أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!














المزيد.....

على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تقوم فيه فئة صغيرة، وصلت إلى السلطة في ظروف هيأ لها الغزاة، بنهب أموال وثروات الشعب والوطن بشكل أوقف عجلة التطور والإعمار وسيؤثر على مستقبل العراق الاقتصادي، أخذ الوضع المعيشي لملايين العراقيين في ظل الصراعات الدولية والحروب التي تسببت في نقص المواد الغذائية واهمها القمح، يزداد تدهورا. فبالاضافة الى عدم مواجهة "وباء كورونا" وتوفير مستلزمات ذلك، فان الغلاء تتصاعد وتيرته بشكل فاحش والامن مضطرب، ينحدر إلى أسفل مستوياته، كما ينذر بكارثة اجتماعية ـ جغرافية سكانية "جيوديموغرافية"، تجعل من العراق بلدا مُمزقا، النتيجة المنطقية لما أنتج نظام المحاصصة الطائفية والاثنية على مدى تسعة عشر عاما.

في بلد يمتلك ثاني احتياطي نفط العالم، لازال الكهرباء فيه في حالة انقطاع مستمر يعاني منه المواطن بشكل يومي، يرافقه "حسب مقاييس الأمم المتحدة" انعدام المياه الصالحة للشرب وخلل كبير في "نظام" الخدمات الصحية وإدارة المؤسسات والمرافق الاجتماعية. وأضحى غالبية الشباب العراقي عاطلاً عن العمل وأصبح ارتفاع الأسعار لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع قدرات أصحاب الدخل المحدود أو المعدمين والفقراء. بيد أن الفئات المتسلطة صاحبة القرار والنفوذ "الشيعية والسنية والكردية" داخل السلطة وخارجها، تعمل وبطرق غير شرعية مخالفة للقانون والشرائع المدنية والسماوية على النهب والإثراء بشكل خيالي على حساب أبناء الشعب، حتى أصبح ترتيب العراق في الفساد الإداري والمالي بمستوى نيجيريا والصومال. وصار الصراع من أجل الاستحواذ على السلطة وتقاسم الغنائم من المبادئ الأساسية للكتل السياسية والفئات والأحزاب والميليشيات التابعة لها، والمشاركة بما يسمى بالعملية السياسية، التي لم يتمكن القائمون عليها رغم مرور أكثر من تسعة عشر عاما على الغزو الامريكي للعراق في 9 نيسان 2003، وسبعة عشر عاما على اول انتخابات انتجت حكومات فاسدة متعاقبة، من إيجاد حلول للازمات وتركماتها سيئة الصيت، أو حلاً لتشكيل حكومة "وطنية" متكاملة لإدارة شؤون البلاد بشكل افضل.

إن غياب السلطة المركزية الحصرية للدولة، جعل دول الجوار تتدخل بشكل سافر بالشأن العراقي وتعتدي على الحقوق الوطنية له، كنهب الكويت لأراضٍ ومياه وثروات نفطية وتخريب المواني العراقية وتعطيل مواردها، فيما تستمر تركيا وإيران باعتداءاتهما على العراق كدخول أراضيه وقطع المياه عنه واحتلال آبار النفط ونهبها بشكل مخالف لكل الأعراف والقوانين دون رادع. كما تمارس بعض دول الجوار ضغوطا متعددة الأشكال لتحقيق مآربها السياسية والطائفية. وقد أدى ضعف السلطة المركزية إلى تعزيز قدرة التنظيمات "الميليشياوية" التابعة لاحزاب السلطة، وقيامها بعمليات إرهابية ضد الدولة والمواطنين الأبرياء. إلى ذلك فقد ساعد الوضع اللاطبيعي هذا على تجاوز حكومة كردستان العراق صلاحياتها الإدارية والدستورية، وجعَلها منذ غزو العراق عام 2003 لا تتوقف عن ابتزاز الحكومة "المركزية" للحصول على مزيد من المكاسب الإدارية والجغرافية والمالية والسياسية، على حساب المحافظات والمواطنين في المناطق الأخرى.

إن البديل الحقيقي لتغيير الأوضاع السلبية، التي ابتلى بها العراق وشعبه، هو الاعتراف بحقوق المواطنين بما فيها حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر والعمل، والأهم من ذلك، كتابة دستور ديمقراطي جديد يتجه نحو بناء دولة مؤسسات تعمل بموجب القانون، يحدد مسؤوليات السلطة واختصاصاتها الحصرية ويكفل العدل وحقوق الناس وأمنهم. دستوراً يفصل بين الدين والسياسة وعمل السلطات الثلاث، كما يعتمد مبدأ المواطنة أولاً وأخيراً وينظر بعين المساواة بين جميع المواطنين العراقيين، أفراداً وجماعات، ويتواءم مع طموحات العراقيين لبناء دولة عراقية موحدة بعيدة عن التفرقة والمحاصصة الفئوية.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراعات الطائفية وأزمة الانتخابات الرئاسية؟
- مع الذكرى التاسعة عشر لغزو العراق .. هل يستطيع الشباب ان ينه ...
- على حافة الرصيف 15
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...
- أوجه التشابه والإختلاف في روايتي هيرمان هيسه وجميل الساعدي
- التضليل الإعلامي في السلم والحرب
- مهرجان برلين السينمائي -برليناله 72- الدولي 2022 ثقافة سينما ...
- نسخة جديدة من الفيلم الموسيقي الكلاسيكي -قصة الجانب الغربي-
- كيف خطط بوش وبلير للحرب في العراق
- تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظر ...
- ماساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول ...
- الاستراتيحية الايرانية في العراق بعد الانتخابات
- التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية .
- أحلام العراقيين تراوح داخل حلقة الصراع الأكثر شهرة
- متى تنتهي ماساة العراق والعراقيين وتتوقف احزاب السلطة عن اطم ...
- بعد خامس انتخابات برلمانية أسس لها الاحتلال... العراق إلى أي ...
- دراما تعاطي المخدرات في العراق.. والمستفيدة، هي ايران!
- ألمانية من اصول عراقية من بين اربعة شباب يحظون بوزارات هامة ...


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!