أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين















المزيد.....

وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 14:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحت هذا العنوان كتب الدكتور ناجح ابراهيم الذي كان قياديا في تنظيم الجماعة الاسلامية المسؤولة عن مذبحة مديرية امن اسيوط في ثمانيات القرن الماضي وغيرها من جرائم ارهابية ، ولكنه حاليا تاب واناب واصبح يكتب مقالات محورها السلام الاجتماعي وهذا امر جميل يستوجب التحية والاحترام .
اقول كتب الكاتب مقالا منشورا بجريدة المصري عدد الجمعة 13 نوفمبر 2020 فيه يندد بالرئيس الفرنسي ماكرون ويحيي وسطية الازهر ، ورد الشيخ احمد الطيب علي الرئيس الفرنسي ، ويقول ان الرئيس وقع في ثلاثة اخطاء :
الخطأ الاول انه ذكر أن الاسلام يمر بأزمة ، رغم الفرق بين الاسلام والمسلمين المتطرفين ، وان ماكرون قفز عامدا من نقد المسلمين الي نقد الاسلام المعصوم .
حين يرفض المسلمون المهاجرون الاندماج في المجتمعات الاوروبية التي هاجروا إليها بحثا عن الحرية او ظروف معيشية افضل ، وحين ينظرون بعين الريبة والشك والرفض للقيم التي تؤسس لحركة الناس والدولة في المجتمعات الاوروبية ، وحين يربون اولادهم علي كراهية الغرب ومن ثم العمل علي هدمه . وحين يرتكب ارهابيون مسلمون القتل والتفجير بحق ابرياء وهم في كل مرة يصيحون "الله اكبر " ، ما مردود هذا علي الفرنسيين والاوروبيين ؟ ألا يتبادر الي العقول والقلوب انه ارهاب ديني اسلامي نابع من الدين ذاته الذي يعتنقه الارهابيون ؟ ! ومن ثم حين يقول الرئيس الفرنسي ان الاسلام في أزمة يكون محقا. ثم يتحدث الكاتب عن خطأ ماكرون الثاني ، فهو اي ماكرون اعتبر الرسوم المسيئة للرسول من ثوابت الدولة الفرنسية بأعتبار انه حرية تعبير ، وحرية التعبير امر مقدس في الحداثة الاوروبية .... المجلة الساخرة " شارل أبدو " لم تسخر فقط من النبي الكريم ، انها سخرت من بوذا وموسي والمسيح ، ولم يحتج المسيحيون ولا اليهود ولا البوذيون . نعم ان الرسوم مسيئة ففي احداها يصورون النبي الكريم وعلي رأسه قنبلة ، وهذا الرسم يقينا جارح لمشاعر المسلمين ، ولكن المسلمين لم يسألوا انفسهم ما الذي حدا بالرسام ان يصور النبي الكريم وكأنه ارهابي ، أليس ما يفعله بعض المسلمين "الارهابيون " ويقومون به من قتل وتفجير جعل المصور يربط بين الاسلام ومن ثم بين النبي الكريم وبين هذه الجرائم الشنيعة .. ومن ثم فالمسؤول الاول عن الاساءة للنبي الكريم هم المتطرفون والارهابيون الذين يرتكبون كل هذا الاثم وهم يكبرون . فاذا عبر المصورون عن هذا فهم علي حق.
ويري كاتبنا الموقر ان هناك ازدواجية فرنسية بشأن حرية التعبير ، فقد سجن المفكر الفرنسي جارودي لأنه شكك في المحرقة التي اقترفها هتلر بحق اليهود "الهلوكوست " ، ولكن ما ذهب إليه جارودي لا يندرج تحت حرية الرأي والتعبير ، فهذه جريمة موثقة علي الجميع التسليم بها لكي لا تتكرر مرة اخري.
ويري الكاتب ان خطأ ماكرون الثالث يتمثل في نسبة الارهاب للمسلمين ، فالارهاب حدث من كل الملل والاديان ، وحروب الكاثوليك والبروتستانت والتي استمرت لعقود طويلة في اوروبا شاهد ، ومذبحة مسجد نيوزلندا لم تمت ذكراها بعد، والتاريخ الاسود للاستعمار الفرنسي الذي قتل قرابة مليون جزائري ، واجبر سكانها علي هجر لغتهم وثقافتهم .
