أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟














المزيد.....

اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسكندر طوس ابن قرية دلجا بالمنيا ...هل احد يتذكره ؟
عقب عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2013 ، احتل الاخوان والسلفيون ميدان رابعة بمدينة نصر ، وميدان النهضة بالجيزة علي مقربة من جامعة القاهرة .
جاء الالاف من انصار السيد مرسي والدولة الدينية ، وتدفقوا بالالاف ، واحتلوا واحتشدوا بالميدانين . واقاموا ليلا ونهارا ، ونصبوا المنصات . وتوالي القاء الخطب الحماسية ، وان عزل مرسى انما هو عمل ضد الاسلام ، ومؤامرة اشترك فيها الجيش بقيادة وزير الدفاع ، وشيخ الازهر ، وبابا المسيحيين الكفار المشركين . واعلنوا انهم قاعدون ولن يبارحوا الميدانين حتي يعود الرئيس محمد مرسي ، وينصر الله الاسلام ، ويعز المسلمين .
بعد طول صبرضاقت الدولة بالاعتصامين ، وما ينتج عنه من تعطيل للمرور ، وتحرش بسكان المنطقتين ، وامور اخري كثيرة ، منها انهم جعلوا من الشوارع الجانبية مراحيض ، ومنها تخصيص شقق للخلوة الشرعية ، واتخاذ مدرسة لتكون سلخانة للابقار لزوم الطعام ...بل وصل الامر ، وهذا رواه لي صديق مقيم بمنطقة ميدان رابعة ،انهم كانوا يصعدون العمارات المحيطة بالميدان جماعات ويطرقوا الابواب المغلقة ويطلبوا ان يدخلوا الحمامات الخاصة ، ولا يستطيع صاحب الشقة إلا الاذعان .
لذا قررت الدولة فض الاعتصامين ولو بالقوة في14 اوغسطس 2013 . نعم مات عدد كبير منهم ، وايضا من ا فراد الشرطة ، فكان الفض دمويا ،إلا انه كان لابد منه .
بعد فض الاعتصامين ، ورحيل الاسلاموين من الميدانين ، انتابهم الغيظ ، وسيطرت عليهم شهوة الثأر والانتقام . لا قبل لهم بمواجهة الجيش والشرطة ، فاتجهت الانظار الي الطرف الاضعف اي الي المصريين المسيحيين . ولما لا ؟ وبطريركهم شارك في مؤامرة عزل الرئيس مرسي .
ركز الاسلاميون علي قري الصعيد وبالاخص قري المنيا ، فاحرقوا حوالي 80 كنيسة ، فضلا عن نهب البيوت والمتاجر ثم حرقها . كل هذه الجرائم حدثت والجيش والشرطة لم تتدخل لوقف العدوان ، وحماية الكنائس والبيوت والممتلكات ، وكأن الذين يٌروعون ، وتٌحرق كنائسهم وبيوتهم ليسوا مصريين علي الدولة مسؤولية حمايتهم . واظن ان هذا الموقف السلبي كان مقصودا . لعله يكون كاشفا للعالم المراقب طبيعة واجرام الجماعات المتأسلمة ، ومن ثم يبرر عنف الدولة حين فضت الاعتصامين .
اقتحم الاسلامويون قرية صغيرة من قري محافظة المنيا تدعي "دلجا " يسكنها حوالي 120000 نسمة ، حوالي 100000منهم من المصريين المسلمين ، وحوالي 20000 من المصريين المسيحيين ،ويغلب علي قاطني القرية المسلمين الطابع الاسلاموي ، والهوي السلفي ....احرقوا كنيسة القرية ، وحولوها الى رماد . وبعد فراغهم من حرق الكنيسة ، امروا النصاري الكفار بالخروج من بيوتهم البسيطة الفقيرة ، واعملوا السلب والنهب في محتويات تلك البيوت من تلفزيونات وثلاجات ومرواح ونقود امام اصحابها ، ثم اضرموا النار في البيوت . ولم ينطق واحد من المساكين اصحاب البيوت . ولم يتصدي احد ، ولم تأتي قوة من الجيش او الشرطة لمنع الجريمة إلا شخص واحد فقط .
السيد "اسكندر طوس" رجل في ستينيات عمره ، يعمل حلاقا ، ويتقاضي اجرا بسيطا ممن يحلق لهم رؤسهم او ذقونهم . للرجل اسرة ، وبيت صغير بناه بعرقه وكده ، وتوفير المال القليل الذي يربحه من مهنته المتواضعة ..
لم يستوعب الرجل معني ان يخرج من بيته ، ويري نهبه ثم حرقه . بشجاعة نادرة وقف في البيت ، ورفض الخروج . هال المجرمون ان يقف في وجوههم رجل نصراني كافر نكرة كاسكندر طوس ، فأمسكوا به وجروه ، وكالوا له الضرب والصفع واللكم ، ثم جثوا علي جسده المنهك المضروب ، وذبحوه كما ولوكان خروفا . واتوا بجرار زراعي وربطوه به ، ودماؤه مازالت تنزف من رقبته المذبوحة ، وجابوا به شوارع القرية ، وهم يكبرون ، ويصيحون في وحشية وهمجية بشعة ، والناس الذين تملكهم الرعب والخوف ينظرون ولا يحركون ساكنا . وبعد هذا القوا بجثته في الشارع . ولم يجرؤ احد من المصريين المسيحيين علي ان يقترب ، ويحمل الجثمان ويدفنه . فعلها واحد من جيرانه المسلمين ،اخذه ، ودفنه في مدافن الصدقة الخاصة بالمسيحيين . الادهي والابشع ان المجرمين القتلة تذكروا انهم لم يصوروه فنبشوا القبر، واخرجوا الجثمان بدم بارد ، وصوروه بموبيلاتهم ، فاعاد الرجل الكريم دفنه مرة اخري .
الدولة مسؤولة مسؤولية تامة عن حماية مواطنيها ، وعليها ان تتدخل بما لديها من قوة لوضع حد لعدوان فريق مستقوي علي فريق اخر مستضعف . وكما لجأت للقوة لفض اعتصامي رابعة والنهضة ، كان عليها ان تتدخل بقوتها لحماية الكنائس من التدمير والحرق ، وحماية بيوت ومتاجر المصريين المسيحيين ، والضرب بيد من حديد علي المجرمين القتلة . وكان الامر يسيرا عليها وسهلا في تنفيذه ، وحتي لولم يكن هكذا فهذه مسؤوليتها ، ولكنها لم تفعل . ضحت بالمصريين المسيحيين المغلوبين علي امرهم علي مدي قرون وقرون ، لكي تلفت نظر العالم المراقب لمدي بشاعة الاسلامويين ، مما يخفف من الادانة المترتبة علي فض الاعتصام بالقوة ......ثم بعد ذاك تسترضي المصريين المسيحيين السذج باعادة بناء الكنائس علي نفقة القوات المسلحة التي كان الاولي بها حمايتهم ومنع وقوع الجريمة .
سلاما وراحة ابدية لروح الرجل الشجاع الذي حمل روحه علي كفه ، وقال : لا ،،، . السيد اسكندر طوس .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952
- شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى
- 30 يونيه 2013
- هزيمة 5 يونيو 1967 نتيجه منطقيه
- المواطنه والعلمانيه
- حدث فى 25 يناير 2011
- العقيده والميلاد
- دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013
- الاصوليه المسيحيه
- موت شادى حبش فى السجن
- من المسئول عن قتل جنودنا ؟
- السلفيون والاسكندريه واثم الدوله
- تزوير التاريخ
- كورونا والانسان والله


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله - اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