أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الرأسمالية نقيض الدّيمقراطية














المزيد.....

الرأسمالية نقيض الدّيمقراطية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند انهيار جدار برلين والإتحاد السوفييتي "بَشَّرَنا" صانعو الإعلام والبروبغندا وحكام أمريكا وأوروبا الغربية (أي حلف شمال الأطلسي) ب"نهاية التاريخ" وانتصار الدّيمقراطية والرأسمالية، ولا وجود لخيار آخر غير النموذج الرأسمالي الليبرالي الذي بدأ بتدمير العراق ويوغسلافيا والصومال في إشارة إلى تخلُّصِهِ من جميع "العراقيل" والكوابح التي كانت تحكم العلاقات الدّولية...
في داخل الدّول الرأسمالية الإمبريالية، أثبتت احتجاجات الكادحين والأُجراء والمتقاعدين والفقراء في فرنسا ضد قانون "إصلاح" المعاشات التقاعدية أن الرأسمالية تتعارض مع الدّيمقراطية فقد تمكّنت الحكومة من تجاوز المؤسسات والهيئات المنتخبة، وتجاوز قانونها البرجوازي، لإقرار القانون الجديد دون نقاش برلماني، وترافق هذا الإجراء "الدّيمقراطي جدًّا" مع تراجع الحريات في أوروبا، ومع حملة اعتقالات واسعة ومع حَظْر نشاط العديد من الجمعيات وإلغاء التمويل العمومي لبعضها الآخر (منها رابطة حقوق الإنسان التي تأسست في بداية القرن العشرين) وإلغاء دخول مثقفين وفنانين من بلدان أخرى، وحظر اجتماعات وتظاهرات سياسية أو ثقافية، في أوروبا، ومع ذلك يرفض العديد من أصدقائنا الحديث عن دكتاتورية أو فاشية أو استبداد في أوروبا وأمريكا الشمالية...
يمثل عدم احترام المعايير الديمقراطية الليبرالية - مثل الحق في الاحتجاج والتعبير والإضراب واستقلال القضاء – واحدا من مظاهر التراجع عن المطهر "الديمقراطي الليبرالي".
وعدونا، عند انهيار الإتحاد السوفييتي، إن تعميم النظام الرأسمالي ( العولمة النيوليبرالية) سوف يجلب الديمقراطية والرخاء للجميع، وبعد أربعة عُقُود، قدّرت المؤسسات "غير الحكومية" الأمريكية مثل "فريدوم هاوس" (وهي في واقع الأمر تدافع عن السياسات الرسمية الأمريكية وعن الإيديولوجية السائدة) أن حوالي 72% من سكان العالم يعيشون في ظل شكل من أشكال الحكم الاستبدادي وأن حوالي 38% من سكان العالم يعيشون في بلدان لا تحترم الحريات الأساسية، فكلما انتشرت الرأسمالية في العالم، تراجع مستوى الحريات والدّيمقراطية وزاد الترويج للميز والعنصرية والفاشية في أوساط السياسة والإعلام والثقافة والفن الخ
لم تنتشر الدّيمقراطية كما وعدت بذلك أبواق الدعاية الإمبريالية، ولم ينتشر الرخاء الإقتصادي، بل زحف اليمين المتطرف في الدّول الرأسمالية المتقدمة، وما رافق ذلك من تراجع أو إلغاء المكتسبات الإجتماعية، وزاد الفقر والبطالة في البلدان الفقيرة، وزادت وتيرة الحُرُوب العدوانية الأمريكية والأطلسية، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، مع إغلاق الحدود أمام فقراء العالم الذين خربت الإمبريالية بلدانهم ونهبت ثرواتهم...
نشر الصحافي والكاتب والمُعلّق بصحيفة فايننشال تايمز، "مارتن وولف"، خلال شهر نيسان/ابريل 2023، كتابًا بعنوان "أزمة الرأسمالية الديمقراطية"، ضَمَّنَهُ نقدًا خفيفًا "للحروب التجارية والحواجز الجمركية...(لأنها) قرارات يتخذها الحاكمون الذين يعيقون التنافس الحر، وفق قانون السُّوق الذي يتيح شراء مجموعة أوسع من السلع والخدمات الأرخص والأعلى جودة"، وكان مارتن وولف ولا يزال يُمجّد الرأسمالية والنيوليبرالية، لكنه بدأ يُشير مؤخرًا إلى التفاوتات الكبيرة وانتشار الفساد داخل البلدان الرأسمالية المتقدمة، وإلى التفاوتات بين البلدان معتبرًا إنها "تخلق بعض المشكلات المهددة للعالم، بما في ذلك خطر الحرب"، وفجأةً أصبح مارتن وولف مهتمًا بمستقبل الديمقراطية، ويقترح تخفيف حدّة التوترات الإقتصادية والإجتماعية، لكنه يرفض نقد أو إعادة النظر في الأسباب التي أدّت إلى هذا "الوضع المتفجر"، بل يدعو إلى "الرأسمالية المُنظّمة التي تحقق إجماعًا ديمقراطيا" ( على الطريقة الكينزية)، ويتناسى مارتن وولف أو حتى المُنَظِّر السياسي التقدمي كارل بولاني، إن الرأسمالية لا تتحمل الإصلاح، فهي قائمة على استغلال العاملين لتحقيق النمو الاقتصادي ولزيادة الأرباح، كما يتجاهلون أن الرأسمالية تستخرج الجزء الأكبر من الأرباح الفائضة من البلدان الفقيرة، لتتمكن من إعادة توزيع بعض الفُتات على الطبقة العاملة بالدّول الرأسمالية المتطورة، في شكل سلع رخيصة، تُجنب الرأسمالية زيادة الأجور، وبذلك تتفادى الثورة في معاقل الرأسمالية الإحتكارية (أو الإمبريالية) وتمكنت هذه الأساليب من تأجيل الحرب الشاملة على العمال في الدّاخل وعلى الشّعوب والبلدان في الخارج، ويشترك الطَّرَفان في مقاومة زحف "مجتمع السوق" وما يتضمنه من استغلال واضطهاد وانعدام المساواة...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي ديمقراطية في المجتمع الرأسمالي؟
- خبر وتعليق
- الصين والولايات المتحدة وروسيا والعرب
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرّابع والعشرون، بتاريخ الساب ...
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث والعشرون، بتاريخ العاشر ...
- ملامح الحركة النقابية بالولايات المتحدة
- قراءات - عرض كتاب
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني والعشرون، بتاريخ الثالث ...
- تجارة المخدرات – من المستفيد؟
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الواحد والعشرون، بتاريخ 27 أيا ...
- النسخة الأمريكية من الديمقراطية - الجزء الأول والثاني
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد العَشَرون – 20 أيّار/مايو 202 ...
- الولايات المتحدة: المُنْحَدَر؟
- الولايات المتحدة- انهيار بطيء
- الذكرى الخامسة والسّبعون للنّكبة
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد التاسع عَشَر – 13 أيّار/مايو ...
- تركيا قُبَيْل انتخابات 14/05/2023
- اقتصاد سياسي – محاولة تعميم المعرفة عرض قراءات
- من التّراث النّضالي للعاملات السوداوات بالولايات المتحدة
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد الثّامن عَشَر – السّادس من أي ...


المزيد.....




- ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد ...
- مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء ...
- العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
- -للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد ...
- انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
- نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
- فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
- ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الرأسمالية نقيض الدّيمقراطية