نعم كانت هناك في اوروبا اصولية مسيحية بغيضة اشعلت الحرب الشعواء بين الكاثوليك والبروتستانت وراح ضحيتها مئات الالوف من الجانبين ، ولكن اوروبا بعلمانيتها وقيم الحداثة تجاوزت كل هذا الماضي المظلم . ومجمع الفاتيكان الثاني في ستينيات القرن الماضي شهد اعتذارا موضوعيا واعترافا عن كل ما اقترفته الكنيسة من حروب واعدامات وسجن بحق المختلفين .
أماالجريمة الفظيعة التي ارتكبها النيوزلندي المتطرف بحق المصلين المسلمين الابرياء فهو وان كان اجراما شنيعا فظيعا ، إلا انه عمل فردي أدانته الدولة والمجتمع واعتذرت عنه . واقول عمل فردي فهو لا يتكرر ولا تتبناه منظمات ،علي العكس من الارهاب الذي يمارسه مسلمون فهو يتكرر كثيرا ، وتقف وراءه منظمات تبث الكراهية وتخطط وتمول .
اما بخصوص الاستعمار الفرنسي والذي دخل في حرب مع الجزائريين الذين كانوا يرفضونه ويعملون بالجهاد المسلح علي طرد المستعمر من بلادهم . نعم قتل قرابة مليون جزائري امر يندي له الجبين ، ولكنهم من وجهة نظرهم كانوا يدافعون عن وجودهم الاستعماري في الجزائر . حين ثار البشموريون علي الوالي العباسي من فرط الضرائب الثقيلة ، وفشل الوالي في اخماد ثورتهم ،جاء الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد علي راس جيش عرمرم واخمد الثورة بقوة وعنف وقتل عشرات الالاف من الشمورين الشجعان . ما اريد قوله هو أن هذا دأب الاستعمار في كل عصر .
يقول الكاتب ان الاستعمار الفرنسي اجبر سكان الجزائر علي هجر لغتهم وثقافتهم ، وهذا صحيح ولكنه تكرر كثيرا عبر التاريخ. حين جاء العرب وغزوا العراق والشام ومصر وشمال افريقيا فرضوا ثقافتهم ولغتهم علي اهل البلاد المغلوبة وشيئا فشيئا تحول معظم الناس من المسيحية الى الاسلام وسادت اللغة العربية وتوارت اللغة الارامية والسوريانية في الشام واللغة والثقافة القبطية في مصر وكذا الحال مع اللغة والثقافة الامازيغية في شمال افريقيا .
في تصور الكاتب الموقر ان خطأ ماكرون الرابع يتمثل في قوله : "ان العلماني سلمي ولا يقتل احدا " ويحتج الكاتب علي هذه المقولة بذكر مذابح الفرنسيين بحق الجزائريين ، وابادة الجيش الامريكي لمائتي ياباني في نجازاكي وهيروشيما ، وقتل مليون فيتنامي ومليون عراقي وافغاني . فهذه جيوش علمانية وهي ايضا تسببت في مقتل ما يزيد علي 60 مليونا في الحرب العالمية الثانية .
عجبي لهذا الخلط نعم ضحايا الحروب عبر التاريخ يظل عارا في جبين البشرية ، ولكن في الحروب لابد من ضحايا ابرياء ، ولكن الشيئ الغريب والذي لم استطع فهمه ما علاقة الحروب وضحاياها بالعلمانية ؟ هل العلمانية هي التي دفعت الجيوش لقتل الضحايا ام ان الامر امر صراع بغض النظر عن المحق وعن المخطئ ؟
..ببساطة العلمانية كما قال ماكرون سلمية فهي تسلم بحقك في اتباع اي عقيدة بشرط الا تحاول فرضها علي الاخرين ، تسلم بحريتك ان تتعبد او لا تتعبد . تقف علي الحياد في الدين وتمكن كل طائفة من ممارسة شعائرها وبناء دور العبادة الخاصة بها . ولعل العلمانية هي التي سمحت ببناء المساجد في ربوع اوروبا فلولا ان المجتمعات الاوروبية علمانية لما استطاع المسلمون المهاجرون بناء مساجدهم . العلمانية تحترم التنوع والتعدد والاختلاف .... في المقابل دولة مثل المملكة العربية السعودية يعمل بها ملايين الهندوس والبوذيين والمسيحيين ولكن الدولة لا تسمح لهم ببناء معبد او كنيسة ، رغم ان حق العبادة حق اساسي واولي من حقوق الانسان .
يقول الكاتب الموقر : "لقد هزم ماكرون وانتصر عليه الازهر بوسطيته اعتداله ، وتعقله" وهنا السؤال : اذا كان الازهر وسطيا ومعتدلا ومتعقلا فم اين استقي الارهابيون كراهية الغرب ، ومن اين استقوا ان العالم منقسم لفريقين ، دار الاسلام ودار الكفر ، وان الحرب قائمة بينهما حتي يقضي المسلمون الموحدون علي الكفر إما قتلا وإما تحولهم للاسلام ؟ ! ومن اين استقي الارهابيون ان غير المسلمين من مسيحيين ويهودا مشركون وكفار ، وانهم اهل ذمة ، ولا يتساوا بالمسلمين ؟
اليس المصدر هو التراث الفقهي للاسلام والذي قال به الفقهاء في عصور الدولة الاسلامية من اموية وعباسية وفاطمية وعثمانية ، وهو فقه متصادم مع العصر وحقوق الانسان وحريته ؟ ! ..وهذا الفقه الماضوي يقوم الازهر في معاهده من الابتدائي وحتي الثانوي بتدريسه للتلاميذ ، وفيه يتخصص طلبة الكليات الدينية بجامعة الازهر ..اذن الازهر هو النبع الذي يغترف منه المتطرفون والارهابيون فيصيروا ارهابين غايتهم تغيير العالم بالقوة والعنف وهدم حضارته التي ينعمون بمنجزاتها نصرة لما يرونه صحيح الاسلام ويعلق كاتبنا علي ختام حديث شيخ الازهر مع وزير خارجية فرنسا والذي جاء فيه : "نحن نرفض وصف الارهاب الاسلامي ....وان الارهابيين لا يمثلوننا ، ولا نقول ذلك اعتذارا فالاسلام لا يحتاج لأعتذارات. علق الكاتب قائلا : "وكان الوزير الفرنسي اكثر حكمة وتعقلا من رئيسه طوال الازمة "..... يرفض شيخ الازهر وصف الارهاب بالارهاب الاسلامي . نحن نتمني ان لا يكون هناك ارهاب موصوف بالاسلامي او المسيحي او اليهودي ، ولكن الارهابيين يقولون انهم يمثلون صحيح الاسلام ، فضلا عن تكبيرهم وهم يقتلون ويذبحون ويفجرون . من هنا فالوصف دقيق ، نعم هناك جموع غفيرة من المسلمين ترفض الارهاب وتستنكره ولكنهم لا يشكلون قوة ضغط ، وحين يقول الشيخ الجليل الشيخ احمد الطيب عن الارهابيين انهم لا يمثلوننا ،علي الشيخ الموقر ان يتحلي بشيئ من الموضوعية ويراجع ما يدرسه التلاميذ والطلاب في مؤسسة الازهر ، فسوف يجد ان العلاقة وثيقة بين المقررات الدراسية وصوغ العقلية الارهابية ...لذا لكي نعالج مشكلة الارهاب الخطيرة للغاية علينا اولا الاعتراف ثم تطبيق العلاج والذي يتمثل في النظرة النقدية للتراث ، فالتراث ليس مقدسا انه ابن عصره وبالتالي لا يصلح لنا لأننا نعيش في عصر اخر وظروفنا تختلف اختلافا جذريا عن ظروف اسلافنا ...لفت نظري قول شيخنا الجليل ان الاسلام لا يحتاج لاعتذرات . اذا قتل شباب منا وفجروا وذبحوا باسم الاسلام فعلينا بالاعتذار ، ولكنه لغة الاستعلاء المرفوض وعدم الاعتراف المستنكر.



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013
- الاصوليه المسيحيه
- موت شادى حبش فى السجن
- من المسئول عن قتل جنودنا ؟
- السلفيون والاسكندريه واثم الدوله
- تزوير التاريخ
- كورونا والانسان والله
- رحيل مبارك
- مصير الانسان
- ذكرى تخلى مبارك عن الحكم
- 25يناير ودولة يوليو العسكريه
- المسيح فى ذكرى ميلاده
- مراد وهبه ومنتدى ابن رشد
- احتضان النار
- الرئيس
- لا تسموا اولادكم -مارتن-


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين