أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - صبري الرابحي - الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض














المزيد.....

الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 20:19
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لم نكن نحن العرب من مبتدعي التفرقة العنصرية المعاصرة التي نرى اليوم، يتساوى الرجال عندنا في كل شيء و يتمايزون عن بعض بما أدركوا من بطولات لذلك يحق لنا الفخر بأسلافنا على إختلاف ألوانهم و أعراقهم و تجدنا نبحث عن ذلك الفخر حتى في أصغر إنتصاراتنا.
كرة القدم مثلاً أنصفت كل ما فينا، فلم نلبث بعد في فخرنا بالمنجز السعودي التاريخي حتى لاح لنا نصر المنتخب التونسي على نظيره الفرنسي بما فيه. نصر حطم مهزومياتنا و جدد أملنا في التمرد على الحلم.
خلال أيام من إنتظار يوم المقابلة كان الإعلام الفرنسي يتناوب على السخرية من رهان المباراة، لم يكن يحق للكثيرين أن يحلموا بإنتصار تونسي مقنع على بطل العالم حتى إشعار آخر من الفيفا.
أسماء اللاعبين و فرقهم المتطورة و العصرية و قيمتهم السوقية كانت كلها محددة في التكهن بنتيجة المباراة من خارج دوائر الأمل و العزيمة و التحدي.
الجمهور العربي نفسه لم يكن يصدق وسوسة عروبته بأن وهم الرجل الأبيض زائل و أن تجدد التمرد عليه جائز منذ ديان بيان فو و فوق كل أرض منصفة.
أما ما وراء لعبة الأحد عشر لاعباً و الكرة الجلدية فتختفي نظرة فرنسا لمستعمراتها السابقة، تلك الضعيفة المتناحرة التي لا يحق لها أن تتمرد على الإرث الإستعماري الذي لم يشكل جلائه العسكري إلا خطوة منقوصة من جلاء هووي حقيقي لم يأتي بعد.فطالما إعتبرت المستعمرات السابقة نفسها ضعيفة أمام فرنسا سياسيا و إقتصاديا و ثقافيا و لم يكن الإذعان الكروي بعيداً عن كل هذا.
خلال السنوات الأخيرة وجد اليمين المتطرف في فرنسا في قضايا دحر المهاجرين و التصدي للهجرة الغير الشرعية بيئة خصبة لإستمالة عديد الناخبين حتى أن الإنتخابات الفرنسية الأخيرة أثبتت ذلك و أصبحت تنذر بالخطر المحدق بمن لم يتسنى لهم تسوية وضعيتهم القانونية بعد أمام حملات ممنهجة من التشويه حد العنصرية و المطالبة بطردهم من التراب الفرنسي.
لقد صار اليمين المتطرف في فرنسا يضيق ذرعاً بإختلاف الأعراق المستوطنة لفرنسا و يدعو إلى عودة الرجل الأبيض إلى مكانته القديمة تلك التي لا يقربها الهمج و البربر، غير أن العولمة إستطعت أن تحدث الأفاعيل في البنية العرقية للشعوب و أهمها فرنسا، فصار منتخبها الوطني خليط من الأفارقة و الصرب و العرب،فعن أي رجل أبيض يبحث التعالي الفرنسي المغتر بالفرنسيين الوظيفيين في منتخبه القادمين من جنسيات أخرى.
الأجدر هو تجاوز الأمر و تقبل الفسيفساء العرقية التي لا تنضبط للحدود الإقليمية و لا يمكن بأي طريقة منعها من التمدد في أي مجتمع حتى و لو بلغ الأمر تحصينه بإرثه الإستعماري المتعالي على الشعوب كما تفعل فرنسا، ففي النهاية إنتصرت تونس حتى في مجرد مباراة كرة قدم و كان نصرها أكبر من الإنتصار في اللعبة و إنما كان هزيمة أخرى لمن يزعجه أن تكون تونس حرة.
في النهاية، أعظم ما في المباراة كان نزول الراية الفلسطينية إلى أرضية الملعب فوق سواعد شاب تونسي يلبس "الشاشية" فكان إنتصار التونسيين لفلسطين أهم من أي نصر آخر عرفوه من قبل.
و مازالت كرة القدم تدهشنا برسائلها الإنسانية التي ترد تباعاً من فوق الأرض العربية شاحذة فينا عزائم أعياها الخذلان.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم
- الوجه الآخر للنزاع المغاربي
- : -تونس، ديبلوماسية الحزب و الفرد في زمن الكورونا-
- تونس، وباء الكورونا أم الليبرالية؟
- تطرف النظام.. إلى أين؟
- جياع في خنادق السياسة
- إن لم تكن فلسطين قضيتك...فلست إنسانا


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - صبري الرابحي - الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض