أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!














المزيد.....

مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على أثر إشاعة بعض السياسيين المتدينين ذريعة ما يسمى بفتوى المرجع الديني بأن: "ممتلكات الدولة وأموالها مجهولة المصدر"، يتجاوز أصحاب السلطة وأحزابهم ومنتسبيهم بطريقة بشعة على ثروات العراق منذ احتلاله ولغاية اليوم دون مشرع قانوني أو مصوغ دستوري، بعيدا عن القيم والأخلاق، وحتى المبادئ الدينية السمحة... بيد أن العهود والمواثيق التاريخية والأعراف المجتمعية تؤكد على أن: كل ما فوق أرض دولة محددة المساحة حتى آخر نقطة جغرافية لحدودها، أن كانت موارد أو ثروات طبيعية أو عقارية أو زراعية أو حيوانية، هي ملكية عامة ومصدر من مصادر الدولة واعتباراتها القيمية التي تخضع لأحكام القانون حصرا، بالإضافة إلى أنها تمس حياة المواطن والمجتمع. الأمر الذي يجب أن تحترم وتصان وان لا يلحق الأذى بها حالها حال الأماكن المقدسة.

في الفترة من 24 إلى 27 أغسطس 410 م، تم نهب روما أثناء احتلالها من قبل المحاربين القوط الغربيين تحت قيادة ألاريكوس. كان هذا أول احتلال لروما منذ غزو (الغال) عام 387 ق م، وكان بمثابة نقطة تحول في تاريخها. أدى إلى زعزعة الثقة في الحكومة الرومانية. وأدى النهب إلى تسريع تدهور المدينة وجعلها أن لا تكون مقرا إمبراطوريا دائما لما يقرب قرن من الزمان. المعلومات الموثقة حول مسار الأحداث، وصفت، المحتلين، بأنهم لصوص غير متحضرين وأن سكان المدينة عانوا من غزو ألاريك لروما باعتباره كارثة. فيما أكد العديد من المؤرخين، بأن الأحداث لا تتعلق بغزو روما من قبل البرابرة الغازاة، بل بالأحرى نهب منهجي، من قبل جيش من المرتزقة المتمردين على الدولة في سياق عمل حرب أهلية لأجل السيطرة على السلطة والمال والجاه.

إنها أول ظاهرة عالمية، من خلالها ظهر الارتباط العالمي الذي أنتج وجوها لا حصر لها، وبأشكال مختلفة للغاية- شكلت لقرون من التدخل الأجنبي الاستعماري في العديد من البلدان، منها في المقام الأول، ظاهرة الحكومات غير المستقرة والضعف الاقتصادي والصراعات العرقية والدينية التي أفرزت عواقب مباشرة أو غير مباشرة. ومنذ القرن الخامس عشر فصاعدا، غزا الأوروبيون جميع مناطق العالم للاستكشاف والتجارة والحكم والاستغلال والسرقة. وبحلول عام 1866، قام الأوروبيون بترحيل أكثر من اثني عشر مليون أفريقي كعبيد لممتلكاتهم على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وبلغت القيمة الإجمالية لجميع السلع التي سرقها البريطانيون في الهند- على سبيل المثال من خلال فرض ضرائب عالية للغاية على السكان المحليين، والأرباح من الاحتكارات غير القانونية وببساطة من خلال السرقة- بمبلغ لا يمكن تصوره وهو 45 تريليون دولار أمريكي. ومهما كانت الدوافع، فإن النتيجة الإجمالية بسيطة بقدر ما يتعلق بشأن الأوروبيين، فالأمريكيون واليابانيون فيما بعد، قهروا شعوب العالم ونهبوا خيرات بلدانهم بما فيه الاثار التاريخية العريقة.

في القرنين السابع عشر والثامن عشر، احتاج حكام حقبة "الحكم المطلق" إلى قوة تكون دائما متاحة لتأمين وتوسيع نفوذهم- فكان إعداد ما يسمى بالجيش الدائم، من "المرتزقة". أدت دوافع مختلفة لاتخاذ القرار لأن تصبح مرتزقا. قام بعض الشباب باتخاذ هذه الخطوة بسبب الصعوبات الاقتصادية (تم تجنيد الأطفال أيضا كمرتزقة)، وكان آخرون يبحثون عن المغامرة أو يأملون في الحصول على الغنائم، وقرر العديد أداء هذه الخدمة لفترة محدودة بسبب الاضطهاد الديني. وفي بعض الأحيان كانت مجرد طريقة لكسب العيش. وبالنسبة للبعض، بدا الارتزاق حالة إيجابية للغاية: لقد حصل الجندي على أجره وتم إطعامه، وقد يرتدي زيا فاخرا، وكان يتجول بمسدس، وهو ما لم يُسمح للرجل العادي بفعله. كما أنه لم يعد خاضعا للولاية القضائية المدنية فيما إذا حكمت عليه محكمة عسكرية في حالة نشوب نزاع.

النتيجة: إن ميزان مشروع الاحتلال بواسطة العملاء والمرتزقة، كان ولا زال مدمرا، شمل على أبعاد غير مسبوقة، التسلط والنهب الاقتصادي والفساد، بالإضافة إلى المجاعة والإبادة الجماعية بأسلحة الدمار الشامل المحرمة. والأخطر تأسيس أنظمة حكم متخلفة كما هو الحال في العراق. بلغت آثاره المدمرة على السكان والمدن والقرى، بما في ذلك تخريب الصناعة والزارعة وممارسة القتل والإرهاب، والأخطر نهب الدولة وممتلكاتها باسم الدين والفتاوى الجاهلية.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصاية الأحزاب على الإعلام ظاهرة غير مقبولة
- وجوه التشكيلي العراقي علي محمود.. الرمزية في كبد الوجد
- جدلية التنوع والتعددية تطرق أبواب الحوار بين الداخل والخارج
- العراق بين مصائب الأمس وثورة الجياع القادمة!
- الحائز على جائزة ابن رشد سعد سلوم.. يتحدى الإفتراضات التقليد ...
- متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في ...
- لمنطقة الخضراء .. ودولة الصدر الفاضلة في مهب الريح
- دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود
- الاوضاع السياسية في العراق ... وإلى أين سيفضي احتقان الشارع؟
- البحث عن عقد اجتماعي جديد ضرورة ملحة
- من يتحمل حقا مسؤولية ما حدث للابرياء في منتجع سياحي في شمال ...
- ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..
- مظفرْ النوابِ.. خاتمةُ شاعرٍ.. تنذرَ بثورةِ غضبٍ!
- مفهوم الوطن والوطنية.. بين المنظور القيمي ومواقف احزاب السلط ...
- الدولة العراقية نحو المجهول.. فما العمل؟
- بسبب شحة المياه.. الاراضي الزراعية في العراق تتحول الى اراضٍ ...
- رواية -الطوفان الثاني-.. أزمنة وأماكن لم تغادر حتى تبدأ من ج ...
- السياسة والحروب تطرق مضاجع الثقافة من ابوابها الواسعة.
- على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية
- على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!