أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبري الرابحي - مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 09:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نعيش اليوم في عالم سريع ومتغير، تتحكم فيه القوة والتكنولوجيا وتطبخ فيه القرارات في مطابخ عدة تمتد من المكاتب والبلاطات إلى المخادع الأميرية الحافظة للنسل الامبراطوري وحتى تلك المتمردة عليه.
يسهل توجيه العالم حسب ما يتوفر من قوة سواء كانت صلبة أو ناعمة أو متدثرة برداء الاغاثة الانسانية أو حتى الحروب المقنّعة، تلك التي يتم إختيار أشرارها بعناية فائقة.
في غفلة من كل هذا يتسلل خطر مستحدث، ناعم كاللقاحات نبيل في الظاهر كالمساعدات الانسانية، لكنه متوحش كإقتصاد السوق أو أكثر توحشاً.
انه الذكاء الاصطناعي ذلك المارد القادم على عجل في تلابيب العولمة والمساوم على مكانة الانسان وعمله وحتى تفكيره عندما يتحول كل شيءٍ قابلاً للانجاز بأدق من المجهود الانساني.
تُدخل بياناتك وتطرح الأسئلة وتنتظر من خادمك الآلي السيبرني أن يذعن لطلباتك حتى البذيئة أو الإحتيالية منها أو الموغلة في الغباء أو التغابي فيجيب في وقت قياسي أو يتمنع بلباقة، ويدعوك لأن تهذب طلبك بإيتيكات التكنولوجيا وأن تترك بلاهة الإنسان جانباً.
يبدو أنه من الضروري الانتباه إلى أن أزمات الإنسانية المتعلقة خاصة بالعمل تتلخص في ثلاث مراحل مفصلية.
الأولى عندما تحول العمل إلى سلعة لها ثمن لا يحترم في أغلبه الجهد الآدمي.
الثانية عندما صارت الآلات تزايد على الجهد الآدمي وتعوضه نسبياً في ما إستطاعت المكننة الوصول إليه.
أما الثالثة فهي الحالية وهي تعويض الإنسان بالذكاء الإصطناعي.
لقد صار من الضروري أيضاً الانتباه إلى أن ملايين مواطن الشغل صارت مهددة في العالم فقد تصبح مهن مهمة كالترجمة والكتابة الصحفية وتحليل المعطيات المالية والتخطيط ومتابعة الأزمات وغيرها، قد تتحول إلى إرث إنساني أو على الأقل إلى تراث الإنسان المفكر.
كما أن تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تفكير بديلة قد يتعاظم معها إنغلاق الإنسان على المعرفة وإنفتاحه على ما يمكن أن يتوفر له بواسطة التكنولوجيا.
إنسانياً، وفضلاً عن تفاقم الهوة بين الشعوب وإندثار جزء هام من ثقافاتها وحضاراتها قد يصبح الوجود البشري مهدداً أكثر فأكثر متى تأكد لبعضٍ أن وجود الكل ليس بتلك الضرورة التي أملاها الكون وأن عبء المجاعات والأوبئة وندرة المياه والهجرة قد يكون محفزاً للتخلص من جزء من البشرية خاصة تلك التي قد يسهل تعويضها بواسطة الذكاء الاصطناعي مثلما تم تعويض كثيرين بواسطة الآلات وتركوا للأوبئة والحروب التي كانت مربحة لأباطرتها كدأبهم في بيع كل ماهو إنساني.
ليس التوجس من كل مستحدث هو الدافع لكل هذا الحذر والخوف وإنما تجارب الإنسانية المتعددة مع كل ما من شأنه تسهيل حياتهم وزيادة أرباح إقتصادياتهم المتوحشة طالما كان له ضحايا سواء من الآفلين أو المستهلكين الذين لم يحن بعد موعد التخلص منهم.
الخوف كل الخوف أن يكون الذكاء الاصطناعي سريعاً في الحسم في هذه المسألة كسرعته في الإستجابة لأكثر الطلبات الإنسانية تعقيداً.
إنه الذكاء الذي سيتطاول حتماً على طيبة أو غباء الإنسان، لا يهم، المهم أنه خطر محدق بلا مبالغة.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبري الرابحي - مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي