبل الله ..وانه لا يتساوي المسلم وغير المسلم ..وان المسيحيين ان لم يكونوا كفارا فهم مشركون يعبدون المسيح ويؤلهونه رغم انه بنظر الاسلام رسول ونبي .
كل هذه البديهيات تجد دائما تغذية من قبل الشيوخ والوعاظ وايضا المدرسة وخاصة في حصص التربية الدينية ، فضلا عن التمييز العام ضد المصريين المسيحيين والذي تمارسه الدولة فليس هناك من شخصيات مسيحية في قيادة الجيش ، ولا المخابرات ، ويقتصر وجود المصريين المسيحيين علي وزيرين في وزارات ثانوية ، وكذا الحال في رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمحافظين ..فهناك تهميش مقصود للمسيحيين في المجال المصري العام .
في ظني ان هذا يدعم التوجهات الاصولية الحاكمة للعقل الجمعي المصري المسلم .
في ظل سيادة هذه الروح انتشر المؤمنون بتلك العقيدة وتلك الافكار في بنية المجتمع المصري ، لذا تجدهم يحددون ما يرونه مناسبا للتعامل مع القضايا ذات الصبغة الطائفية بحيث تتوافق مع نزعتهم الاصولية والتي تسعي للنيل من شركائهم في الوطن والعمل بدأب علي ان يظلوا مهضومي الحقوق .. العلمانية تحررنا من كل هذا الشر والظلام وتبني دولة ومجتمع المواطنين المتساوين امام الدولة والقانون .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013
- الاصوليه المسيحيه
- موت شادى حبش فى السجن
- من المسئول عن قتل جنودنا ؟
- السلفيون والاسكندريه واثم الدوله
- تزوير التاريخ
- كورونا والانسان والله
- رحيل مبارك
- مصير الانسان
- ذكرى تخلى مبارك عن الحكم
- 25يناير ودولة يوليو العسكريه
- المسيح فى ذكرى ميلاده
- مراد وهبه ومنتدى ابن رشد
- احتضان النار
- الرئيس


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله - دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه