أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظرة؟














المزيد.....

تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظرة؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يثير انتظار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة منذ اعلان نتائج اجراء الانتخابات الاخيرة 2021 ، انتهاءً باحداث الجلسة الاولى للبرلمان العتيد وانتخاب رئيس المجلس ونائبيه بحضور اكثر من ثلثي النواب المنتخبين ومن ثم تقديم شكوى للمحكمة الاتحادية لحسم الموقف القانوني من النتائج، العديد من التساؤلات والجدل والصراعات بين الاحزاب والكتل السياسية التي تتقاتل لبقاء التوازن التوافقي ـ الطائفي وعدم إعادة هيكلة الدولة العراقية. ومن جانب آخر بين الاوساط العراقية التي تنشد تغيير النظام السياسي بالكامل وتأسيس دولة المواطنة والقانون. دولة في ظلها يبدأ عهد جديد ينتج حكومة وطنية من أصحاب الكفاءة والنزاهة، بغض النظر عن ميولهم السياسية والعرقية والعقائدية، وبذلك تنتهي محاصصة توزيع المناصب والامتيازات على اساس طائفي وعرقي بين الكتل والاحزاب المهيمنة على السلطة منذ عقدين.

العراق الذي يعيش انقساما بين الاحزاب الشيعية وقيادتها داخل السلطة وخارجها لاجل الغنائم، كشف عن زيف تجربة النظام الطائفي ـ التوافقي وفشله الإداري المزري، فضلا عن اتساع رقعة الانقسام الداخلي وتقويض الإنجازات الوطنية، الصناعية والعلمية والمجتمعية الموروثة، فاصبح عاجزا عن صد التهديدات المختلفة القادمة من المحيط الاقليمي والدولي.

بعد سقوط نظام صدام عام 2003 جاء الاحتلال بنظام لم يعهده العراق الحديث منذ تاسيسه، اذ أقر معادلة سياسية لم تشهدها اي دولة الا لبنان، وهو تأسيس نظام طائفي ـ توافقي اخضع السلطات الثلاث للدولة حكرا للشيعة والسنة والاكراد. واذا ما افترضنا ان لبنان استطاع استيعاب هذا الشكل من نظام الحكم واحتوائه بقدرة قادر لتجاوز محنة الحرب الأهلية في ثمانينات القرن الماضي ولغاية اليوم. فهل ستنجح التجربة على المدى البعيد في بلد كالعراق، تتعايش فيه منذ عهود مجتمعات ذات ثقافات متنوعة ـ متصاهرة، تتعارض مصالحها المشتركة قبول نظام متخلف هكذا. والعراق في محيطه العربي، منذ تأسيس الدولة العراقية، قولا واحداً، لم تتجرأ حكوماته المتعاقبة إقامة نظام رجعي، تشوبه مظاهر الحساسيات الدينية التاريخية والطائفية، او جعل مناصب الدولة العليا على اساس العقيدة والعرق، بدل مبدأ الانتماء للعراق وكيانه الجيوديموغرافي "ارضا وشعبا". ومنذ تاسيس الدولة العراقية ايضا، ليس مهم ان تناط مهام الدولة مهما كان شأنها باي مواطن عراقي كفوء، يؤمن بعراقيته ورفع شأن بلده في المحافل الدولية بغض النظر عن انتمائه السياسي او الطائفي او القومي. غير ذلك، وفقا للمباديء الاساسية ـ الدستورية والقانونية والاخلاقية، لا يجوز لا في العراق ولا غيره، تكليف اي حزب او فرد يعبر كمسؤول على الدوام وفي العلن، عن حلم الانفصال وعدم اعترافه بإنتمائه للبلد الذي انجبته امه، او متهما بالفساد واختلاس أموال الدولة أو ارتكب جرما غير اخلاقي. تسلم منصب سيادي او وظيفة حساسة في الدولة وكياناتها. "رئاسة الجمهورية ـ وزارة الخارجية ـ الامن والجيش والشرطة "، لاعتبارات مصيرية. العراق يجب ان لا يكون مثالا سيئا لحالة كهذه تهدد امنه ومصالحه للخطر. قطعا كما تعمل به الدول المتقدمة.. (اقتبس: نحتاج إلى تكريس مبدأَين مُهمين وضروريَين لأي أمة تبحث عن الإصلاح وسيادة القانون والعدالة والمساواة بدون تمييز على أساس ـ أن لا أحد أكبر من الوطن ولا أحد فوق القانون./ الكاتب عرفان نظام الدين )

ان تجربة نظام المحاصصة الطائفية ـ التوافقية، لم تثبت وعلى كافة المستويات الوطنية والمعنوية منذ 2003 ولغاية اليوم جدارتها. فالاحزاب الشيعية وميليشياتها لا تتعامل مع العراق الا من منظور جغرافي تابع لدولة ولاية الفقيه، بالاضافة الى تعاملها بما يتعلق بمفهوم السياسة بقوة السلاح. وقادة أغلب الاحزاب السنية مرتبطون عقائديا وسياسيا بدول الجوار مثل السعودية وتركيا. فيما الاحزاب الكردية، سيما الوطني الديمقراطي والاتحاد الوطني، فمواقفهم واضحة فيما يتعلق بالسياسة العامة للدولة العراقية. ينظرون لمصالحهم القومية على ان لها أولوية اهم من مصالح العراق على قاعدة "اربيل واقليم كردستان اهم من بغداد، فيما الامر يتعلق بالكرد"، كما وان مشاركتهم بالحكومات المتعاقبة، ليست الا وسيلة لتحقيق مآربهم الانفصالية والاقتصادية الانية، التي لم يحصد الشعب الكردي المغلوب على امره منها اي ثمرة سوى الويل والثبور.

انه لمن المؤسف، شعب اقليم كردستان العراق يعيش في الماضي، يقتات على سمعة كاذبة، معزولا عن الحقائق بسبب هستيريا الدعاية القومية الزائفة التي يمارسها مناصري ومستشاري كل من حزب "برزاني” وحزب "طالباني”. وقد يلتمس الأكراد مجبرين العذر لقادتهم بسبب محنهم المعيشية والمجتمعية، لكنهم كانوا يأملون في مستقبل أفضل منذ عهود ولكن دون جدوى، حالهم حال باقي العراقيين بمختلف اجناسهم.

ان سكوت الحكومات العراقية المتعاقبة خلال كل هذه الفترة عن هذه الاوضاع وعدم معالجتها ووضع الحلول الجدية، دلالة على تواطؤ جميع الاطراف السياسية والقبول بها لاسباب منفعية ومصالح وغايات فئوية. كما ويعتبر تقصيرا واضحا من الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003، في إداء واجباتها المنصوص عليها دستوريا.. في دول متحضرة غير العراق، تتحمل الاحزاب والكتل السياسية مسؤولياتها الدستورية والقانونية والاخلاقية لمحاسبة الحكومة عن اي تقصير وقد تعتبره تعديا صارخا على السيادة الوطنية.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول ...
- الاستراتيحية الايرانية في العراق بعد الانتخابات
- التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية .
- أحلام العراقيين تراوح داخل حلقة الصراع الأكثر شهرة
- متى تنتهي ماساة العراق والعراقيين وتتوقف احزاب السلطة عن اطم ...
- بعد خامس انتخابات برلمانية أسس لها الاحتلال... العراق إلى أي ...
- دراما تعاطي المخدرات في العراق.. والمستفيدة، هي ايران!
- ألمانية من اصول عراقية من بين اربعة شباب يحظون بوزارات هامة ...
- من بعد الانتخابات.. الانتفاضة مستمرة رغم الضجيج والتهريج!
- العراق على حافة الرصيف
- متى تنتهي لعبة المصالح الآيديولوجية!
- الغموض والتأويل والتسويف إحدى أبجديات اللغة السياسية للاحزاب ...
- تِرَاجِيدِيًّا خَاتِمَةَ فَنَّانٍ بَعِيدٍ عَنْ وَطَنٍ اِنْكَ ...
- لعبة اصلاح النظام السياسي عبثية الاحزاب نحو المجهول!
- الانتخابات في بلد كالعراق ، رهينة القتل والإفلات من العقاب!
- العراق والانتخابات إصطفافات سياسية.. فهل من تغيير؟
- العراق على حافة الهاوية والسياسيون يدفعون به نحوها
- طبول الاحزاب تصدح في اضرحة النفاق السياسي!
- الإستياء العام والظلم والتمييز الطبقي سبب الإطاحة بالنظام ال ...
- المجتمع العراقي ومناورات غزل المصالح لاغراض فئوية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظرة؟