أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في العراق؟















المزيد.....

متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في العراق؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7384 - 2022 / 9 / 27 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق على جميع المحاور السياسية والمجتمعية والاقتصادية انتكاسات شديدة الخطورة والتعقيد. ولا زال الوضع الأمني منذ تأسيس مجلس الحكم بعد سقوط نظام صدام في 2003 غير مستقر. والمواطن على مختلف الصعد يعاني الكثير ومن بينها الإرهاب الداعشي والميليشياوي. في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2017 هُزم تنظيم داعش الإرهابي عسكريا على الأراضي العراقية ومع ذلك، لا تزال هناك مجموعات من المقاتلين تشكل تهديدا على العراق. ومن المتوقع مع استمرار الصراع السياسي على السلطة بين الأحزاب والفصائل الميليشياوية المسلحة وعدم وجود استراتيجية وطنية لإخراج البلد من أزماته، فمن المتوقع وقوع هجمات خطيرة ونزاعات مسلحة مفتوحة في جميع أنحاء البلاد بين الجماعات الإرهابية وقوات الأمن الأمن من جهة، وبين الأحزاب والفصائل المسلحة من جهة أخرى. ومن غير المؤكد أن تنتهي بسرعة أو تبقى محصورة في مساحة وفئة محددة. وفي كانون الثاني/ يناير 2020، نفذت إيران والميليشيات الولائية العراقية هجمات على عدة أماكن وقواعد عسكرية في وسط العراق وأربيل إثر مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ورئيس أركان وحدات الحشد الشعبي المهندس في غارة جوية أمريكية في بغداد. ومنذ ذلك الحين، تكرر إطلاق الصواريخ وهجمات الطائرات المسيرة دون طيار على ما يسمى بالمنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي والقواعد العسكرية التي تتواجد فيها القوات الأمريكية.

ولا تزل الحالة الأمنية في جميع أنحاء العراق متقلبة، والهجمات الإرهابية وخاصة في شمال ووسط العراق، مرتفعة للغاية منذ فترة طويلة. والمشهد في محافظات الأنبار وديالى وكركوك ونينوى (سنجار والموصل) وصلاح الدين لا يقل خطورة. ومن المتوقع حدوث هجمات ونزاعات مسلحة مفتوحة بين داعش وقوات الأمن العراقية في هذه المحافظات. وفي محافظة نينوى الشمالية يتأثر المدنيون بسبب تكرر الاشتباكات بين قوات الأمن والقوات المقربة من حزب العمال الكردستاني. الأمر نفسه ينطبق على الحدود الشمالية لإقليم كردستان العراق مع سوريا وتركيا. وتتكرر الغارات الجوية التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني داخل العراق، والعمال يرد بالمثل على الجيش التركي. وهناك أيضا مناوشات عرضية على الحدود بين إقليم كردستان شمال العراق وإيران.

أما على صعيد حماية الدولة والمجتمع، فإن عناصر تطبيق مفهوم "الأمن القومي" الذي يتطلب الاحترافية والمهنية والإستناد على مبدأ الوطنية، غير متوفرة. فقوات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات مخترقة من الأحزاب والفصائل الولائية المسلحة. ويفترض أن تخضع هذه الفصائل للمؤسسة "العسكرية" الجهة الرسمية للدولة العراقية، والتي يفترض أيضا، أن تكون المرجعية لتنفيذ الأوامر المتعلقة بالأمن الداخلي والقومي، إلا أن هذه الفصائل، تأخذ أوامرها من قياداتها وعلى وجه الخصوص من خارج الحدود. ولديها أسلحة متطورة ومركبات محمية تضاهي ما تمتلكه الدولة وتهددها. ولديها أيضا عدد من المستشارين والخبراء يزودونها بالمعلومات الأولية والتخطيط.

وعلى الرغم من استمرار الدعوات لتحسين الوضع الأمني في العاصمة بغداد وباقي المحافظات، لا تزال الحالة الأمنية متقلبة، وهناك خطر وقوع هجمات خطيرة، على النخب الثقافية والعلمية وأعضاء المؤسسات الحقوقية كالقضاة والمحامين والضباط المخلصين العراقيين وعائلاتهم. وهناك أيضا مخاطر عالية لعمليات الاختطاف ذات الخلفية الإرهابية أو الإجرامية... ولا يمكن تأمين الأماكن العامة في العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات من قبل قوات الأمن العراقية، بما في ذلك مطار بغداد الدولي والمناطق المجاورة له، إذ أصبحت هدفا متكررا لقذائف الهاون والصواريخ. وطالما يتعرض المتظاهرون إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن في العديد من المحافظات الجنوبية والشمالية، سيما حول ساحة التحرير وجسور دجلة الثلاثة الجمهورية والسنك والأحرار. ولا يمكن استبعاد اندلاع المزيد من أعمال العنف وتحشيد ميليشيات الفصائل الولائية المسلحة بالاعتداء على المتظاهرين السلميين. حيث قُتل منذ اندلاع الثورة في تشرين 2019 مئات الأشخاص وأصيب الآلاف على خلفية هذه المظاهرات. ولا يمكن استبعاد المزيد من المظاهرات والاحتجاجات، يرافقها أعمال شغب عنيفة.

أما في إقليم كردستان شمال العراق (محافظات دهوك وأربيل والسليمانية/ حلبجة)، فالوضع الأمني متقلبا. وهناك خطر متزايد باستمرار تصعيد الإجراءات الأمنية ووقوع انتهاكات لحقوق الإنسان. ومع تزايد الاحتجاجات المنتظمة ضد الحكومة، تتصاعد وتيرة أعمال العنف ضد المتظاهرين، وفي بعض الحالات تقوم جماعات مسلحة تابعة للأحزاب الكردية الحاكمة بارتكابها. نتج عنها درجة عالية من العنف الإجرامي وخطر كبير للاختطاف.

ومن الظواهر الحديثة على العراق تطبيق المفاهيم الأخلاقية الإسلامية الصارمة، والتي تنعكس أيضا في القانون الجنائي والأحوال المدنية المثيرة للجدل. من مظاهرها التعامل على أساس اختلاف الجنس، الفسيولوجي والمجتمعي، ونشوء ظاهرة التمييز الاجتماعي والثقافي والعقائدي بين أفراد المجتمع. الأمر الذي أدى إلى تفكك بنية العلاقات الحضرية التي اعتادت عليها لقرون الأسرة والمجتمع العراقي. فيما اتسع استيراد وشراء وحيازة واستخدام المخدرات والأسلحة، وسرقة الآثار والسلع الثقافية، كالحجارة والقطع الطينية والرسوم والمنقوشات وجميع الأشياء الأثرية من المواقع التاريخية.

وعلى ما يبدو أن مسلسل الأحداث في العراق لن يتوقف والصورة ستبقى قاتمة. نحن هنا أمام مشهد خطير، لأن السياسة الطائفية، تضطهد وتسرق وتأكل المجتمع دون رحمة. والفئات المسحوقة تشكو من انتشار الفساد في المنطقة الخضراء، وهي منطقة مؤمنة لأصحاب السلطة وقادة الأحزاب والميليشيات. أما الفقراء للغاية، فإنهم لا يعيشون كما يُفترض في أغنى دولة. لماذا؟ وإلى متى سيستمر هذا؟ غير معلوم. الثابت: المتظاهرون يواصلون الاحتجاج وأزمة الحكومة لن تستطيع أن تملأ فراغا، والجمود السياسي سيظل صراعا مستعرا على السلطة. الجديد: هو أن الانقسام لم يعد يسري فقط على أسس عرقية أو دينية، ولكن أيضا من خلال تمرد الجماعات على بعضها. وكلما لم تعد هناك حكومة بديلة، اتسع عمق الانقسام وزاد خطر تحول الخلافات إلى العنف في العراق.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمنطقة الخضراء .. ودولة الصدر الفاضلة في مهب الريح
- دولة العصر.. أطفال العراق وشبابه بلا آفاق ومستقبل مفقود
- الاوضاع السياسية في العراق ... وإلى أين سيفضي احتقان الشارع؟
- البحث عن عقد اجتماعي جديد ضرورة ملحة
- من يتحمل حقا مسؤولية ما حدث للابرياء في منتجع سياحي في شمال ...
- ألا من حسيب لقتل الأبرياء في العراق؟..
- مظفرْ النوابِ.. خاتمةُ شاعرٍ.. تنذرَ بثورةِ غضبٍ!
- مفهوم الوطن والوطنية.. بين المنظور القيمي ومواقف احزاب السلط ...
- الدولة العراقية نحو المجهول.. فما العمل؟
- بسبب شحة المياه.. الاراضي الزراعية في العراق تتحول الى اراضٍ ...
- رواية -الطوفان الثاني-.. أزمنة وأماكن لم تغادر حتى تبدأ من ج ...
- السياسة والحروب تطرق مضاجع الثقافة من ابوابها الواسعة.
- على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية
- على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!
- الصراعات الطائفية وأزمة الانتخابات الرئاسية؟
- مع الذكرى التاسعة عشر لغزو العراق .. هل يستطيع الشباب ان ينه ...
- على حافة الرصيف 15
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...


المزيد.....




- تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايا ...
- روبيو: أوكرانيا لا تستطيع إزاحة روسيا إلى حدود 2014
- بكين: على الأمريكيين أن يلغوا الرسوم الجمركية إذا أرادوا الت ...
- روبيو يشترط على إيران دخول المفتشين الأمريكيين في حال التوقي ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- ترامب يقيل مستشار الأمن القومي والتز في أول تعديل كبير لإدار ...
- مسلمو فيتنام.. أقلية جذورها تاريخية وشعارها التسامح
- من قتل السلطان محمد الفاتح؟
- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى تتوقف عجلة الرحلة السياسية المجزأة... وتستقر الأوضاع في العراق؟