أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - التضليل الإعلامي في السلم والحرب















المزيد.....


التضليل الإعلامي في السلم والحرب


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعرف‭ ‬التضليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬بـ‭ : ((‬نشر‭ ‬وبث‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار‭ ‬الزائفة‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬وعن‭ ‬سابق‭ ‬تصور‭ ‬وتصميم‭)) ‬وفي‭ ‬تعريف‭ ‬أخر‭ ((‬خلق‭ ‬رأي‭ ‬مغلوط‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬مقنع‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬إيقاع‭ ‬الخصم‭ ‬في‭ ‬الخطأ‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬يفكر‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭. ‬

شهد العالم مؤخرا اكبر تجييش إعلامي امريكي ـ اوروبي على اثر غزو روسيا لاوكرانيا، الذي ما كان له ان يحدث لولا استفزاز امريكا والناتو لروسيا، وتحريض اوكرانيا عليها. سميّ بمخطط "الاعلام لمواجهة ـ الغزو الروسي لدولة مستقلة". يعرف بان اللوبيات الكبيرة التي تهيمن على العديد من مؤسسات القوة، هي التي تسيطر على الماكنة الاعلامية في العالم. وبغض النظر عن رفض قاطبة شعوب العالم وكل انسان عاقل للحرب اينما تكون. فان الاعلام الغربي منذ حدوث الازمة بين روسيا واوكرانيا ثم اندلاع الحرب في حالة تجييش ملتهب ونشر الاكاذيب لغسل الادمغة، جراء اشاعة الرعب من الغزو الروسي وتهديده للسلم العالمي والقانون الدولي، ايضا ذريعة الدفاع عن الديمقراطية الغربية ومباديء حقوق الانسان.. هرول آلاف الصحفيين ووسائل الاعلام المختلفة في جميع انحاء العالم، كذلك مندوبي اكثر من 135 دولة، اغلبها من الدول التي لاتزال بساطيل العسكرة الامريكية تدوس اراضيها متى تشاء وكيفما. داعمين الموقف الامريكي ـ الاوروبي لتحرير اوكرانيا البريئة من قبضة بوتين ـ روسيا. متجاهلين التاريخ السيء الذي عانت منه شعوب وقوميات روسيا على يد هؤلاء الذين ينكثون المواثيق ويبتكرون الاكاذيب، لكنهم يتحدثون كثيرا عن السلم والاستقلال والقانون الدولي والديمقراطية وحقوق الانسان، في حين ادواتهم العسكرية والاقتصادية تصول وتجول في ثلاثة ارباع العالم، تجوّع وتقتل وتنهب وتحتقر الدول والشعوب. والملاحظ ذكره، كشف منصة الاعلام ما كان مخفيا، "عنصرية الدولة الديمقراطية" ازاء دول وحضارات وثقافات، شعوبا ومجتمعات وقوميات، لها ابناء في هذا المحيط الجغرافي والمجتمعي الذي لا يعرف حتى كبار مسؤوليه حضارتهم، قد تعرضوا منذ اندلاع الحرب الى تمييز عنصري على المستوى، الاعلامي والمجتمعي والمؤسساتي. المضحك المبكي ان عددا لابأس به من المنظمات والاحزاب والصحافيين والكتاب والاكاديميين العراقيين في الداخل وفي الخارج، تفجرت قريحتهم للتنظير الديماغوغي دون خجل وبشكل قاصر فيما يتعلق الامر بمسالة مفهوم "الغزو ـ لدولة مستقلة" اثر غزو روسيا لاوكرانيا ت وللتذكير فان "اوكرانيا من الدول التي شاركت الامريكان في احتلال العراق". أقول ان جميع هؤلاء، هم، مَن صفق للغزو الامريكي، بل بعضا منهم رافقهم، دافعوا عنه واسموه تحريرا دون ان يستيقظ لهم ضمير الا في السنوات الاخيرة. انخرطوا في العملية السياسية ـ الطائفية التي انشأها الاحتلال وفتحوا الباب واسعا لاستقبال الحاكم الامريكي "بريمر" في مكاتبهم. اعتلوا مناصب وحصلوا على امتيازات، اقلها، رواتب وتقاعد وظيفي دون وجه حق. تعاونوا مع احزاب السلطة وقادتها الذين جاء بهم الغزاة، وعقدوا معهم الصفقات بما فيها التحالفات السياسية وبعضهم التجارية. اليوم يتباكون على غزو دولة مستقلة ويدافعون عن وجدانية الغرب الزائفة!.


في‭ ‬العام‭ �‭ ‬وبإشراف‭ “‬كارين‭ ‬هيوغز ‭"مستشارة‭ ‬بوش"‭ و‭ ‬اليسر‭ ‬كمبل‭ ‬"المستشار‭ ‬الإعلامي‭ ‬السابق" ‭ ‬لـ‭ ‬طوني‭ ‬بلير،‭ وهو‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬التلاعب‭ ‬الإعلامي.‭ تأسس‭ ‬"مركز‭ ‬التحالف‭ ‬الإعلامي"‭ بهدف‭ ‬رسمي‭ ‬معلن‭ ‬لاستمالة‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لشن‭ ‬حملات‭ ‬التظليل‭ ‬والتلاعب‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬للاطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬البعث الديكتاتوري،‭ ‬وقد‭ ‬أغلق‭ ‬هذا‭ ‬المكتب‭ في‭ ‬شباط‭ �، ‬بعد ان كشفت صحيفة‭ ‬"نيويورك‭ ‬تايمز"‭ عن‭ ‬حقيقة‭ مهامه‭ ‬وتعامله‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬الدولية لاخفاء الحقائق المتعلقة‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب على العراق،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة الاوساط‭ ‬الاعلامية والرأي العام ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المناهضة للحرب.‭ ‬ ‭

أنهت‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬استعداداتها‭ ‬للحرب،‭ ‬وفق‭ ‬الدلائل‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬العمليات‭ ‬وساحة‭ ‬المعركة،‭ ‬وفشلت‭ ‬جميع‭ ‬المحاولات‭ ‬والطرق‭ ‬والوسائل‭ ‬لتفادي‭ ‬هذه‭ ‬الحرب.‭ خضع‭ ‬العراق‭ ‬آنذاك‭ ‬لحملات‭ ‬حربية‭ ‬أمريكية‭ ‬متعاقبة‭ �،‭ �،‭ �،‭ �‭. ‬وتناول‭ ‬قاموس‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكي‭ ‬قبيل‭ ‬الغزو‭ ‬الدعاية‭ ‬الزائفة‭ ‬للحرب‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬شعارات‭ ‬مثيرة‭ ‬ـ‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬العراق،‭ ‬تحرير‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬حرب‭ ‬الخير‭ ‬ضد‭ ‬الشر،‭ ‬ثم‭ ‬تغيرت‭ ‬الصيغة‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭: ‬الحرب‭ ‬الوشيكة‭ ‬على‭ ‬العراق‭. ‬

اذن‭ ‬لماذا‭ ‬كان‭ ‬هوس‭ ‬الحرب‭ ‬مرتفعا‭ ‬لهذا‭ ‬الحد؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الاسباب‭ ‬المستوجبة‭ ‬للقيام‭ ‬بها؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬النتائج‭ ‬المحتملة؟‭ ‬يصف‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬جميع‭ ‬الحشود‭ ‬لعمل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬مكان‭ ‬كان،‭ ‬بإرهاب‭ ‬القوة‭ ‬ـ‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالعرف‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬اللاشرعي.‭ مع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬قصف‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬بـ‭ �‭ ‬صاروخ‭ ‬أطلقت‭ ‬خلال‭ ‬يوم،‭ ‬انتهت‭ ‬باحتلال‭ ‬العراق‭ ‬وتفكيك‭ ‬دولته‭ ‬وتمزيق‭ ‬مجتمعه‭ ‬وتجويعه،‭ ‬وفتح‭ ‬تدخل‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬أبوابه.‭ وكانت‭ ‬إيران‭ ‬بمثابة‭ ‬المساهم‭ ‬الإقليمي‭ ‬المهم‭ ‬لغزو‭ ‬العراق‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬واعتراف‭ ‬الادارة‭ ‬الامريكية‭ ‬بذلك‭. ‬يلاحظ‭ ‬ان‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الرسمي‭ ‬العراقي‭ ‬ومؤسساته‭ ‬أمام‭ “‬إرهاب‭ ‬القوة‭”‬،‭ ‬خصوصا‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬مرتكبي‭ ‬المجازر‭ ‬والجرائم‭ ‬وملاحقة‭ ‬المناوئين‭ ‬للنظام‭ ‬وتعريضهم‭ ‬للسجن‭ ‬والتعذيب،‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬القتلة‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬وأروقتها‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ممارستهم‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والابادة‭ ‬الجماعية‭ ‬وبكل‭ ‬الوسائل‭ ‬البشرية‭ ‬والعسكرية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المحرمة‭ ‬دوليا،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬مسائلتهم‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬العراقي.‭ ‬بل‭ ‬تمتعوا‭ ‬بعد‭ ‬السقوط‭ ‬بحصانة‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬ودوائره‭ ‬السياسية.‭ بيد‭ ‬ان‭ ‬الأحداث‭ ‬الدموية‭ ‬والتاريخ‭ ‬المأساوي‭ ‬للنظام‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬السابق‭ ‬أثبتت، ‭‬إن‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الأساس‭ ‬لتعريض‭ ‬العراق‭ ‬للحروب‭ ‬والدمار‭ ‬والحصار‭ ‬والاحتلال،‭ ‬وإن‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬ترسيخ‭ ‬النظام‭ ‬ودعم‭ ‬مسلكه‭ ‬ضد‭ ‬شعبه‭ ‬وشن‭ ‬حروبه‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬مصالحهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬دماء‭ ‬العراقيين‭ ‬ومستقبلهم.‭ ‬لقد‭ ‬سعى‭ ‬الاحتلال‭ ‬منذ‭ ‬غزوه‭ ‬للعراق‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والأفكار‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬كيان‭ ‬العراق‭ ‬كوحدة‭ ‬وطنية،‭ ‬أرضاً‭ ‬وشعباً،‭ ‬بمساهمة‭ ‬الأحزاب‭ ‬الطائفية‭ ‬والشوفينية‭ ‬التي‭ ‬تربصت‭ ‬الفرص‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآربها.‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬لتشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬أثنية‭ ‬على‭ ‬يدِ‭ ‬بريمر،‭ ‬إلا‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬لحقها‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالعملية‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ ‬الروابط‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعويضها‭ ‬بروابط‭ ‬طائفية‭ ‬وقومية‭ ‬وعشائرية‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬العراق.‭ ‬فسمحت‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بتكوين‭ ‬الميليشيات‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬طائفية‭ ‬ـ‭ ‬عرقية،‭ ‬عربية‭ ‬وكردية، ‭لا‭ ‬بل‭ ‬ودعمتها‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬والوسائل‭ ‬اللوجستيه‭ ‬المتنوعة‭.

إن‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬سعى‭ ‬إليها‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬نسف‭ ‬الكيان‭ ‬الوطني‭ ‬العراقي،‭ ‬وكل‭ ‬المبادئ‭ ‬والمفاهيم‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والامنية،‭ ‬التي‭ ‬ترمز‭ ‬لسيادة‭ ‬الدولة‭ ‬واستقلالها‭ ‬الوطني‭ ‬وأهمها‭ ‬الأسس‭ ‬الثلاث‭ "الحصرية‭ ‬والشمولية‭ ‬والذاتية"، ‬وتسويق‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬خاصة‭ ‬بالمحتل‭ ‬لإعادة‭ ‬وتحديد‭ ‬بناء‭ ‬كيان‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬تحمي‭ ‬مصالحه‭ ‬وأهمها‭ ‬الستراتيجية‭ ‬والنفطية‭ ‬بواسطة‭ ‬منظومات‭ ‬وشخصيات‭ ‬عراقية. ‬وتم‭ ‬استصدار العديد من‭ ‬التشريعات‭ ‬الدستورية‭ ‬والقضائية والقانونية والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ التي ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬مشروعه ‭لتقسيم‭ ‬العراق‭ ‬وتغيير‭ ‬شكل‭ ‬المجتمع‭ ‬وبنيته‭ ‬الأساسية.‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬قانون‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة على اساس "طائفي ـ عرقي"‭ ‬سيئ‭ ‬الصيت‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬وتشريعات‭ ‬سنها‭ ‬المحتل،‭ ‬لازالت‭ ‬جارية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خطير‭ ‬ومريب،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انها‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬العصرية‭ ‬ومصالحها‭ ‬الوطنية‭.‬ ومنذ‭ ‬مجيئها‭ ‬للسلطة،‭ ‬فان‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬ـ‭ ‬الطائفية،‭ ‬في‭ ‬أشكالها‭ ‬الفجة‭ ‬والمقيتة،‭ ‬لازالت‭ ‬تكرس‭ ‬نظام‭ ‬توزيع‭ ‬الغنائم‭ ‬والامتيازات‭ ‬والعقود‭ ‬والصفقات‭ ‬السرية‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬والبناء‭ ‬فيما‭ ‬بينها.‭ وتتخذ‭ ‬الاحزاب‭ ‬الكردية‭ ‬المتنفذة،‭ ‬موقفاً‭ ‬انعزاليا‭ ‬شوفينيا‭ ‬ضيقا،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬كطرف‭ ‬في‭ ‬ادارة‭ ‬الحكم‭ ‬ملزمة‭ ‬لحماية‭ ‬القانون‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭ ‬برمته،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬معنية‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقلاله،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬بها‭ ‬حد‭ ‬استغلال‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العراق‭ ‬وشعبه‭ ‬لفرض‭ ‬شروطها‭ ‬الستراتيجية‭ ‬والتكتيكية‭ ‬والذاتية،‭ ‬مستظلة‭ ‬بغطاء‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية،‭ ‬وهذه‭ ‬نظرة‭ ‬قاصرة‭ ‬وغير‭ ‬موضوعية‭ ‬ستؤذي‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬وتلحق‭ ‬الأضرار‭ ‬بمصالحه،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬الأكراد‭ ‬انفسهم..

ادى كل ما جرى من احداث بسبب الماكنة الاعلامية الهائلة، الخارجية والداخلية، التي جيشها الامريكان لاحتلال العراق، الى سوء‭ ‬الاوضاع‭ ‬على كافة المستويات و‬في‭ ‬كافة ‬المحافظات‭ ‬العراقية. حيثما‭ ‬الابتزاز‭ ‬والتعصب الطائفي ـ الشوفيني في تصاعد، والمصالح الحزبية تتقدم على‭ ‬مبدأ‭ ‬المصالح ‬الوطنية‭ ‬العامة. ‭‬والحلول‭ الترقيعية المستدامة بددت أحلام الجميع وجعلت البلاد تسير نحو منزلق خطير ‬تعرض ‬العراق‭ ‬لمخاطر‭ ‭سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تهديدات الانزلاق نحو‭ ‬التقسيم‭ ‬والحروب‭ ‬العبثية‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬بكافة‭ ‬قومياته‭ ‬طويلا‭.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان برلين السينمائي -برليناله 72- الدولي 2022 ثقافة سينما ...
- نسخة جديدة من الفيلم الموسيقي الكلاسيكي -قصة الجانب الغربي-
- كيف خطط بوش وبلير للحرب في العراق
- تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظر ...
- ماساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول ...
- الاستراتيحية الايرانية في العراق بعد الانتخابات
- التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية .
- أحلام العراقيين تراوح داخل حلقة الصراع الأكثر شهرة
- متى تنتهي ماساة العراق والعراقيين وتتوقف احزاب السلطة عن اطم ...
- بعد خامس انتخابات برلمانية أسس لها الاحتلال... العراق إلى أي ...
- دراما تعاطي المخدرات في العراق.. والمستفيدة، هي ايران!
- ألمانية من اصول عراقية من بين اربعة شباب يحظون بوزارات هامة ...
- من بعد الانتخابات.. الانتفاضة مستمرة رغم الضجيج والتهريج!
- العراق على حافة الرصيف
- متى تنتهي لعبة المصالح الآيديولوجية!
- الغموض والتأويل والتسويف إحدى أبجديات اللغة السياسية للاحزاب ...
- تِرَاجِيدِيًّا خَاتِمَةَ فَنَّانٍ بَعِيدٍ عَنْ وَطَنٍ اِنْكَ ...
- لعبة اصلاح النظام السياسي عبثية الاحزاب نحو المجهول!
- الانتخابات في بلد كالعراق ، رهينة القتل والإفلات من العقاب!
- العراق والانتخابات إصطفافات سياسية.. فهل من تغيير؟


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - التضليل الإعلامي في السلم والحرب