أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم















المزيد.....

جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدستور العراقي على علاته، يقر، بأن "الشعب مصدر السلطات"، والمشرعون الطائفيون يتبجحون بأنهم ملتزمون بمبادئه دون مواربة!!. لكن إذا كان الشعب حقا، مصدر السلطات، ونعني "التشريعية والتنفيذية" ولا نستثني "القضائية"، فلماذا لم يع هؤلاء المشرعون ضجر الشعب على مدى عشرين عاما من سوء الأوضاع وتراكمها على جميع المساحات والصعد؟. وإن كان الدستور مجموعة أحكام في العرف المدني، الفيصل، لإحلال السلم الأهلي وإعلاء شأن العدل والمساواة وضمان حقوق الناس مهما اختلفت انتماءاتهم ومللهم. فمن أعطى أصحاب السلطتين (التشريعية والتنفيذية) حق شرعنة استثناءات دستورية لخدمة مصالحهم، بأي حال لا تتناسب مع المصالح العامة للمواطنين، خذ مثلا: مسألة الرواتب الضخمة التي يتقاضاها منتسبو السلطات الثلاث وما يحيطها من دوائر وأحزاب وموظفين وهميين، فضلا عن تعدد وتنوع الامتيازات والمكافآت، أموال وعقارات وقصور وسيارات وحمايات إلخ. فيما يعاني عامة الشعب من ردع وقهر وجوع وعراء وبطالة وأمراض لا طائل منها. ولأن الدستور مليء بالتناقضات والكثير من مواده قابلة للتأويل والتجيير، فسهلا على مافيات السياسية وأحزابها المتسلطة الالتفاف على القوانين الدستورية الملتبسة بما يخدم مصالحها الطائفية والحزبية. الخطير، أن هذه الطبقة الساقطة سياسيا وأخلاقيا قد جعلت من ممارساتها اللاقانونية أمرا طبيعيا للاستئثار بالسلطة دون منازع.

مؤخرا رفع الستار عن عرض الفصل الجديد من مشهد دراما العراق وسط هرج ومرج مثير للغاية... إذ تنصلت أحزاب الإطار التنسيقي عن اتفاقها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود البرزاني) دون أن يعرف أحد مضامين ذلك الاتفاق وما تمت مقايضته لإتمام صفقة تشكيل (حكومة السوداني) بعد انسحاب الصدر عن المشهد السياسي. وهناك اتفاق آخر قد تم بين رئيس الوزراء محمد السوداني والكرد. أدى كلا الاتفاقين إلى تداعيات أنتجت تأجيل المفاوضات بشأن مشروع قانون الموازنة العراقية لعام 2023 وسط خلافات شديدة بين العديد من الأطراف. وكان نائب رئيس البرلمان قد قام بتعليق عمل اللجنة المالية بالهيئة التشريعية "البرلمان" بسبب مخالفات قانونية وغموض في مضامين الاتفاقات المشتركة بين كل من "الإطار التنسيقي" و "مسعود برزاني" من جهة و (السوداني الحكومة الفيدرالية العراقية) و (برزاني حكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل) من جهة ثانية. سببت حدوث خلافات عميقة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (البارتي والاتحاد) الحاكمين في إقليم كردستان العراق.

الجدير بالذكر أن حكومة (السوداني) الاتحادية كانت قد أرسلت في منتصف مارس آذار مشروع ميزانية ثلاث سنوات إلى البرلمان، تشكل مؤشرا بأن الحكومة مستمرة لثلاث سنوات دون قيام انتخابات مبكرة في هذا العام. وقامت في أوائل أبريل/ نيسان بتوقيع اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان بشأن استئناف صادرات النفط إلى تركيا، ومشروع قانون الميزانية العراقية، ومناقشات جديدة بشأن قانون نفط وغاز اتحادي جديد.

فإذا كان الدستور العراقي، يؤكد، بأن الشعب مصدر السلطات، أفلا من حق المواطنين معرفة ما يدور في الدهاليز من أمور سياسية واتفاقات وعقود تستنزف الدولة وتعرض مصالح الأمة للخطر. إذ لا يسمح الدستور لأي جهة حزبوية أو مجتمعية التجاوز على مسؤوليات الحكومة المركزية الحصرية، كما لا يسمح لأي طرف أو حزب مصادرة الدولة في إطار مفهوم الدولة كمؤسسة لها اعتباراتها القانونية. فما الذي استوجب عدم كشف مضامين اتفاقات في غاية الخطورة في شأن عام (من اختصاص الدولة وحكومتها المركزية حصرا)؟. بل لماذا سمحت المؤسسة التشريعية والقضائية لأحزاب شعبوية لا رقابة أو سلطة عليها عقد اتفاقات فيما بينها، تمس أمن الدولة ومصالحها العليا بمعزل عن الشعب وعلمه؟. في الدولة الديمقراطية المدنية التي يسودها القانون والرقابة والمحاسبة، لا يستطيع أي مسؤول مهما كان منصبه وتحت أي ذريعة كانت، التجاوز على المبادئ والأساسيات المتعلقة "باستقلال الدولة وسيادتها" ومنها استقرارها المجتمعي، السياسي والاقتصادي، وان حدث سيعتبر خرقا اعتباريا لمؤسسات الدولة وخيانة عظمى لشأن عام يعاقب عليه بلا رحمة ولا يقبل المساومة أمام القانون!.

أما في بلد كالعراق يعاني من ازدواجية المعايير وأوضاع سياسية معقدة ونظام حكم طائفي راديكالي، ودستور مركب سلب الدولة ومؤسساتها كل أساسياتها الشرعية والقانونية والإدارية. اشتد الصراع بين طرفين متناقضين في المواقف والممارسات والمناهج والرؤى: بين قوى اللادولة "طبقة شللية طائفية شوفينية"، وسلطة الدولة الضعيفة، حتى أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات. فالأولى تقوض الدولة بكل ما تملكه من قوة، فيما الثانية مسحوقة لا تمتلك وسائل الردع الحرفية والسياسية والمؤسساتية بشكل جعل هيبة الدولة في أتون المجهول وعرضة للجدل الجماهيري.

إن تصاعد الصراع من جديد بين الأطراف السياسية بسبب أزمة تمرير قانون الموازنة الأخير، من شأنه أن يفضي إلى مخاطر حقيقية على الدولة والمجتمع. فالموازنة يشوبها الكثير من الغموض والتستر القانوني والدستوري، ومضامين الاتفاقين مجهولة. فيما الأموال المالية التي يفترض أن تصرف للمحافظات والوزارات لتنفيذ مشاريعها، توزع كـ (هبات) على الأحزاب التي تتقلد وزارات عبر لجانها الاقتصادية وفقا لمبدأ المحاصصة التوافقي. لكن على ما يبدو أن قادة "الإطار" متخوفون من انقلاب السوداني عليهم وضياع المرجو إن لم يعجلوا بأي ثمن إقرار الموازنة التي انكشفت أسرارها قبل إقرارها. فعلى سبيل المثال: في الوقت الذي تفرض الحكومة رسوما خانقة على العراقيين، يحصد الكرد 20 % من الموازنة لثلاث محافظات، وهو ما يعادل حصة 6 محافظات جنوب العراق. فيما تحصل الأمانة العامة لمجلس الوزراء على 920 مليار دينار عام 2023 في حين كانت 186 مليار دينار عام 2021، مع أن عمل الأمانة لا يتعدى متابعة قرارات مجلس الوزراء، ولا يعلم أحد لماذا هذه المبالغ الطائلة؟. أما حصة وزارة الخارجية من الميزانية عام 2021 (363 مليار دينار)، زادت عام 2023 بمعدل مرتين ونصف (837 مليار دينار). ووفقا لما تسرب مؤخرا، فإن مخصصات مكتب رئيس الوزراء قد ارتفع بمعدل أكثر من 15 ضعفا، من 76 مليار دينار عام 2021 إلى 229 مليار عام 2023، زائد 990 مليار دينار لمكاتب تابعة لرئيس الوزراء. علما من أن 85 % من الواردات المالية السنوية للدولة تذهب لجيوب الأحزاب الحاكمة و15 % فقط يذهب لخزانة الدولة العراقية،، ومن هالمال حمل جمال!!.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف
- للثقافة.. دورا تفاعليا في تجسيد القيم واحترام الحقيقة
- بين حرية تقصي المعلومات الصحفية وحجب نقلها وتلقيها
- أحزاب السلطة تعود بالمجتمع المدني العراقي إلى ما وراء السردي ...
- الأزمات مستمرة والبلاد تسير في طريق سياسي وإداري مسدود
- الى اين بعد ..تقود احزاب السلطة ودولة المافيات العراق؟
- ثقافتنا العربية في المهجر بين الغرائز والنقاء
- متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟
- مفهوم أدب النقد ولزوم إحاطته بالآليات الموضوعية
- جماليات لغة الشعر في فضاءات.. فارس مطر
- إنتخابات التجديد صراعات حادة بين الجمهوريين.. فمن سيمسك بالم ...
- مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!
- وصاية الأحزاب على الإعلام ظاهرة غير مقبولة
- وجوه التشكيلي العراقي علي محمود.. الرمزية في كبد الوجد
- جدلية التنوع والتعددية تطرق أبواب الحوار بين الداخل والخارج
- العراق بين مصائب الأمس وثورة الجياع القادمة!
- الحائز على جائزة ابن رشد سعد سلوم.. يتحدى الإفتراضات التقليد ...
- متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في ...
- لمنطقة الخضراء .. ودولة الصدر الفاضلة في مهب الريح
- دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود


المزيد.....




- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...
- أنقرة: سننضم إلى دعوى جنوب إفريقيا
- مقتل عنصر بكتيبة طولكرم برصاص الشرطة الفلسطينية والناطق الرس ...
- نيبينزيا يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة
- مؤيدون لإسرائيل يهاجمون طلابا متضامنين مع غزة وسط موجة مظاهر ...
- شاهد.. القسام تقصف حشودا إسرائيلية في محاور غزة
- شاهد.. القسام تقصف قوات إسرائيلية في محيط غلاف غزة
- إسرائيل.. مراقب الدولة يدعو نتانياهو وهاليفي للتعاون في تحقي ...
- سيناتور أميركي يطالب بضمانات صارمة على السعودية في أي اتفاقي ...
- أوكرانيا.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم