أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - جياع في خنادق السياسة














المزيد.....

جياع في خنادق السياسة


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن زيادة أسعار المواد الأساسية في وارد مشاغلنا اليومية، لقد إنشغلنا مطولا بالإصطفاف وراء الرؤساء من رئيس كل تونس و رئيس بعض تونس و رئيس تونس الأخرى التي لا نعرف، حتى إستفقنا على أسعار لم تكن تمت لتونس بأي صلة، إنبنت بدون شك على دخل أغنياء سويسرا أو اللكسمبورغ هناك غير بعيد أين ترقد أموالنا المنهوبة."إنه الإقتصاد يا غبي" و بلا شك كما أطاحت هذه العبارة ببوش الأب أمام كلينتون اليافع، خوفي كل خوفي أن تطيح بكل تونس التي نحب.
تحول إهتمامنا لبرهة عن قطيعة رأسي الدولة في تونس و تراشقهما بالتأويل القانوني لمجمل متغيرات الساحة السياسية من تعيينات في المناصب المدنية العليا وصولا إلى إرساء المؤسسات و مأسسة الحياة السياسية الجامحة و الغير متوازنة في غياب المحكمة الدستورية حتى تحول المشهد إلى أحد عروض رسالات ختم الدروس لدى الأكاديميين الفرقاء. هذه المعارك الدانكيشوتية التي أقحمت التونسيين في خنادق السياسة ليس بالمعنى الغرامشي و إنما بمعنى الإصطفاف أو الزبونية المستحدثة و التي اصبحت تحكم المشهد برمته، جعلتهم يستفيقون بعد الزيارة الرسمية لوزير المالية لواشنطن مركز التداين العالمي على حزمة من الزيادات المشطة التي أيقظتهم من غفلة صراعات ساكني قرطاج و القصبة وإنشغال الشيخ بتأمل المشهد من فوق ربوة باردو العتيقة.هذه الزيادات و إن شكلت أكبر تعد على الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية للتونسيين الذين تدهورت مقدرتهم الشرائية فإنها شكلت دليلا آخر على تحطم وهم السيادة الوطنية و المرور بأقصى سرعة إلى الإملاءات الخارجية و التي حذر منها أحرار كثر و تم إتهامهم بتبني نظرية المؤامرة في غير محلها تجاه البلد الذي صفق الكونغرس مطولا لثورته الإجتماعية بالأساس.و بالتالي لم يعد خفيا على أحد أن هذه الزيادات التي شملت بعض المواد الأساسية و المحروقات و بعض الخدمات و بالتالي كل جوانب عيش التونسيين هي تعبيرة قاتمة على وضع إقتصادي هش موغل في الركود أصبح المحرك الوحيد له هو التداين الخارجي في غياب الإستثمار بما هو محرك كلاسيكي لإنتاج الثروة.شكلت إذن الأزمات السياسية المتعاقبة و التي لم تتوقف منذ سنة 2011 الدافع الواقعي للأزمة الإقتصادية. و شكل تواصل التعامل معها بطريقة تحميل الطبقات الشعبية لضريبة فشل النهضة الإقتصادية المنشودة و الموعود بها في جل برامج الأحزاب السياسية و التي يبدو أن أغلبها تعيش قطيعة كبرى مع حراك الشارع التونسي حيث لم يصدر عنها المواقف المفترضة في هذا الظرف، شكل دليلا آخر على إفلاس الطبقة السياسية الحاكمة من أي حلول مجدية في مستوى إنتظارات مناصريها المجندين في جبهات خصوماتها الصبيانية.يبدو أن الجميع يستثمر في الأزمة بمزيد ربح الوقت لشحذ سكاكين المعارك السياسية و حشد أنصاره من الجياع في خنادقه، حيث يواصل الفرقاء نهج نفس السبل التي أدت للأزمة بنفس الغباء السياسي كما نفس النعرة و الأنانية أمام أزمة "وطن" برمته.فهل من الراديكالية في شيء أن نعود ليوم اصطبغت أصابع التونسيين بحبر ازرق إستقدم بأنانيتهم المفرطة هذا "الحوت الأزرق" الذي إبتلع البلد، بل و ببدائل لاوطنية مستعدة لكل السيناريوهات التي خبرناها تاريخيا من الأرجنتين إلى اليونان.هل من الراديكالية في شيء أن نجزم بأن خوض التجربة الديمقراطية يفترض بطونا خاوية لا تتخندق و لا تصطف لمن يصر و يعكف على تجويعها أكثر..من المؤكد أن البرامج السياسية التي تستميل الناخبين بعيدة كل البعد عن البراكسيس المنشود لذلك و غير بعيد عن المخاتلة و الوعي السياسي المتعثر و غياب الإختيار و الفرز الحقيقي على قاعدة الواقعية يتواصل التجويع الممنهج بعد شبع ظرفي في ولائم يوم الإنتخابات...حقيقة يبدو أن المال قد أفسد كل شيء في هذا البلد!!



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن لم تكن فلسطين قضيتك...فلست إنسانا
- تونس:الإعلام الرسمي المشهدي في العهدين
- إيفر غيفن-مصر و إدارة الأزمة
- فايروس كورونا... صديق الرأسمالية
- تونس: أسبوع الكيوي


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - جياع في خنادق السياسة