أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صبري الرابحي - كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال














المزيد.....

كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 20:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كانت و لازالت كرة القدم لعبة إبتدعها الفقراء و إختاروا لها رسالة الأخوة و الصداقة و روح الفريق فتحولت في غفلة منهم إلى محدد رئيسي لمستقبل أممهم يتداخل فيه السياسي مع الثقافي و يحمل في طياته الكثير من الرسائل الإجتماعية.
على بعد أيام قليلة من الحدث الأهم في العالم و هو كأس العالم يتحلق ملايين البشر في الساحات و الميادين و المقاهي و المطاعم و الحانات حول شاشات تتفاوت أحجامها لكن لا تختلف الصور المنقولة عبرها لتنقل ملاحم في ظاهرها هي مجرد لعبة لكنها في الحقيقة تخفي صراعات و تجاذبات أكبر من الرياضة نفسها و تعكس فيما تعكس حاجة الإنسانية لما يجمعها و يعمدها بالسلام و التآخي.
خلال هذه الأيام و بعد عودة لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل عاد إلى أذهان الجماهير صورة رفيقه "سقراط" ذلك اللاعب العبقري لمنتخب البرازيل، الطبيب الذي كان يحمل رسالة شعبه و جعل من سحر اللعبة وسيلة للوصول إلى قلوب الملايين و التعبير عن ما يخالج صدورهم.
سقراط كان لحد ما يعكس صورة الشعب البرازيلي في ملامحه و في طموحه فتحول في غفلة من الإمبريالية العالمية التي أفسدت كل شيء إلى رمز من رموز الحرية و الإنعتاق و تعبيراً عن أمل شعبه في العدالة الإجتماعية و سحق التفاوت الطبقي و الثورة على حكم العسكر بواسطة الإنتخابات الديمقراطية التي إستجاب لها الشعب بعد دعوته لها و تهديده بمغادرة البلد فكانت كرة القدم و شعبية سقراط وسيلة لتمهيد الطريق لحكم المدنيين و الديمقراطية في البرازيل.
في الجانب الآخر من العالم و تحديداً في إفريقيا إستطاع جورج وياه أن يعتلي سدة الحكم في ليبيريا عبر بوابة كرة القدم و إختار لنفسه نفس رقم قميصه الرياضي خلال حملته الإنتخابية ليصبح نجاحه الكروي في قيادة منتخب بلاده إلى نجاح سياسي مهم إستطاع أن يغير و لو القليل من حياة مواطنيه بعد سنوات من الحرب الأهلية و لعنة الأوبئة التي مازالت تنخر بلده كالإيبولا.
زين الدين زيدان أيضاً كان لسنوات طويلة شخصية مؤثرة و كان لعدة سنوات سفيراً للعرب و المغاربة في اللعبة العالمية عنوة عن إنتمائه "الرسمي" لبلد بديل عن بلده الأصلي الجزائر فلم يستطع رغم كل ذلك أن لا يكون عربياً أو مغاربيا في نظر العرب و المغاربة و المشارقة رغم كل المحاولات لطمس ذلك و لم يخفي قميصه الأزرق لمنتخب الديكة ملامحه العربية التي لا تمحى بالتجنيس و لا بالإقامة و لا حتى بتغيير الإسم بنطق إفرنجي بحت و تحولت قصة نجاحه إلى قصة ملهمة للعرب و الأفارقة و الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين و ساهم حضوره في الساحة في تحطيم سرديات اليمين المتطرف في فرنسا حول المهاجرين.
كل هؤلاء الرموز أدوا رسالة كرة القدم كما يجب و عبروا عن إنتمائهم بطريقة التنوع العرقي و الإثني و أحست الإنسانية بتنوعها الطبيعي في كل الدورات التي أقيمت بالرغم من أنها لا تكاد تخلو من التجاذبات و التوترات على خلفية المواقف السياسية.
في الجانب الآخر، يتوجب أن تعود كرة القدم إلى روادها الحقيقيين من فقراء و مهمشين الذين صاروا غير قادرين على ممارسة اللعبة بسبب تحولها إلى ممارسة بورجوازية تستوجب إمكانيات مادية ضخمة خاصة بعد أن إنتظمت عديد الفرق في شكل "شركات" و أصبح رأس المال يحجب الموهبة و الشغف و صار الفريق مجرد "سوق" و صار الحق في مشاهدة المباريات أيضاً حقاً نخبويا يستوجب دفع المال لمجرد الولوج.
هذه التحولات العميقة التي أسقطها الإقتصاد الرأسمالي على لعبة الفقراء جعلها تحيد عن رسائلها الأصلية و أصبحت تكريسا مقيتا لسلطة رأس المال على أحلام الشعوب فصار من غير الممكن أن تنتصر الإرادة و الموهبة و روح الفريق على معسكرات التدريب العلمية و الإنضباط التكتيكي لكبرى مدارس التدريب التي تستثمر الحكومات و رجال الأعمال أموالها بكل ما للرأسمالية من وحشية على كل ما تختاره الشعوب.
في المقابل أصبح ضرورياً اليوم أن تعود كرة القدم إلى أصحابها الحقيقيين و أن تتحقق العدالة في ممارسة اللعبة و المشاهدة و أن تحس الأمم و الشعوب بالمساواة أمام قانون اللعبة و أن لا تتحول إلى لعبة موازية تلعب داخل مكاتب الحكومات و الهيئات و تحولها للسيطرة على الدول و الشعوب و أن تحمل كرة القدم رسائلها الحقيقية و تعود إلى مهدها الأول بعيداً عن سطوة المال الذي أفسد كل شيء.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم
- الوجه الآخر للنزاع المغاربي
- : -تونس، ديبلوماسية الحزب و الفرد في زمن الكورونا-
- تونس، وباء الكورونا أم الليبرالية؟
- تطرف النظام.. إلى أين؟
- جياع في خنادق السياسة
- إن لم تكن فلسطين قضيتك...فلست إنسانا
- تونس:الإعلام الرسمي المشهدي في العهدين
- إيفر غيفن-مصر و إدارة الأزمة


المزيد.....




- رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية ...
- جنود إسرائيليون في هضبة الجولان خارج المنطقة العازلة - بي بي ...
- الخارجية الروسية: هناك خطر من أن يعاود تنظيم داعش نشاطه في س ...
- خامنئي: الولايات المتحدة وإسرائيل وراء ما حدث في سوريا
- في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص-
- ماذا الذي استهدفته أكبر عملية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي ...
- زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات
- هآرتس: محاكمة نتنياهو أظهرت تقلب وجوهه ووهم الديمقراطية
- دراسة: 43% من نزلاء الفنادق يحتفظون بعبوات الشامبو.. ما سر ه ...
- حرق ضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه باللاذقية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صبري الرابحي - كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال