أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - صبري الرابحي - كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة














المزيد.....

كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 20:39
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كان لزاماً علينا التقاطع مع عديد السرديات السائدة من كون كأس العالم هذه هي فرصة تستغلها الأنظمة لتمرير سياساتها الموجعة في غفلة من شعوبها المنشغلة بسحر اللعبة كذلك يمكن التقاطع مع سردية أن كرة القدم هي أفيون جديد للشعوب يذهب عقولها عن إستحقاقاتها الجدية، لكن لا يمكن بأي حال إنكار أهمية هذا الحدث الرياضي كي لا نتنكر لرسائله الإنسانية برمتها.
هذه الدورة من كأس العالم شكلت بالنسبة لعديد الشعوب فرصة لإستنهاض قومياتها و إسترجاع بعض الفخر بالإنتماء.هذه الدورة عرفت على الأقل تمرد المستعمرات على الدول الإستعمارية التي مازالت تحتقر هذه الدول و نعتبرها "تابعة" لها ثقافيا و سياسيا و إقتصاديا و حيث لم تستطع الشعوب التفوق على هذه القوى في ميادين عدة فإنها إستطاعت كسر هذه الصورة التي ظلت راسخة في الأذهان لسنوات طويلة بواسطة كرة القدم.
و عن تحول كرة القدم إلى بديل ثوري عن خيبات السياسة فإن فشل الأنظمة في أن تصنع الفرحة الجماهيرية لشعوبها إستطاعت هذه اللعبة تعويضهم عن ذلك بتسعون دقيقة أو أكثر فكانت كافية لإثارة مسألة الخيبات المتتالية و التي ظننا لحين أنها لن تزول فلم تستطع الطبقات السياسية إخراج شعوبها للميادين و الساحة و تجميعها و نفي الفوارق بينها و توحيدها حول رايتها الوطنية في الكثير من الأحيان في حين إستطعت كرة القدم ذلك بكل عفوية و تلقائية بمجرد الفوز أو حتى الخروج المشرف من الأدوار المتقدمة للمسابقة.
كثيراً ما شهدنا تمرير الرسائل السياسية في تظاهرة كرة القدم خاصة بإقتناعنا أن جمهور اللعبة هو مجتمع مصغر يعكس ديناميكية الشعوب حتى أن ما يصل من رسائل المدارج قد ينذر أحيانا بتحولات إجتماعية مهمة لها إستتباعاتها السياسية اللاحقة و هو ما تحقق في عديد الدول التي عرفت الإنتفاضات و الثورات.حتى عنف الجماهير كان يفهم بأنه تمرد على السلطة القائمة و من ورائها أنظمتها البوليسية الخانقة فنجحت الجماهير إلى حد ما في تسليط الضوء على هذه الممارسات و كانت بذلك تؤشر على رفضها لوضع معين و تحذيراً للطبقة السياسية من الإنفجار الكبير.
و من خيبات السياسة أيضاً هو قصورها عن مناصرة حركات التحرر في العالم و الإنتصار للقضايا العادلة فرأينا في أكثر من مرة إنتصار الجماهير للأقليات المضطهدة و الشعوب الطامحة للإنعتاق و لعل أبلغ هذه الرسائل هي نزول الراية الفلسطينية إلى أرضية الملعب و تواجدها المستمر في المدارج كتواجدها في وجدان كل الشعوب المؤمنة بالحق الفلسطيني على أرضه حتى من خارج القومية العربية و الشعوب المسلمة.و عن فلسطين أيضاً كان تواجد أعلامها و تتالي الحركات الرمزية المساندة لها في المدارج و على الميدان أيضاً رسالة مضمونة الوصول للأنظمة الرجعية التي لم تتماهى مع شعوبها في رفض التطبيع فوجدت أنفسها محرجة من الممارسة الشعبية السليمة في الإنتصار للقضية الفلسطينية و دحر المساعي المحمومة لتسلل هذا الكيان إلى شعوب لم ينضب أملها في تحرير فلسطين رغم تباعد النكسات و تواصل النكبات و تحول التعامل نحو المزيد من الرسمية بالنسبة لعديد الأنظمة التي صار لزاماً عليها أن تعي بأن البروبغندا لا تستطيع أن تحجب ضمائر الشعوب و لا حتى أن تزيفها.
لقد شكلت قضايا التحرر و القضية الفلسطينية في مقدمتها محور هذه الدورة من كأس العالم و شكل حضور الشعوب المتهمة بالتطبيع و التي عبرت عن قناعاتها في مساندة الشعب الفلسطيني أبراءا لها مما تقترفه الأنظمة و مصالحة جدية بين العديد من الشعوب التي تصورنا أنها عبرت إلى ضفة اللاعودة في مناصرة أعدل قضايا الأرض..
إن خيبات السياسة لا تمحى في مجملها لكن يمكن لحدث عالمي مهم ككأس العالم أن ينسينا بعضها و يستنهض فينا الكثير من الإقدام على دحضها نحو شعوب متآلفة منتصرة للقضايا العادلة و تقويم إنحرافات الأنظمة عن البوصلة الثابتة.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم
- الوجه الآخر للنزاع المغاربي
- : -تونس، ديبلوماسية الحزب و الفرد في زمن الكورونا-
- تونس، وباء الكورونا أم الليبرالية؟
- تطرف النظام.. إلى أين؟
- جياع في خنادق السياسة


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - صبري الرابحي - كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة