أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية














المزيد.....

المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازالت المسارات التي عرفها التونسيون نحو مطالب ثورتهم تتعثر كل يوم بالحواجز الاقتصادية و السياسية و التي لئن شكلت عائقا أمام تحقيقها فإنها أصبحت بدورها منتجة لأزمات الممارسة الديمقراطية التي ظن كثيرون أن تونس قد تجاوزتها وأصبحت إحدى النقاط المضيئة في فلك دول الربيع العربي.
الديمقراطية لم تستطع أن تتأصل في المشهد التونسي بل أصبحت بدورها تعيش أزمة غير مسبوقة تقتضي الانتباه إلى الرسائل الشعبية التي تضمنها عزوف التونسيين عن ممارسة حقهم الانتخابي أقدم آليات الديمقراطية.
الغريب في المشهد السياسي التونسي أنه لا يتم الاستنجاد بخبرات علماء الاجتماع لتفكيك ظاهرة العزوف الجماعي التي توحد حولها التونسيون بعد أن صار توحيدهم مهمة صعبة.في حين يتم الالتجاء للمدافعين عن الأقلية أو الأغلبية دون الخلاص إلى تفسير منطقي مقنع أو محدد للأسباب  والمسببات بوضوح.
جوهر العملية الديمقراطية:
المعلوم أن آلية الانتخاب هي جوهر العملية الديمقراطية و لا يمكن أن يختلف اثنان حول ذلك منذ أن تم التخلي عن الديمقراطية المباشرة نحو الديمقراطية التمثيلية حيث يعبر الفرد عن إرادته بكل حرية، مما يفضي إلى مجالس وهيئات تعبر بالضرورة عن رغبة الناخبين في منح الثقة لمرشحين بعينهم.
هذه التعريفات وان كانت متلازمة حيث لا يمكن الفصل في مفهوم الديمقراطية بدون الحديث عن الانتخابات قد يؤدي بنا إلى مراجعة الفهم الجماعي للديمقراطية نفسها ومدى جدواها لدى الناخب التونسي.
التونسي والديمقراطية:
مثلما استطاعت الأزمات السياسية وتبعاتها الاقتصادية تغيير نظرة التونسيين لثورتهم حيث تناوبت الحكومات المتعاقبة على إفراغ مطالب ثورة 17 ديسمبر - 14 جانفي من جوهرها، فإن نفس هذه الظروف جعلتهم يكفرون بالديمقراطية وينسبون لها كل الخيبات التي صارت عليها معيشتهم.فبالرغم من أن مطالب الشعب كانت اجتماعية بالأساس تستوجب الكثير والكثير من الإصلاحات الاقتصادية، إلا أن تحويل هذه المطلبية إلى مطلبية سياسية بإمتياز وتكرر الوعود بأن التضحية بمزيد من الوقت سيفضي بالضرورة إلى تحقيق مطالب التونسيين بالطريقة الديمقراطية، جعل منها أي الديمقراطية عائقا أمام الفهم السليم للتونسيين الذين يبدو أنهم صاروا لا يطلبون إلا حياة كريمة تحت أي نظام للحكم.
إشكالية الديمقراطية والأحزاب:
لم يعرف التونسيون التعددية الحزبية إلا في أواخر السبعينات وكانت التنظيمات السياسية تتخذ من الساحة النقابية أرضية واسعة للدفاع عن قناعاتها خاصة بالنسبة للأحزاب اليسارية التي أصبحت مكونا رئيسياً منذ أن ظهر حزب الديمقراطيين الاشتراكيين للعلن بمرجعيته الاشتراكية التي كانت مجمعة لتيارات يسارية واسعة ثم سرعان ما ظهرت الأحزاب اليمينية قبل أن تعرف الأحزاب السياسية طفرة واسعة بعد الثورة بأن ناهزت المائتي حزب بمختلف التوجهات و بدونها أحياناً.لكن بعد 25 جويلية تبين المتابعون للشأن السياسي تنامي ترذيل العمل الحزبي و تبخيس مساهمته في تأسيس ساحة سياسية متوازنة استكمالاً لتيار جارف ظهر بعد الأزمات السياسية المتكررة و التي تحملت الأحزاب تبعاتها عن طريق المحطات الانتخابية الكبرى. لكن بالرغم من هذه النزعة و التي غذتها إجراءات 25 جويلية إلا أن القوى الحية والفاعلة في المشهد مازالت تعتبر أن الأحزاب السياسية هي مكون رئيسي في الحياة السياسية وهي الضامن التعددي للتوازن من خلال تشريك كافة الأطياف و التوجهات في صياغة تونس الجديدة والمتجددة بالمتغيرات السياسية المتتالية.
رهان قيس سعيد على الانتخابات:
خلافاً لموقفه من الدور الأول للانتخابات البرلمانية أظهر الرئيس قيس سعيد بعض الارتياح لنتائج الدور الثاني والتي أعتبرها عقابا أو موقفا إستتباعيا للبرلمان السابق الذي رذل الحياة السياسية والممارسة الديمقراطية ككل حسب فهمه لهذه النتائج.والملاحظ وسط كل هذا أن قيس سعيد أعتبر منذ بداية إعلانه على خارطته لإنهاء مرحلة الإجراءات الاستثنائية أنه لن يتراجع عن خياراته مهما كانت نتائجها شعبيا رغم دعوات المعارضة له للتراجع عنها في علاقة بمشروعية المؤسسة المنبثقة عن هذه الانتخابات وعمقها الشعبي و هي العبارة التي استعملها لدحض سرديات المشروعية التي طفت على الساحة بعد الدور الثاني درءا لأزمة الديمقراطية في تونس.
بالرغم من هذه النتائج التي أتت مخيبة لآمال الكثير من التونسيين من حيث ارتباطها بالممارسة الديمقراطية التي ظننا أنها أصبحت ممارسة أصلية في الحياة السياسية لا يتخلف عنها التونسيون، إلا أنه يبدو أن مراجعة الكثير من المفاهيم أصبح ضرورة قصوى يقتضيها المشهد حتى يتسنى تفكيك هذا السلوك العقابي الذي اختاره الشعب التونسي ليبرهن على أن الحياة السياسية أصبحت معطبة وأن الديمقراطية لم تعد تعنيه و تعيش بالتالي أكبر أزماتها في انتظار الانتخابات الرئاسية القادمة التي من المؤكد أنها ستتأثر بكل هذه المستجدات وقد لا تختلف نسب المشاركة فيها عن سابقاتها اذا لم يتم معالجة المشهد.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث
- تونس..الثورة المؤجلة-الجزء الثاني
- تونس.. الثورة المؤجلة
- تونس-زمن السكاكين في معابد العلم
- الوجه الآخر للنزاع المغاربي
- : -تونس، ديبلوماسية الحزب و الفرد في زمن الكورونا-
- تونس، وباء الكورونا أم الليبرالية؟


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية